بقلم المحامي/ عبدالماجد عبود
بعد عودة الإمام الصادق المهدي إلى أرض الوطن…يمكن أن نقول فهو إمام امتحان تاريخي وصعب جدا بعد تجربة العصيان المدني الذى انتظم البلاد…. أما أن يسير فى اتجاه التغيير بالهبوط الناعم أو الثورة حيث لا خيار ثالث أمامه …حيث عاد هذة المره ويحمل فى عنقة آمال وقضايا الهامش لأول مره..وذلك بتفويض كامل من اغلب الحركات المطلبية للتحدث باسمهم دون سقوفات …. هذا يعني …الإمام أما خيارين … الخيار الأول هو العمل والمطالبة من النظام بالهبوط النائم والانتقال السلس للسلطة وفقا إلى تفاهمات اعضاء نداء السودان الذى جرى فى باريس قبل أيام قليله وما اتفق عليه ويشمل كل من قضايا التحول الديمقراطي والعداله الانتقالية والحكم الذاتى لمناطق المتأثرة بالصراع وموضوع المحكمة الجنائية الدولية فى مواجهة أركان النظام
…وهذا الخيار فى ظل التعنت البادى للعيان والدعم الذى وجده النظام من الإدارة الأمريكية السابقة برفع جزئ للعقوبات ومشاركة أحزاب حوار الوثبة فى النظام وفتح ملف سلام دارفور في الدوحة لتوقيع بعض الحركات ونجد بأن النظام سوف يسدر فى غية ويكشر عن أنيابه بالدم الملوث الذى ضخ فى شرايينة لذا فى اعتقادى هذا الخيار إمكانية نجاحه ونسبة توافرها ضئيلة جدا…
أما الخيار الثاني..هو خيار الثورة حيث أثبتت التجارب بأن الأنظمة العسكرية والديكتاورية لاتذهب بالتفاوض والانتخابات لأنها استمئرت العبث لذا لاتفهم إلا اللغة التى تحكم بها لذا مهما فعلت الأحزاب السياسية المدنية والحركات المسلحة ليس لها خيار آخر سوى الثورة التى تقتلع الشجرة الملعونة من البلاد والتاريخ إلى غير رجعة وهذا يضع السيد الإمام الصادق أمام استحقاق تاريخي وشخصي….
الاستحقاق التاريخي المتمثل في أنه الرئيس الوحيد الذي أتى بانتخابات حره ونزيهة و معترف بها محليا ودوليا…… ولكن هناك كثير من الماخذ التى تؤخذ عليه وهناك كثير من الاتهامات من تسليح القبائل العربية في دارفور و كردفان ومذبحة الضعين عام 1987 وحركة محمد نور سعد عام 1973 وعديد من المطالب والمسالب مأخوذة عليه إذا كانت هذة الاتهامات صحيحة ام غير صحيحة. فيما أذكر لم يسعي الإمام الصادق إلى ساحات المحاكم لتبرئة نفسة لذا تظل في العقل الجمعي للسياسيين هذة الاتهامات صحيحة مالم توجد ما ينفيها…لذا فى تقديرى اخيتارة للقيام بدور مانديلا السودان أو غاندي زمانه فيه كثير من التفاؤل المشوب بحذر ولكن للأمانة والتاريخ فيه مزايا ونقاط التقاء مع كثيرا من قوى المعارضة السودانية المدنية منها والمسلحة . ….
و الاستحقاق الشخصي يتمثل في أن الإمام الصادق فى كثير من الاحيان فى علاقة مع النظام فى القضايا التى لا تحتمل الرمادية فهو رمادي دائما حتى النخاع ويرجع ذلك إلى رؤيتة ولكن هذة المواقف اوردة موارد الشك وصار لكثير من المراقبين بأنه عين النظام داخل المعارضة وكل الدلائل تشير إلى ذلك ومنها مشاركة ابنه عبدالرحمن المهدى كمساعد للرئيس وابنه الآخر البشري يتبع إلى جهاز الأمن الوطني وبل هو من يدربهم واخيرا ابنته المنصورة مريم ذهبت إلى الضفة الغربية مرورا بمطار بنقريون الإسرائيلي وعادة وكان الأمر لا شئ فيها فى وقت لا يعامل السودانيين القادميين من إسرائيل بذات الطريقة مما يجعلنا أن نضع مليون علامة استفهام.عن علاقة ال المهدى مع النظام ولا نقول حزب الأمة حيث حزب الأمة مؤسسة تختلف عن أسرة الإمام ..المهم فى الامر بأن المعارضة السودانية المدنية منها و المسلحة كلها ذهبت إلى الخرطوم ضمنيا…. وكما معروف عن الشعب السودانى بانه دايما ينتظر الأشياء بان تأتيه فى طبق من ذهب وجميعا وضعنا آمالنا واشواقنا فى جراب الإمام لإخراج البلاد من عنق الزجاجة وكما نعلم المجرب لا يحتاج إلى تجريب…لذا علينا وعليكم ان ننتظر ونشوف…
#الخبر_اليوم_بفلوس_بكرة_بلاش
المحامى عبدالماجد عبود أمبدى