باريس: صوت الهامش
رأى رئيس حركة تحرير السودان، عبد الواحد نور، أن أزمة السودان هي أزمة وطن؛ مؤكدا أنه لا يوجد مشروع للوطن.
جاء ذلك في ندوة نظمتها الحركة في العاصمة الفرنسية باريس ناقشت الأوضاع السياسية في السودان.
وعزا عبد الواحد نور غياب المشروع الوطني إلى أن المستعمر الانجليزي عندما دخل السودان فإنه عمد إلى تحطيم الدولة الوطنية التي كانت قائمة وأتى بقيادات أخرى وأذيال موالية له، حتى عندما خرج المستعمر حلت هذه الأذيال الموالية محله في السلطة وهنا بدأت الكارثة الحقيقة حيث لم يدشنوا مشروعا للدولة وإنما اتبعوا سياسة المستعمر “فرق تسد”.
ونوه نور عن أن المتعلمين وقتذاك لم يستطيعوا التنظيم لبناء الدولة وإدارة التنوع وإدارة التنمية البشرية وإدارة الموارد السودانية؛ وذلك لأن التعليم الانجليزي الذي حصل عليه هؤلاء المتعلمون كان استعماريا وليس وطنيا فكانت النتيجة النهائية باختصار هي دولة فاشلة لكن اسمها الدولة الوطنية.
في تلك الدولة ظهر “الصفوة” الذين صنعوا الدولة الطائفية والعرقية، ولم يكن هنالك مشروع وطني فاستوردوا مشاريع عابرة ففشلت تلك المشاريع الوهمية. إن السلطة الصفوية في الخرطوم استخدمت أدوات الطائفية والعرقية لكي تسود هي.
وأكد عبد الواحد نور، أن حركة تحرير السودان قرأت واقع المواطن السوداني، ورأت أن أول شيء يجب أن يتحرر هو “نحن المواطنون السودانيون” بأن ننبذ الطائفية والعرقية وجغرافية المنشأ وأن نؤمن بالمساواة بين السودانيين.
ونبه نور، إلى أن السودانيين قد تمّت قولبتهم على عدم الوحدة؛ ومن ثم فإن أول خطوة على طريق التحرر هي التحرر من القوالب وذلك بأن نكون جميعا سودانيين فقط.
وقال نور إن أول مشروع هو مشروع المواطنة المتساوية؛ حيث المساواة بين جميع المواطنين وضرورة فصل الدين عن الدولة. وأن تقف هذه الدولة على مسافة واحدة من جميع المواطنين.
وتحدث نور عن تدشين مشروع ليبرالي، يتم فيه التكريس لمبدأ قبول الآخر كما هو في دولة المواطنة المتساوية.
ونادى نور بضرورة تحرير عقول الناس، وتحرير المواطن من القولبة؛ مشيرا إلى أن ثمة جيلا جديدا في السودان يحاول طرح قضية السودان بطريقة مختلفة وهذا ما جعل الحكومة السودانية تتصدى لهذا الجيل.
وعن الثورة، أكد نور، أن الثورة عبارة عن مشروع، عبارة عن فكرة. وأهم ما في الثورة “الصدق مع الشعب”، قائلا: “نحن ثوار. نحن نبحث عن دولة تستمد قوتها من المواطن السوداني لا دولة تخاف من المواطن لأنها قتلته أو سرقته. لا دولة صفوية تتسلط على المواطن السوداني”.
وشدد نور على أن الوحدة هي وحدة الهدف والمشروع؛ قائلا “في 16 أبريل 2011 أعلنا البداية الجديدة، ودعونا أي شخص مؤمن بمشروع حركة تحرير السودان، وببناء دولة المواطنة العلمانية الليبرالية الفيدرالية الديمقراطية، فتوحدت معنا مجموعة من الحركات على هذا الأساس”.
وأكد نور أن أهم أهداف حركة تحرير السودان تتمثل في تغيير النظام بكل الطرق العسكرية والشعبية.
وشدد نور على أن “تغيير النظام هو من حقنا نحن السودانيين لأن هذا النظام القائم هو غير شرعي جاء بقوة السلاح وهو ناظم فاشل؛ من حقنا كسودانيين أن نغير بلادنا كما يفعل الأمريكيون والفرنسيون في الانتخابات”.
ونوه نور عن أن ثمة أزمة في السودان تتمثل في عدم احترام القادة للمواطن؛ فكثيرا ما يقول القادة المفاوضون شيئا اليوم ثم يقولون عكسه في اليوم التالي دون التزام بكلام الأمس.
وقال نور إن “أهم شيء عندنا في حركة تحرير السودان هو مصداقيتنا مع المواطن السوداني، ونحن مستعدون للموت في سبيل كلمتنا ، وتابع قائلاً “عندنا مشروع وطني لا يرتبط بأفراد بعينهم. نحن صادقون وليس عندنا حقد تجاه أي مواطن سوداني. نحن نناضل من أجل كل السودانيين”.
وأضاف نور أن الثورة هي التغيير، قائلا “أنا أرى جيلا كاملا من الشعب السوداني قد تغير الآن وخرج من القوالب الطائفية والدينية والعرقية”.
وتابع: “يجب أن نتصالح مع ذاتنا كمواطنين سودانين متساويين. وإذا كنا متنوعين فهذا التنوع يجب أن يكون مصدر فخر لا مصدر خوف بين دونية من طرف واستعلاء من طرف آخر – هذه كلها أمراض عانينا منها جميعا عندما وضعنا النظام الصفوي في قوالب تخاف من بعضها البعض”.
وأكد نور، “هدفنا كحركة أن تكون الوحدة في السودان سلوكا؛ وتحرير الشعب السوداني من العقل الاستعلائي الذي يضع نفسه أفضل من البقية الشعب ويستخدم ضده أجهزة الدولة لأنها غير قومية وإنما تابعة للنظام يستخدمها ضد المواطنين السودانيين”.
وشدد نور في هذا السياق على أن الجيش السوداني ليس جيشا وطنيا وإنما هو موالي للرئيس عمر البشير يستخدمه في تقتيل المواطنيين السودانيين.