بسم الله الرحمن الرحيم
عبدالغني بريش فيوف
المناضل الحقيقي لا ينتظر أجرا أو عائدا من نضاله. ومن يناضل من أجل السلطة دائما يترصد غنيمة. فمن يقبل بتعويض مقابل نضاله هو ليس مناضلا بل مرتزقا. هذا الكلام دقيق وصحيح ولا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه عند من يتحرون النضال الصادق النبيل.
مناسبة الكلام اعلاه هي الخبر الذي تداولته بعض المواقع والوسائط الإلكترونية قبل أيام يقول: على هامش القمة الإفريقية: وفد رفيع من الحركة الشعبية يلتقي أطراف مهمة ويعلن إن نظام الخرطوم دمر العملية السياسية والحركة الشعبية ملتزمة فقط بمناقشة القضايا الإنسانية ولن تدخل في حوار سياسي.
هذا الخبر بقدر ما أبكاني عند سماعي له، أضحكني أيضا بالقدر نفسه، ذلك أن عرمان ومالك عقار يا جماعة لا يملكان شيئا غير لسانهما الطويل -لا أراضي محررة يسيطران عليها ولا جيش شعبي يتبع لهما. والمهم في هذا كله، مالك عقار الذي يلتقط الصور ويتوسط ثامبو إمبيكي وعبدالسلام أبوبكر في العاصمة الأثيوبية اديس ابابا لا يستطيع مجرد الدخول الى أراضي اقليم النيل الأزرق مسقط رأسه لجهة ان أهله طردوه ومنعوه منها نسبةً لخيانته لقضيتهم العادلة التي من اجلها رفعوا السلاح.
بتحريض وبتمويل من العصابة الحاكمة في السودان. إلتقي مالك عقار وياسر عرمان على هامش قمة الإتحاد الإفريقي يوم الثلاثاء 4/7/2017 بثامبو أمبيكي وعبدالسلام أبوبكر من الآلية الرفيعة، وتحدثا معهما بإسم الحركة الشعبية والحركة حول ما سميتمواقف جديدة من العملية السياسية والإنسانية تتضمن :
(( أولاً: وثيقة الإتحاد الإفريقي حول وقف العدائيات الإنساني صممت من عنصرين رئيسيين هما، إجراءات العملية الإنسانية ووقف العدائيات من جهة، ومن جهة آخرى ربطت ذلك بعملية سياسية على أساس خارطة الطريق التي وقعتها قوى نداء السودان في أغسطس ٢٠١٦م، وأكدت الحركة للآلية الرفيعة إن النظام قد تنصل عن خريطة الطريق وعقد على نحو منفرد حواره الوطني، الذي لم يكن شفافاً أو شاملاً ولم يفضي الي حلول، ولذا فإن العملية السياسية اللأزمة لوقف العدئيات لم تعد موجودة، ولابد من عملية سياسية جديدة التي لاتستطيع خارطة الطريق الحالية تلبيتها.
ثانياً: الحركة الشعبية ملتزمة فقط بحل القضية الإنسانية ولن تشارك في أي مفاوضات سياسية.
ثالثاً: آخذين في الإعتبار التخريب الذي ألحقه النظام بخارطة الطريق فإنه لا توجد عملية سياسية تشارك فيها الحركة الشعبية.
رابعاً: الحركة الشعبية طالبت الآلية الإفريقية بأن تبنى أي عملية سياسية في المستقبل على الأسس الآتية:
أ- أن يعترف النظام بالأزمة السياسية العميقة وبوقف الحرب عبر عملية سياسية شاملة والتي يجب أن تعالج جذور قضايا الحرب وخصوصيات مناطقها، وتحول نظام الحزب الواحد الذي أقامه المؤتمر الوطني الي نظام تعددي ديمقراطي.
بـ – ضرورة إتفاق المعارضة والحكومة على إعلان مبادئ كأساس للحل الشامل يحتوي ترتيبات إنتقالية سياسية جديدة.
جـ – بعد التجربة التي إستمرت(٢٨) عام من حكم النظام فإن أي حل سياسي لابد أن يربط بين عملية السلام والتحول الديمقراطي كحزمة واحدة.
د – الدعوة التي قدمها عمر البشير لكتابة وثيقة دستور غير مقبولة ولن تشارك فيها الحركة الشعبية.
خامساً: التفاوض حول القضايا الإنسانية وخلافات الحركة الشعبية الحالية:
الخلافات الحالية في الحركة الشعبية يجب أن لا تؤدي بالحركة لعدم الإيفاء بتعهداتها لحل القضية الإنسانية كأولوية ووضع مصالح المدنيين في المقدمة، وقد إقترحت الحركة الشعبية ثلاثة خيارات للآلية الرفيعة آخذين في الإعتبار إن القضايا الإنسانية كانت محل إتفاق بين الطرفين مسبقاً وجرى نقاش عميق حولها، ونتقدم بالحلول وفق الخيارات الثلاثة الآتية:
1- أن يتم تكوين وفد واحد من المختصين في العمل الإنساني لطرح موقف موحد يمثل الحركة الشعبية، إذا قبل الطرفان ذلك.
2- تكوين وفدين بموقف تفاوضي موحد.
3- تكوين وفدين بموقفين تفاوضيين لكل منهما.))
عزيزي القارئ..
يقول الشاعر:
إذا لم تخـشى عاقبـة الليالي *** ولم تستحي فاصنع ما تشـاء
فلا والله ما في العيش خيـر *** ولا الدنيا إذا ذهـب الحيـاء
يعيش المرء ما استحيا بخير *** ويبقى العود ما بقي اللحـاء
هذه الأبيات الشعربية تنطبق بحذافيرها على مالك عقار وياسر عرمان اللذان لا يستحيان ولا يخجلان من الحديث بإسم الحركة الشعبية رغم القالتهما من قيادتها لخيانتهما لأهداف ومبادئ الحركة الشعبية ورؤية السودان الجديد من اجل السلطة والمال والجاه.
انهما لا يخجلان وقد تحدثا مع ثامبو امبيكي وعبدالسلام أبوبكر ومناديب بعض دول المجتمع الدولي في العاصمة الأثيوبية اديس ابابا وكأنهما يسيطران ولو على نسبة 0% من الأراضي المحررة في المنطقتين ، أو لديهما ولو جندي واحد في الميدان يأتمر لأوامرهما أو عندهما ولو عشرة أشخاص يؤيدون هرولتهما نحو الخرطوم ..وحقا إذا لم تستح فأصنع ما تشاء.
ان شرّ البلية ما يضحك ..وإذا لم تستح فأعمل وأفعل ما تريد ..تحدثا دون خجل عن توصيل المساعدات الإنسانية للمتضررين، وقالا ..الحركة الشعبية ملتزمة فقط بحل القضية الإنسانية ولن تشارك في أي مفاوضات سياسية ..ونحن نسأل ونسأل ونسأل .. لمن يريدون توصيل المساعدات الإنسانية لأن مالك عقار اهله طردوه من النيل الازرق وممنوع من دخول جبال النوبة/جنوب كردفان ، أما ياسر عرمان أصلا ليس لديه شخص محتاج ..إذن لمن هذه المساعدات؟.
عزيزي القارئ..
لأول مرة منذ انظلاق المفاوضات بين الحركة الشعبية ونظام الخرطوم قبل ست سنوات ان يكون الإتحاد الأفريقي والمبعوثين الدوليين واضحين جدا جدا مع ثنائي التزُّوير والإحتيال (عرمان ومالك) فيما يتعلق بملف المفاوضات وذلك عندما قالوا لهما يوم 4/7/2017م حسب مصادر مطلعة ان المجتمع الدولي جاد في ايجاد حل لقضية المنطقتين ووقف الحرب ، وعليه سيتفاوض فقط مع من له قوة ووجود حقيقي على أرض الواقع والمقصود هنا الحركة الشعبية لتحرير السودان شمال متمثلة في قيادتها الجديدة.
المخلوع مالك عقار اير، ومن فرط نعته لنفسه بالنضال، ومن فرط تضخم أناه بهذا الوصف، يخيل إليه أنه صار تمثالا يجسد الكفاح أو إلاها من آلهة الفراعنة المعبودة أو صنما من أصنام عرب الجاهلية!…وهو يسافر بين كمبالا وأديس ابابا واروشا وجوهانسبيرغ، وهذه المدن له وحده دون غيره من الرفاق! يكاد يعلق على شوارعها وفنادقها شارة مكتوب عليها عبارة “أنا مناضل”! أو يكاد يضع صورته وهو يرتدي زيه العسكري المزيف ومصاب بالتشنج والإرتباك. يخيل إليه أن الناظرين له ملزمون برفع القبعات مع الوقوف وأداء التحية احتراما له ولنضاله الذي يدعيه.
الحركة الشعبية لتحرير السودان شمال اليوم -خاصة بعد صدور البيان الختامي لإجتماع القادة العسكريين والسياسيين والأدارات المدنية ومنظمات المجتمع المدني بإقليم جبال النوبة/جنوب كردفان يوم 7/7/2017م أقوى مما كانت عليه قبل اقالة مالك عقار وأمينه العام وستمضي قدما موحدة وقوية لمواصلة الكفاح المسلح ووسائل النضال الاخري لحين إسقاط نظام الإقلية المستبّدة في الخرطوم وإعادة بناء الدولة السودانية علي أسس جديدة.
رفيقي العزيز..
المناضل الحقيقي لا يمارس ثقافة الاستعلاء والهروب إلى الأمام، بل يواجه التحديات بالشجاعة وعزيمة، أما “أشباه المناضلين” حينما يقفون على المحك سرعان ما تنكشف ضحالة مواقفهم وزيف ادعاءاتهم المغلفة بالحذلقة المقيتة والانتهازية الرعناء ويتساقطون تباعا كما في حالة(عقار وعرمان) لأن نضالهما كان من أجل السلطة والمصالح الشخصية.
النضال وعد ووفاء بالعهد. إنه الشرط الإنساني الوحيد الذي يسمح للكائن الآدمي بالارتقاء إلى منزلة الإنسان. أما الشخص الذي يمتطي صهوة النضال من أجل تحقيق مآرب شخصية دون أن يخجل من نفسه ولا من جشعه وطموحاته الأنانية، فهو كائن غريب غير آدمي.
وفي الختام ..نشكر الوساطة الأفريقيةالتي أعطت ثنائي الخراب والدمار حجمهما الحقيقي بطريقة مهذبة ودبلوماسية ولم يبيعهما الوهم والسّراب.
تعليق واحد
عن جد