بقلم : الطيب أجندة
إذا ما ألقينا نظرة سريعة إلي مركبات شعوب دول العالم نجد أنها متعددة العرقيات وقد تتعدد بها الأصول العرقية بشكل كبير ، لكن ولا يمكن لأي مجموعه عرقية أن تقيم دولة أو ثورة وطنية ناجحة تتوصل في نهاية المطاف إلي الأهداف المرجوة ، وغالباً ما ينتهي الأمر بتقسيم المجموعات العرقية الي أمة وقومية أقلية
القومية والعرقية ليست مجرد اتفاق بين مجموعة من البشر في اللغة او الدين او الثقافة او الاصل او تواجودهم المشترك علي أرض واحدة ولكن الإحساس بالانتماء ، وهو ما يجب أن يراعي وينمو حتي يترسخ كإحساس جماعي بالهوية والكفاح والمشاركة والمواقف المشتركة في ترسيخ الشعور بالانتماء والولاء .
اذا ما حاولنا التطرق للتعرف علي الهوية او الوطنية او القومية في السودان نصادف مشاكل متعددة ، فاللغة والدين والعرق المشتركة مثلا لاتكون متاح فتري التنوع والتعدد الثقافي ،الديني ،اللغوي والعرقي داخل كيان وطني واحد ،
نعم مع حلول الالفية الحزبية في برد الشتاء القارص بعواصفه الهوجاء وامواجه الحادرة تدخل السودانيين منعطفا خطيرا تدخل فية القوة الوطنية الثورية الطاردة لمركزية الطاغية دولا وشعوبا وافرادا الي الطريق الجديد
فقد دخلنا اولا الطريق المجهول ودفعنا فيه قوة عاتية اطلقت في اعقالها الثورة السودانية وتزاحمنا فيه في صراع رهيب (هل يا تري هي صراع نحو القاع) ام هو تدافع نحو الهاوية ؟؟
الهوية في السودان بلا وطنية
تحدي لاسباب يعرفها الواقع السوداني
العولمة التي اصبحت واقعا تعيشها الشعوب والطريق اليها طريق تتلاحق فيها الأضواء المبهرة والحتمية القاتمة ولكن في الافق تلوح طاقة أمل تحتاج الي قدر هائل من العمل لاكتشاف هل هي نهاية العالم كما يدعي ويتصورها فوكوياما ذات الهوية الياباني المنتشي بالحضارة والتكنلوجيا ام هي مرحلة اصطدام الحضارات المروعه كما يتصورها صامويل هنتينجنتون آنذاك !!
الحتمية التاريخية التي يشير لها هيجل وماركس وكأنها تستنسخ من جديد لولا اختلاف الظروف والزمن ولم يكبح جماح القوة الحماسية في مصيرة الحياة السودانية من حين لآخر .
البشير يستحدث حرباً صليبيا مبشرا الاستعمار الداخلي للشعب من بين الزنوج والعرب بيد من دول الخليج ودول الشام مبشرا بالهيمنة الاقتصادية وطمس الحضارات واستعلاء الثقافات ، لذا الشباب يعدو ان يكون هنالك دور جديد من دورات الزمن يتهيأ للبشرية فيها فرص فريدة من التحرر اذا لم ينسي فيها الانسان إنسانيته ولم تتفشي فيها حالة التسمم الإنتمائي
التي اصابت الكثير من دول الخليج والشام الذين يدعون العروبة
لذاك ظللنا نسأل هل يمكن ان يتحول المنعطف الخطير الي منعطف او منصة انطلاقة واعد جديد تستشرق فيها شمس التحرر ؟
ويفتح امامها آفاقا لم تخطر علي عقولنا تجعلهم أكثر أمنا واستقرارا وسلاما في الدولة المسماة بالسودان !
وافضل صحة وعافية ينعمون فية بدفء انساني واطمئنان اخلاقي في عالم يسود فية التراحم والتفاهم ويعلو فيه التكافل والاهتمام بالاخرين وتلعب فيه الاكتشافات العلمية والتكنولوجية دورا مبهرا في رفع مستوي الحياة للفقراء وتفتح فرص جديدة للمعاقين والعجزة وتفتح ابواب الشفاء لمن فقد الأمل .
الحياء عصر جديد تتوازن فيها الثورة المعلوماتية الهادرة مع الاعتبارات الانسانية والقيم الاخلاقية الحرية العدل السلام والترابط الاجتماعي ، عصر جديد تتلازم فية آفاق التقدم في عصر العولمة مع رابط الانتماء للكينونة الاجتماعية والولاء للانسان والوطن وتتعايش في امكانات العولمة مع مسئوليات الالتزام وقيم الهوية والحضارة . لكم مني اجزل التحيات