بروكسل: صوت الهامش
نشرت صحيفة (إي يو أوبزرفر) مقالا للباحثة جيهان هنري، من منظمة (هيومان رايتس ووتش)، أشارت فيه إلى أن الاتحاد الأوروبي كان قد تعهد بملايين اليورو لما يُعرف بـ “عملية الخرطوم” التي هي جهد تقوم به دول متعددة للسيطرة على الهجرة من القرن الأفريقي إلى أوروبا.
واعتبرت الباحثة قمة الاتحادَين الأفريقي والأوروبي المزمعة الأسبوع المقبل في ساحل العاج، بمثابة فرصة للاتحاد الأوروبي لتجديد التزامه بوضع حقوق الإنسان في مركز الصدارة من أعماله.
ونبهت الباحثة إلى أن برنامج الاتحاد الأوروبي في السودان قد واجه انتقادات موسعة فيما يتعلق بحقوق الإنسان، ويرجع ذلك في جزء كبير منه إلى قوات الدعم السريع السيئة السمعة التي تضطلع بحراسة الحدود. هذه القوات التي كانت معروفة سابقا باسم (الجنجويد) مسؤولة عن ارتكاب فظائع في إقليم دارفور.
وحذرت الباحثة من أن سياسة “غضّ الطرف” من جانب الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة -التي خففت مؤخرا عقوبات اقتصادية عن كاهل حكومة السودان– هذه السياسة تقوي جانب الأخيرة في التواطؤ مع تجار البشر ومهربيهم بدلا من ملاحقتهم.
ونوهت الباحثة عما يعانيه المهاجرون في السودان من سلسلة من الانتهاكات بينها الاغتصاب والتوقيف والسجن والاستغلال.
واتهمت الباحثة السودان بترحيل اللاجئين قسرا إلى بلادهم المهددين فيها بالاضطهاد؛ مشيرة إلى أن شهر أغسطس الماضي شهد قيام السلطات السودانية بترحيل مئات الإثيوبيين بينهم30 طفلا في خطوة أدانتها الأمم المتحدة؛ وفي عام 2016، رحلت السلطات ذاتها 300 مهاجر معظمهم من إريتريا بينهم ستة مسجلين كلاجئين معيدة إياهم قسرا إلى إريتريا حيث واجهوا انتهاكات؛ وقد باتت عمليات الترحيل هذه متواترة بحسب التقارير الإعلامية.
وشددت الباحثة على أنه إذا كان الاتحاد الأوروبي يرغب في دعم أهداف عملية الخرطوم، فإنه بحاجة إلى الاضطلاع بمهمة صعبة تتمثل في الضغط على السودان لتحسين ملف حقوق الإنسان – ليس فقط على صعيد اللاجئين ولكن الإنسان في السودان بشكل عام.