ان العبارة المشهورة لاحمد هارون ( امسح اكسح قش), اصبحت شعار الحملات العسكرية للقوات التابعة للنظام وفى فيديو من اخر فترة لعبد الرحيم محد حسين كوزير للدفاع فى السودان , يكرر العبارة فى خطاب تعبوى لقوات جهاز الامن المعروفة بابو طيرة وقوات الجنجويد المسماة الدعم السريع المساندة لها. وتتواصل مجازر الانقاذيين ومسحهم لمواطني جبال النوبة والنيل الازرق ودارفور , فالبراميل المتفجرة والقنابل الحارقة والعنقودية قضت بالفعل الالاف من المواشى وحرقت الاف اخرى من المنازل والقرى والاراضى الزراعية ولوثت الابار الصالحة لمياه الشرب , وشوهت وبترت اطراف الالاف , ناهيك عن القتل والقتل البشع بالقصف والتجويع والحصار. ان المسح والكنس لشعوب جبال النوبة والنيل الازرق والذي يكمل خمسة سنوات هذه الايام , هو عملية ابادة واضحة وموثقة لكن تابى اعين الاعلام والمجتمع الدولى النظر اليها والعمل الجاد لوقفها.
لا يتوقف القصف والوعود بان يكون الصيف القادم سيكون صيف العبور وصيف الحسم , وينتهى الصيف وياتى صيف اخر والوعود لم تلبى , بل ان القوات التابعة للنظام بدات تبحث عن مبررات لفشلها فى اختراق النيل الازرق والذي ارسلت اليه قوات هذه الايام وفشلها فى الدخول الى جبل كلقو , عبر تقارير اخبارية تحاول الاختباء وراء صعوبة التضاريس. ان محاولات ابادة شعوب المنطقتين ودارفور لن يكون عملا يذهب دن مقاومة , ولن يكون محاولات ممارسة الضغوط عبر العمل العسكرى لكسب مساحات تفاوضية هو المخرج للنظام. والمعركة على الارض لم تكن متساوية عسكريا ولكن الاختلاف بين من يقاتل من اجل قضية ومن يقاتل مرتزقا هى التى تحسم المعركة. وفى كل مرة تعود جحافل النظام المهللة من الخرطوم مكسورة ومنهزمة بلا اى انتصارات تذكر خاصة من جبال النوبة والتى احتدمت المعارك فيها فى الفترة الاخيرة وبل ان الانباء تترى عن حشود جديدة من القوات الحكومية فى طريقها الى المنطقة . وفى طريقها نحو المعارك تكسح وتقش وتمسح قرى المواطنين الابرياء فى ارهاب دولة ممنهج ظل يتكرر منذ قدوم الانقاذ.
ان اطفال هيبان الذين قتلتهم اوامر مباشرة من البشير ووزراء دفاعه وامنه , هم دليل اخر على بشاعة هذا النظام ومبرر اخر من الاف المبررات التى تؤكد على وجوب انهائه. ان حماية مستقبل هذا الوطن الذى يقتل نظام البشير ويستهدف فيه الاطفال والشباب من كراكير جبال النوبة وحتى ساحات الجامعات فى الخرطوم , يقتضى التحرك الفورى لاسقاط هذا النظام ودون اى تاجيل . ان الانقاذيين الان يمسكون ببنادقهم وهم يعلمون انهم يعدون ايامهم الاخيرة , ولكن تلك الايام اذا طالت مدتها يكون الخاسر الاكبر هو هذا الوطن واطفاله وشبابه الذى يتساقط كل يوم برصاص وقذائف النظام. ان اسقاط النظام الان لم يعد ترفا سياسيا يتناوله السياسيون والكتاب , انه ضرورة ومعركة بقاء لهذا الوطن و اهله فى كل مناطقه المختلفة. ان معركة بقاء السودانيين تحسمها قدرتهم على التحرك معا لاسقاط هذا النظام . لم يعد الحل فى الصمت وانتظار الحلول السحرية . وان لم يكن اداء القيادة المعارضة يلبى طموحات السودانيين للسير خلفها , فالسودان لا يخلو من رجال شرفاء وعقول مهمهمومة بهذا الوطن, فلا يجب ان يحدونا الياس من القدرة على صناعة التغيير والسير نحو المستقبل , فيجب ان نحمى اطفالنا وشبابنا ومستقبل هذا الوطن من هذا القتل الذى لن يتوقف الا بذهاب هذا النظام. ويجب على المعارضة ان تتوقف عن الحديث واصدار البيانات وتبدا فى تحمل المسؤوولية عن مستقبل البلاد , وان لم يكن هذا المشهد المريع لاطفال هيبان مقطعى الاوصال ومشوهى الاجساد هو محركا للقيادات المعارضة لانهاء معاناة هذا الشعب فان انهيار البلاد هو المصير المحتوم.