إسرائيل لن تهدا لها بال الا بتطبيع العلاقات مع السودان للاستفادة من الملاحة الجوية
لقاء مفاجئ جمع برئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان الفريق أول عبدالفتاح البُرهان،برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتياهو بدولة يوغندا،ناقش الطرفين إمكانية تطبيع العلاقة فيما بينهم،رغم الإعلان الرسمي لهذا اللقاء من الجانب الإسرائيلي الا أن الحكومة الإنتقالية،إكتفت بتصريح صادر من الناطق الرسمي بإسم الحكومة الانتقالية.
بينما أكدت وزيرة الخارجية أسماء محمد عبد الله بأنها لا علم لها باللقاء “صوت الهامش” طرحت العديد من التساؤلات ووضعتها أمام طاولة الناشط السياسي ومقدم اللجوء بالدولة العبرية معتصم ادم كداكي والتالي كانت التفاصيل:
الجانب السوداني في حوجة الي هذا اللقاء ليبرهن للعالم بالتغيير الذي حدث
حوار – صوت الهامش
كيف تعلق علي لقاء رئيس مجلس السيادة الإنتقالي الفريق أول عبدالفتاح البرهان ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في “عنتيبي” بيوغندا؟
في الواقع هو لقاء تاريخي بمعني الكلمة اذ جاء هذا اللقاء بعد التغير الذي حدث في السودان بعد ثلاثون عام من نظام الجبهة الاسلامية التي كانت في عداء علني مع إسرائيل . في الواقع هنالك عدة لقاءات سرية تمت بين مسؤولين اسرائيليين وسودانين رفيعي المستوي في الأردن وقطر في زمن النظام البائد وعملت حكومة بيبي نتنياهو علي تخفيف العقوبات للنظام السابق في عهد الرئيس أوباما مقابل التعاون الاستخباراتي بين النظامين أدت الي السيطرة النسبية للأوضاع في قطاع غزة في الأعوام الخمسة الأخيرة .والحد من إيصال الدعم اليها والي حزب الله عبر السودان من ايران كما في السابق .
في رأيك ما هي الأهداف الرئيسية للقاء؟
في الواقع يمكن قراءة اللقاء التاريخي هذا من جانبين .. الأول هو الجانب الإسرائيلي في ظل أزمة الانتخاب الإسرائيلية التي فشلت فيها كتلة “الليكود” في الفوز بالحكومة وإعادة الانتخابات ولم تنجح ثم تعاد في مارس القادم هذا الفشل جعل نتنياهو يبحث عن دعم وسند لحملته الانتخابية لذلك قبيل مغادرته “أمس” الي أوغندا بشر الأعلام المحلي بان هنالك اخبار سارة ينتظرنا في افريقيا لدعم حملته بعد ما عاد الأسبوع الماضي من زيارة امريكا .
هذا اللقاء سينعكس نتائجه الإيجابية وتحول الأصوات التي كانت تكن العداء للسودان في النفوذ الإسرائيلي الي أصوات إيجابية بعد التغيير والثورة الشعبية .
الجانب السوداني أظن الحكومة الانتقالية في حوجة الي هذا اللقاء ليبرهن للعالم بالتغيير الذي حدث وأنها عازمة علي طي صفحة العزلة التي امتدت ثلاثون عاما والبداية الدبلوماسية المنفتحة لكل دول العالم وفق المصالح المشتركة . مع مراعاة إستغلال هذا اللقاء وعلاقة بيبي مع ترامب لتخيف العقوبات والضغوط علي السودان للخروج من ازماتها المعيشية والامنية .
شخصية حمدوك الصارمة والمتزنه لا يعتبر ذو اهمية او قيمة لدولة مثل إسرائيل
هل هذا اللقاء هو بداية ومؤشر حقيقي للتطبيع بين البلدين؟
بالطبع هذا اللقاء هو بداية رسم خارطة الطريق للتطبيع فهو الهدف الاستراتيجي لإسرائيل منذ سنين للاستفادة الاقتصادية القصوي من السودان .قد يري البعض بان السودان سجني فائدة من التطبيع وهو الأكثر حوجة للتقنيات الزراعية الإسرائيلية . لكن الحقيقة هي ان إسرائيل لن تهدا لها بال الا بتطبيع العلاقات مع السودان للاستفادة من الملاحة الجوية لأرض السودان حيث سيوفر لإسرائيل فائض مالي كبير جدا لطيران امريكا اللاتينة التي ستعبر من مطار بن جريون بتل أبيب الي جنوب افريقيا ومنها الي البرازيل يختصر الطريق الحالي الذي يمر بمدريد ثم نيو مكسيكو او كليفورنيا حتي البرازيل .فضلا ان ان إسرائيل دولة صناعية تبحث لها اسواق جديدة في أفريقيا وأهمها الصناعات العسكرية وفي ظل دولة مثل السودان بها من الجيوش ما لا يحصي واضطرابات دائمة تكون سوق جيد لإسرائيل ومع إمكانية استغلال الأراضي الزراعية من الرأسمال الإسرائيلي المتواجد أصلا في أراضي اثيوبيا ومتتد الي داخل السودان فنجد المنتجات السودانية الحبوب مثل السمسم والفول السوداني والكركدي بوفرة في السوق الإسرائيلي .
ما مدي تاثير الدور الإقليمي في لقاء بيبي والبرهان؟
هنالك حقيقة هي ان السودان ما زال حتي بعد الثورة والتغيير الحصل لم يتخلص من التدخلات الإقليمية في شؤونه فهنالك محورين مهمين ولعبتا دور رئيسي في هذا اللقاء .
محور إثيوبيا وجنوب السودان وأوغندا هي لديها التخطيط والاتصال بين الطرفين لتقريب وجهات النظر للقاء لدعم عملية السلام الجاري بين الحكومة الانتقالية والمعارضة المسلحة في جوبا من جانب ودعم سلام الجنوب وتثبيته من جانب اخر لا يتم ذلك دون استقرار السودان ورفع العقوبات عنه وعزله تماما عن ايران وحماس وحزب الله بخطوة مفاجئة بلقاء هكذا .
أما محمور الإمارات والسعودية فهي المخطط الأساسي لهذه الخطوة فهم لديهم علاقات قوية وراسخة في السنوات الأخيرة ولكي يكسبوا المعركة التي تحارب فيها الجيوش الخليجية ضد ايران بالوكالة في اليمن عبر الحوثيين لابد ان يتحركوا في اتجاه عزل السودان والحكومة الإنتقالية تمام عن اي فكرة نحو ايران لذلك خططوا ورتبوا لهذا اللقاء وفي سبيل ذلك سيدفع لهم السودان والبرهان بالمقاتلين الشجعان ويدفعون هم للخزينة الفارغة .
لماذا اللقاء مع البرهان وليس حمدوك ؟
شخصية حمدوك الصارمة والمتزن الذي يعمل بنظام مؤسسي لا يعتبر ذو اهمية او قيمة لدولة مثل إسرائيل رغم انها تعمل بنظام مجلس الوزراء ومنصب رئيس الدولة شبه شرفي لذلك كان الهدف لقاء البرهان الشخصية العسكرية والتي تدين بالولاء المطلق للإمارات فهو سهل التعامل معه وتمرير الأجندة عبره عكس حمدوك .
كلاجئين سودانين ماذا يعني لكم اللقاء ؟
بالطبع نحن كلاجئين للان لم تعترف بنا إسرائيل ويمنحنا حقنا وظل يرواغ بقضيتنا كما يشاء يهمنا ويعنينا في المقام الأول بلدنا ان يكتمل فصول التغيير الحقيقي الذي مهرها الشباب السوداني بدماء طاهرة ان تقوم الدبلوماسية المتوازنة بين السودان واي بلد إسرائيل او غيرها وفقا للفائدة بين البلدين وان يعود نتائج هذا اللقاء بالمساهمة الايجابية في تخفيف حدة الضغط المعيشي وان يدخل للسوق السوداني منتجات جديدة نتمني ان لا يكون لقاء وعلاقات زي ما يسمي ( كسر رقبة).
هنالك مخاوف من التطبيع سينعكس سلبا علي طالبي اللجوء السودانين ويمهد لترحيلهم مستقبلا ؟
نعم بالتاكيد إسرائيل ساعية لإبعاد السودانين وان لا يستمر وجودهم هنا فترة أطول حاولت عدة مرات لكنها تجد ضغوط من المنظمات وصمود من اللاجئين ، أصدرت في ذلك عدة قرارات منها حبس السودانين 18 شهرا في معسكر حولوت وإصدار قانون منع التسلل الذي يوضع بموجبه كل متسلل عابر للحدود سجن ثلاثة سنوات وقانون الحظر والإبعاد من تل أبيب ومدينة إيلات . عندما تضغط الحكومة الإسرائيلية يقوم بمناورة بمنح عدد قليل إقامات مؤقتة دون الاعتراف الرسمي بهم كلاجئين لان الراي العام هنا تم تعبيتها علي كره السودانين وتصويرهم علي انهم خطر اذا تمكنوا . فعلي اي حال اللاجئين مستعدين للعودة فقط منتظرين ان يستقر الاوضاع في البلاد والان في عودة متدفقة بشكل كبير سيبقي من يريد البقاء يصارع حكومة اليمين الحالية ان فازوا لنيل اعتراف به كلاجئ .
إسرائيل ساعية لابعاد السودانين من أراضيها لكنها تجد ضغوط من المنظمات وصمود من اللاجئين
كيف هي أوضاع اللاجئين السودانين في إسرائيل ؟
في الحقيقة نحن حتي الان إسرائيل لا تعرفنا كلاجئين بتاتا بل تعرفنا كمتسللين وتارة كمهاجرين اقتصادين حتي الهويات المؤقتة التي منحت للدفعات الاولي في 2007 والأخيرة بعد اعتراف المحكمة العليا بحقنا كلاجئين قامت الحكومة بمنح كبار السن فوق الأربعين وذوي الكيسات الخاصة الذين طلبوا محاكم منفصلة هي هويات مؤقتة تستطيع الدولة اخدها متي ما تريد عند تجديدها كل عام .
هل هنالك احصائية بإعداد اللاجئين؟
لا بالطبع لا يعرف هذه الاحصائية الا وزراة الداخلية فهي تمتلك كل الملفات وهي الجهة المسؤولة منا هنالك ارقام عند الاعلام والمنظمات لكنها تقريبية وغير دقيقة . يمكننا تقدير عددنا الان فوق الثلاثة الف فيهم عائلات وممتلكي هويات ايضا قريب من الف شخص .
ما هي الصعوبات التي تواجههم ؟
هنالك صعوبات كثيرة أهمها عدم نيل حقوقهم الإنسانية كلاجئين حيث تتعمد السلطات الإسرائيلية لاستفذاذ اللاجئين لارغامهم للعودة عبر الاجراءات المعقدة . وفقدان حقوق التأمين الصحي المجاني والتعليم فهي اكبر مشكلة خاصة لاطفال اللاجئين الذين يعيشون اوضاع تعليمة غير جيدة بالكاد يعتمد علي المتطوعين من المنظمات حيث مدارسهم منفصلة كل المستويات الثلاثة رياض وابتدائي وثانوي والاصعب حقا هنا الالتحاق بالجامعة هذا يعني تحتاج الي مبالغ طائلة لانك غير مقيم بطريقة شرعية .وهنالك صعوبات اخري صغيرة مثل تشغيل العمال وسرقة حقوقهم والعنصرية الفردية والجماعية في الشارع او المناسبات رغم صرامة القانون هنا ضد العنصرية الا انها تحدث للسودانين وما الي ذلك .
ماذا بشأن التوطين ؟
الموضوع معقد جدا بين وزراة الداخلية الإسرائيلية ومكتب اليو ان في بداية الامر كان ملف اللاجئين عند مكتب اليو ان عندما كان العدد قليل ولم يصل المئات وعندما ارادت اليو ان توطينهم وتسرفيهم تدخلت وزراة الداخلية واستلمت الملف بحجة انها قادرة علي توطينهم محليا خاصة السودانين تبعها قرار من زوجة رئيس الوزراء ايهود اولمرت وقتها بمنح 500 هوية مواطنة خمسة الف الي كل الدارفورين الناجون من الحرب . بعدما ذاد الاعداد وصل الالاف ومعهم جنسيات اخري إريترية وكوت ديفوار ومالي ونيجريا أصبح الأمر معقد وشرعت الداخلية في إجراءات كثيرة لإبعاد السودانين او إرغامهم علي العودة لذلك الان الملف في المحكة العليا التي الزمت الحكومة والداخلية بمنح السودانين من أقاليم دارفور وجبال النوبة والنيل الأزرق هويات بدات الداخلية التلاعب تارة عبر الاعمار وتارة عبر ذوي الاحتاجات الطارئة وبعد الاستئناف تم تاجيل الحكم الي شهر يوليو القادم بحجة ان البلاد بلا حكومة الان بعد فشل المتنافسين في الفوز بالانتخابات وإعادتها للمرة الثالثة . لذلك الجميع منتظر ما ستسفر عنه الانتخابات في مارس وقرار المحكمة العليا للاستئناف في يوليو القادم .
تعليق واحد
رفيق كدااكي تحية لك لسردك الحقائق الذي لم يتناولها الاعلام عن اللاجئين في اسرائيل