أحد النشطاء السودانيين الذين لهم باع في أنشطة الروابط الطلابية بالجامعات والمعاهد العليا السودانية ، ركلته أقدام الأقدار خارج السودان بعد أن دمرت قوات ومليشيات نظام الخرطوم قريته ضمن آلاف ممن اجبرتهم المؤتمر الوطني للهرب والإرتماء القسري في أحضان المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بالقاهرة .
يتمتع محمد النور بغيرة متدفقة فوارة تجاه كل ما يهم ضحايا النظام بالهامش السوداني ، ما جعله أهلا لتسنم رئاسة إحدي روابط اللاجئين بالقاهرة ، إضافة الى انتخابه كأمين إتصال بلجنة لاجئي 6 أكتوبر .
(صوت الهامش) جلست معه الأربعاء في لقاء صريح لإماطة اللثام عن كل ما يكتنفه التكتم والغموض حول معاناة اللاجئ السوداني بمصر فإلي مضابط الحوار :
.
س – في البدء هلً أن تحدثنا عن إحصائية تقريبية عن إجمالية اللاجئين السودانيين بمصر ؟
ج – أولاً بإسم اللاجئين السودانيين بالقاهرة أتوجه بصوت الشكر الجزيل لصحيفة صوتنا (صوت الهامش ) لاستضافتهم لنا واهتمامهم بقضايا المجتمع السوداني بشقيها .
عدد اللاجئين السودانيين بمصر في تزايد مستمر الا ان آخر إحصائيات لصحيفة (نون بوست )أواخر 2015 بتقول أن عدد اللاجئين المسجلين بالمفوضية تزيد عن الأربعين ألف لاجئ مسجل ، أما طالبي اللجوء فلا اعلم لهم عددا دقيقا .
س – سمعنا مؤخراً عن أن هنالك تردي أمني وسط مجتمعات اللاجئين السودانيين بالقاهرة فما مدي صحة تلك الأخبار ؟
ج – نعم في الآونة الأخيرة ومنذ نهاية العام 2013 ظهرت عصابات منظمة مسلحة ب(السواطير والسكاكين والعصي ) تسمي بعصابات (النيقز) تقوم بترويع اللاجئين ونهب ممتلكاتهم كما أن هناك جرائم اغتصاب تعرضت لها بعض اللاجئات
س- هل هناك جهة تقوم بتوجيههم بارتكاب هذه الجرائم ام أنهم عبارة عن شللية حرامية اذ انك أشرت إلي انها (منظمة) ؟
ج – هذه العصابة يتزعمها شخص يدعي (مازن) وهو ذو صلة برائد في الامن الخارجي التابع للسفارة السودانية بالقاهرة يتلقي منه الأوامر مباشرة .
س – أتعني أن هذه المجموعة تتبع للسفارة السودانية ؟
ج – نعم جندتهم السفارة لزعزعة أمن اللاجئين ، خصوصاً لاجئي مناطق النيل الأزرق ودارفور وجبال النوبة ، كجزء اساسي من برنامج استهدافهم الممنهج ضد أبناء هذه المناطق في كل مكان ، مستغلين تساهل الشرطة المصرية ومتناعها عن فتح أي بلاغ للاجئين عند الاعتداء عليهم علي اعتبار أنهم تحت حماية المفوضية .
س- إذاً ما دور المفوضية في حماية اللاجئين من مثل هذه العصابات ؟
ج- المفوضية ليست لديها أي دور يذكر في حماية اللاجئين سوي فقط التدخل للإفراج عن من يتم اعتقالهم من اللاجئين ،
س- هل أبلغتم المفوضية بما تتعرضون له من اعتداءات وتساهل الشرطة المصرية ؟
ج – طبعاً .
س – حملت بعض الصحف والقنوات ووسائل التواصل الاجتماعي في الأسبوع الماضي أخباراً مفادها أن ثمة اعتقالات واسعة استهدفت اللاجئين من أبناء دارفور هناك فما هي الأسباب وراء تلك الحملة ؟
ج – الاعتقالات بدأت مساء يوم الجمعة 14 أكتوبر 2016 واستمرت لمدة أربعة أيام علي خلفية جريمة قتل شاب سوداني ويسمي (خالد مصطفى ) من أبناء ام درمان علي يد مجهولين ،
إلا أن جهاز الأمن السوداني أطلق شائعات بأن الذين قاموا بتلك الجريمة هم لاجئون من أبناء الزغاوة ، وذلك ضمن استهدافهم الصريح والممنهج ضد أبناء (الزغاوة ) وقاموا بإبلاغ السلطات المصرية بذلك ، وبناء عليه قامت قوات الأمن المصري بتطويق -مساكن عثمان – ب6 أكتوبر والبدء في حملتها ، حيث كانوا يسألون المارة السودانيين من أبناء دارفور فإذا أجاب أحدهم بأنه من قبيلة الزغاوة او قبيلة الفور يتم اعتقاله علي الفور .
س -كم عدد اللاجئين المعتقلين حالياً بالسجون المصرية ؟
ج – أفرج عنهم جميعاً بيوم 18 أكتوبر .
س – ما هي الجهة التي تدخلت لإخلاء سبيلهم ؟
ج – بعد عملية الاعتقالات التعسفية تحركت رابطة أبناء الزغاوة بمصر لطلب محاميين من منظمة (سانت اندرو) والمفوضية حيث يوجد عدد من المحامين الدوليين إضافة الي لجنة لاجئي أكتوبر ، كونوا بذلك مجموعة ضغط للإفراج عنهم وقد تمكنوا من الإفراج عنهم بعد اعتراف الجاني .
س – تقصد تم القبض علي الشخص الجاني ؟
ج – نعم حسب تحريات الشرطة في قسم الثالث التابعة لمدينة 6 أكتوبر حيث اعترف بارتكابه للجريمة .
س – ما علاقة الجاني بالقبائل السالفة الذكر ؟
ج – هو من دارفور ينتمي لإحدى القبائل العربية الدارفورية ويدعي (مهند) ، إلا أنه عضو اساسي في عصابة (النيقز ) منذ سنوات .
س – دعني أسألك عن ما يدور حول رفض المفوضية لكثير من طلبات ملتمسي اللجوء السودانيين بالقاهرة ؟
ج – لا أعرف السبب الحقيقي وراء ذلك ، ولكن أبناء جبال النوبة ودارفور والنيل الأزرق هم لاجئون بحكم الأحداث التي تدور حالياً في مناطقهم .
س – كم هي الفترة الزمنية التي يقضيها الشخص ملتمس اللجوء ليصبح لاجئا مسجلاً ؟
ج – سؤال مؤسس ،
أولاً : عندما يتقدم الشخص لسحب إستمارة التقديم ، يعطي 3 شهور لكي يتسلم كرت ملتمس اللجوء (بطاقة الحماية الصفراء ) .
ثانياً : بعد أن يتم تسجيله كطالب لجوء ، يعطي ما بين السنه ونصف إلي ثلاث سنوات كفترة انتظار لمقابلة تحديد الوضع .
ثالثاً : بعد مقابلة تحديد الوضع ، يعطي ما بين 6 شهور الي سنة لظهور النتيجة ، حسب الخطاب الذي يتسلمه عقب انتهاء مقابلة تحديد الوضع ، ولكن في الواقع يستغرق ظهور النتيجة في الغالب ما بين سنه الي سنة ونصف رفضاً كان او قبولاً .
رابعاً : بعد ظهور النتيجة ويتم الإعتراف به كلاجئ ، يعطي 3 شهور لتغيير بطاقته (الصفراء )الي (الزرقاء)
خامساً : ينتظر اللاجئ سنوات لانتظار إعادة توطينه .
هذه الفترات الطويلة التي لا مبرر لها حسب ما اعتقد جعلت الكثير من اللاجئين وطالبي اللجوء الميسورين نوعا ما يفضلون ركوب البحر الأبيض المتوسط
وكدا كدا معاناة وعذاب وموت .
س – الأستاذ محمد النور : سؤال قبل الأخير ، في هذه الفترات الطويلة كما ذكرت من أين يحصل اللاجئ السوداني علي مصاريفه اليومية لا سيما وأن الاقتصاد المصري في تدهور مريع ؟
ج – الجهة المنوطة بها مساعدة اللاجئين هي منظمة (كاريتاس) اليد المالية للمفوضية بالقاهرة ، لكنها للأسف لا تعطي مساعداتها إلا للحالات المرضية الحرجة فقط ، إضافة إلي علاجها شبه المجاني لكل اللاجئين ، وهو ما جعل من اللاجئ السوداني عمالة رخيصة بمصانع وشركات لا تفي اجورها احتياجاتهم اليومية .
وأحياناً يستغل اللاجئ السوداني للعمل في مصانع بها مواد ضارة قد تتسبب في إصابته بأمراض مزمنة لا فكاك منها .
س – في الختام رسالة تريد توجيهها ؟
ج – عبركم أوجه رسالتي الي الأمين العام للأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان للعب دور فعال لإيقاف الحرب ببلادنا الغالي وتقديم الجناة للمحاكمة العادلة حتي نستطيع العودة إلي بلادنا آمنين .
كما أطالب وباسم جميع اللاجئين السودانيين بالقاهرة أطالب الرئاسة العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بإعادة النظر في سياساتها تجاه اللاجئين السودانيين وحمايتهم وتغيير واختصار الجداول الزمنية الغير مبررة ، ﻷنه لايعقل أن ينتظر الشخص لأكثر من 4او يزيد ليعلن بعدها برفض طلبه ماذا يعمل واين سيذهب !!!!؟ .
– الأستاذ محمد النور بهذا نصل واياك الي خواتيم هذا اللقاء الدافئ شكراً جزيلاً لك والي اللقاء
– شكراً لكم وكل الشرفاء بصحيفة صوت الهامش .