اصبح كل شيء غريب غير ممكن حصوله في باقي البلدان يمكن ان يحصل بشكل طبيعي في السودان منذ عام١٩٨٩ ولحد الان. المثل الحي على ذلك القائم حالياً هو جعجعة التصريحات الرسمية وغير الرسمية عن الاصلاح والتي يصح ان نطلق عليها (هرج و مرج) ! هذا الهرج والمرج هو عينه الذي يحدث منذ عام١٩٨٩ بحيث اصبح السودان سفينة تكاد تغرق بينما ملاحيها عديدون كل واحد يجر باتجاه مغاير حسب مصالحه فقط. المتعارف عليه في جميع الدول بأن رئيس الحكومة يقوم باختيار وزراءه حسب كفاءاتهم وخبرتهم .
اما في السودان فرئيس الدولة ليس لديه خيار بل ، تقوم احزاب الفكة الفاسدة والفاشلة بترشيح منسوبيها حسب الانتماء القبلي وليس الكفائة … فياله من دلال وهنيئاً للشعب بهؤلاء المدللون الفاشلون! وهنيئاً للشعب بمخرجات حوار الطرشان التي لا تثمن ولا تغني من جوع يستجدي وزرائه فيها من احزاب الفكة التي اغرقت السوان بالدم والدموع والخراب والدمار والتمزق القبلي والعرقي …
كما وهنيئاً للحركات المصطنعة مثل التحرير والعدالة وغيرها بهذا الحوار الاضحوكة الذي يتم على مرأى منها وهي تكاد لاتأبه بل وتصفه بانه اصلاح ! لاندري كيف يقوم الاصلاح على اسس (خربانه) متهرأه … اليس من الاجدر بناء اسس قوية جديدة لاتمت للسابقة بصلة بل صلتها قوية بالارض (الوطنية) لتصمد …؟
البشير ضعيف ولو كان قوياً لاتخذ مواقف اخرى تتحدى هذا الهرج السياسي المنافق واللاوطني. لانهم يقولون شيئاً ويفعلون خلافه من اجل مناصبهم ومكاسبهم السلطوية .
غداً او بعد غد سوف نرى كيف يولد الفشل فشلاً..
بعد ذلك يعتمد على الشعب السوداني ماذا سيفعل فهل سيخلق له دكتاتوراً جديداً يكون هو السيد القائد (حفظه الله ورعاه) ام سينتفض ليحقق ارادته بنفسه ويحاسب الفاسدين والفاشلين؟ ! ام سيعود فجر الانقلابات السودانية العسكرية ليظهر دكتاتور جديد يحاسب باسم الشعب ….. سنرى ……