محمود عمر
كمية المبالغ التي أنفقت على طباعة الإعلانات والملابس والتياب والتكاليف الفنادق وتذاكر الطيران لبعض منتسبي الحركات المسلحة للمشاركة في حفل جوبا للسلام ، ومبالغ أخرى لاستئجار سيارات والفنانين تكفي لبناء 100 مدرسة أساسية و ثانوية أو بناء 20 من المراكز الصحية المتكاملة او حفر 50 بئر في مناطق المدمرة. لكن الجميع لا تحمل اي فكرة وليس لديهم مشروع لبناء البلد غير الظهور في مواقع التواصل الاجتماعي والتقاط الصور ، والغريب أن من تسابق للذهاب إلى جوبا يعيش أسره في ظروف مهلكة وغياب للتنمية في مناطقهم ، و كان من الأولوية التفكير في توظيف هذه الأموال في إعادة إعمار المناطق التي دمرتها الحرب.
للمعلومية:
الناس ما عايزة احتفالات و هذه الشغلات … الناس عايزة الرؤية لبناء الوطن … عايزة الأفكار لإعادة بناء القري والمناطق … عايزة الطوب والاسمنت للبناء المدارس أو العيادات المحترقة ….
الناس عارفة الحصل في جوبا ، فما في داعي تجي تعمل حركاتك وتزعج المسكين …
ياخ انا كمواطن عارف عملت شنو في جوبا وعارف أنو السلام جاء … طيب هات ثمرة سلام مش عايزك تجيني ويدك فاضي و عايزني ارقص معاك و احمل علم حركتك … ياخي ما عايز ارقص ولا انطرب … عايز تعمل لي مؤسسة خدمية كدا زي مدرسة عشان ارجع قريتي او تحفر لي البئر اشرب منه .. اذا عملت كدا اتبعك لوحدي ويتكلم عنك حتي الأجيال القادمة بانه المدرسة دي بناها حركة فلان مثلا مش تجيني بإحتفالات و كورورك اللي ما بتفيد المجتمع بشئ ..
ما ممكن تجمع عشرة الف نفر من السودان و دول العالم كلو بس عشان يجوا يصفقوا لك أو يسوي شنو هم ذاتو ما عارفين …
رسالتي لكبار القادة في الحركات ، وليس للقيادات الصدفة والمضللين ، كفاية احتفالات ، ويجب على كل حركة ان تضع رؤية والبرامج إنمائية لخدمة المجتمع من خلال إعادة الإعمار مناطق الصراعات مثل عيادات طبية صغيرة في المدن لإنقاذ الأرواح أو حفر الآبار في المناطق التي تعاني من العطش للاستفادة من السلام. لن يستوعب العقل في هدر المال العام بهذا الطريقة ، و أكثر من مائتي مليار جنيه هدرت فقط بين الخرطوم وجوبا علي لا شئ….
عليكم وقف هذا العبث والفساد المالي وتعلموا من حولكم، حتي الحكومة نفسها أوقفت مثل هذه الاحتفالات الغير المجدية ، وانتم الثوار لا زال تتصرفون بالعقلية الكيزانية المتخلفة.
التسوي بأيديك يغلب اجاويدك، من افضل تنتبهوا قبل ما تشوفوا العجب.