الربيع محمد بابكر
ما بين الهامش والمركز فروق شتى جغرافيا كانت ام مفاهيميا. حتى في العاداة والتقاليد العامة . فالذي يستحسن هناك في المركز يعاب هنا في الهامش والذي يعاب هنا يستحسن هناك والواقعهو الاستاذ الذي يؤسس ويورث للافراد تلك الاشياء للاعتيادية. رحلة ما بين الخرطوم وكتم استغرقت يومان كان فيها الحلو والمر الجميل والقبيح ولكن كتقيم عام لا اقول الا ما قاله اسلافي شق الديار علم .
رحلة اتسمت بروح الفكاهة والاجتماع والثقافة .
اجتماعيا شكل الاختلاف بين العاصمة والهامش تتمثل في الاتي .
في العاصمة الذي يلتقي بالاخر فيقول السلام عليكم او كيفكم تمامين او اي نوع من انواع التحايا السودانية المعروفة يعتبر اما غير سوي نفسيا مجنون او انعمه الله بكنز لم يكن يصدقه . فبعضهم يرى هكذا امور مضيعة للوقت لا تفيد بشيء .
في الهامش اذا التقيت بالاخر فانت مجبور على فعل تلك الاشياء واذا لم تؤدي السلام فانت خارج عن ملة المجتمع وقد يثرثر الماره والمجتمع على حالتك التي تعيشها وغالبا ينسبونك الى تربية عيال الخرطوم.
قهريا تلاحظ المراه لا تتقدم الرجال وان كسرت رقبتها لانها ترى في ذلك سلوك مخل بالذوق العام.وعندما تاتي احداهن لتسلم على ابائنا من الاستحالة ان تجدها واقفة مرتديا نعليها وهي تسلم . وذلك لاننا نعتقد وبكل جهل وتخلف السيادة للرجال مهما كانوا
.المراه في الهامش تعمل وتجتهد اكثر من الرجل قد تختلف من مكان الى اخر ولكن ابتداء من معسكري ابوشوك ونيفاشا النساء هن الاتي يقمن بتربية ومأوى اطفالهن اما الرجال فما بين ناد للمشاهدة وظل شجرة للعب الكتشينة وشجرة اخرى لممارسة لعبة الدالة .ببساطة الرجل في الهامش مجرد حاكم جائر تسلط على المجتمع ويجب اعاظة توعيته بالحياة واهمية الشراكة .
الرجل الذي بلغ الستون فما فوق هنا في الهامش محفظة نقوده تدخل في جيب العراقي اما البقية ففي الجيوب الخارجية. اما المراه التي بلغت ذلك العمر فمحفظتها تحتوي على حبل تقارب المتران تعلق في الرقباة داخل الجلباب .
السوق في الهامش تسيطر عليه الخرافة والاسطورة .فاسواق التمائم هنا اكبر من هناك وتتوفر كميات هائله من انواع التمائم اشهرها التي تقال انها تحارب الجن وتسمى بام الصبيان تتالف من ثلاثة تمائم كبيرة واخرى صغيرة تحتوي على مادة صفراء لا اعلم ماهيتها.
حتى هذه الازمة الاي نعيشها يظن الكثير مشيئه الهية ابتلانا به المولى سبحانه وتعالى لاننا لم نتخلق بالاخلاق الحميدة ولم نتمسك بكتابه وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم . حيث تلاحظ التمسك بالدين اصبحت على شكل عادة وليست عبادة . سمعت احدهم اظن انه جمهوري او تجديدي يناقش مع بعض المتمسكين بالكتاب والسنة في كل امر دنيا كانت ام اخرة .قال اذا ادعيتكم هذه مستجابة سينال المملكة السعودية كاس العالم سكت المتمسكون وبعضهم يبدو انهم متمسكون ولكنهم شكوكيون في نفس الحين . المادة لا تربط بالروح والعقل لا تربط بالعاطفة الروح والعاطفة يحترمان والعقل والمادة يتم التعامل معهما حسب الواقع. ومن الاقوال التي سيطرت على المجتمع (الصبر كملو) نتيجة للياس الذي اصابتهم جراء الازمات المتراكمة وصعوبة الحياة. فالحياة ما عادت نفس الحياة والزمان لم يعد نفس الزمان
اداريا: تختلف من منطقة الى اخرى في كافة النواحي فالنظام العام الذي يخافه الجميع بالعاصمة لم نراه قط بالولاية ولكن نرى اناس اكثر جهالة منهم ما يسمى بالدعم السريع هي لا تختلف مع قوات حرس الحدود اصل الجمجويد في شي فقط هؤلاء لا يتجولون الا بالزي العسكري دون مراعاة للشروط العسكرية الاخرة كشكل الحذاء والراس …الخ .
مع ازمة الوقود هذه ظلت الفاشر تمتلك ارقى خط مواصلاة داخلية فسعر الراكب ظلت ومع الازمة الاقتصادية هذه ثلاثة جنيه للفرد بين السوق الكبير ومواشي او بين السوق الكبير وابشوك. ايا كانت نوع العربة المستغلة (تيكو. اتوز . كايك . حايز روزة). ففي الخرطوم عهدنا الفساد والغلاء فالتعريفة التي وضعتها النظام هناك بسعر خمسة جنيهات في الفاشر ثلاثة جنيهات حتى طلمات الوقود تتعامل مع اصحاب المركباة العامة بحالة خاصة اي تعطي كل عربة وقود تكفيها لمدة ثلاثة ايام وبعد ثلاثة ايام لا يقف الصف مع بقية المركبات الخاصة. اما في هذه المحلية التي تسمى كتم والتي كانت من ارقى المحليات فالتعريفة التي كانت بثلاثة جنيهات قبل الازمة الان بعشر جنيهات رسميا رغم ان خطها لا تتاثر بالازمة اطلاقا.
الازكة التدارية التي تشهدها البلاد علمتنا شيئا الفساد ايضا تتركز في المركز وتقل في الهامش. والدليل على ذلك شرطة النظام العام الذي يجول الشوارع ليلا ونهارا في الخرطوم .
الغرض الاساسي من تجوالها جني الاموال فقط ليس المحافظة على النظام فحكومة الانقاذ تشبه الحكومة التركية في طريقة ممارستها للحكم ولديهم اوجه تشابه كثيرة فهذه حكومة جباية وتلك على نفس الحال هذه حكومة تتاجر باسم الدين وتلك خلافة تتاجر باسم المسلمين
.rabee1211@gmakl.com
Facebook/ alrabee mohammed babiker