تقرير: حسن اسحق
فكرة المصالحة الوطنية التي طرحها رئيس حركة العدل والمساواة جبريل إبراهيم، وعدد من قيادات الجبهة الثورية، قائلا يجب الحوار مع من لم يجرم في حق الشعب السوداني، واستبعد فكرة إقصاء الاسلاميين من المشهد السياسي السوداني، بعد سقوط النظام السابق، احتج كثيرون على موضوع المصالحة الوطنية، اعتبروها عبارة مسرحية سيئة الإخراج، والتساؤلات التي طرحت كيف يكون هناك مصالحة وطنية من دون مخاطبة جذور الازمة السودانية ومحاكمة من اجرم في حق الشعب السوداني، حتى الشارع الذي أسقط النظام السابق لا يقبل أي نوع من المصالحة مع من أجرموا في حق الشعب السوداني منذ سنوات، ربما هذه الخلافات تسبب خلافات داخل منظومة الائتلاف الحاكم الآن. وايضا كيف تكون هناك مصالحة وطنية مع اليمين وقوي الحرية والتغيير تشاركهم في الحكم.
المصالحة طرح انتهازي
تضيف الأستاذة تماضر الطيب من مركز الدراسات الدبلوماسية بجامعة الخرطوم ان المصالحة الوطنية ’’ هي اصلا مافي ليها حاجة عشان تكون لها أهمية، هو دائما أهمية الشئ تخلي الناس تنادي به، هل هنالك حاجة لهذه المصالحة؟، ليست مهمة بل بالعكس عدم المصالحة مع النظام البائد‘‘.
توضح تماضر أن مجرد الدعوة لهذا الحوار مع مجموعات النظام السابق، بكل تأكيد يسبب خلافات بين المكونات في الفترة الراهنة، وكذلك تكرس للمزيد من الشقاق بدلا من ان يحدث استقرار سياسي في البلاد بعد الثورة. تضيف أن مسألة المصالحة الوطنية التي طرحها عدد من قيادات الجبهة الثورية، ليس المقصود منها مصالحة وطنية الذي يمكن أن يفهموا اي حد، انه طرح انتهازي المقصد، تشير إلى أن الفكرة مرفوضة، وتنبأت أن الشارع سوف يرفضها، لأنه من حقق الثورة التي أطاحت بالنظام السابق.
ترفض تماضر الدعوة من الأساس، لا تصالح مع النظام البائد، لأن كل الاطياف السياسية عانت من نظام بطش الانقاذ، ومارس ضدها البطش، ان هذه الدعوة بدأت ميتة ولن يكون لها صدي في الرأي العام، ولن تحقق النجاح أي حال من الأحوال، في تقدير لن تكون هناك مصالحة.
بعيدة عن الواقع والحقيقة
بينما يوضح الكاتب والناشط إبراهيم صالح فكرة المصالحة الوطنية التي طرحتها قيادات الجبهة الثورية، هي في مضمونها بعيد كل البعد عن الفكرة الحقيقية التي تقوم ع الإعترافات بحجم المشاكل وتحقيق العدالة وتقديم مرتكبيها للعدالة، إذا لم يعفوا عنهم الضحايا، ويشكك في نوايا الداعين إليها، لان الهدف من المصالحة الوطنية بين المكونات السياسية والاجتماعية، هو حسب رأيه هو حشد واستقطاب لصالح الأجسام السياسية و لمصلحتهم قبل المجتمعات، لإنهم طرحوا فكرة سياسية كمدخل وهنا يمكن الخطأ المنهجي بالنسبة لفكرة المصالحة.
يشير ابراهيم يمكن أن تكون هناك مصالحة ونحن لم نعترف بجرائم الرق والعبودية التي تأسس عليها السودان كدولة مرورا الاعتراف الجرائم ضد الإنسانية، لأن فكرة المصالحة في الأساس تقوم على الاعتراف بجذور الأزمة، ومعالجتها وليس الهروب منها والتحدث عن المصالحة وهذ الخلط لن تؤدي إلى سلام ومصالحة لأن الذين يتحدثون عن الفكرة هم في الأساس على مستوى الاتفاقيات لم يناقشوا جوهر صراع السودان، ولم يضمنوا حقوق الضحايا في هذه الاتفاقيات، كيف يحققوا فكرة المصالحة في ظل ضعف الحكومة الانتقالية، وتحكم حكومة الإنقاذ 3 ع مفاصل السلطة، ورفض غالبية سكان
مناطق الصراعات لإتفاقية جوبا واستمرار القتل اليومي والحريق وغيره.
ويضيف إبراهيم أن قوى الحرية والتغيير هي من ضمن القوى السياسية التي ورد ذكرها في المصالحة الوطنية، وبحكم الحاضنة السياسية للحكومة الانتقالية هي جزء أساسي من الفكرة، باعتبارها مهندسة الوثيقة الدستورية المشوهة التي بموجبها اتت اتفاقية جوبا، ان فكرة المصالحة بهذه الطريقة المبتذلة تحقق مصالح قحت وحدها، وتستمر المصالح في الموروث من النظام القديم، يؤكد أن قحت هي الوريث الشرعي للدولة الغردونية باشا، لذلك هي تدعم الفكرة بشكلها المجافي لمنطق الواقع ومعالجة جذور المشكلة، التي تحافظ على الامتيازات التاريخية المتوارثة منذ عقود.
في الاجابة علي سؤال، هل يمكن اقصاء الاسلاميين من الساحة السياسية السودانية؟، يضيف ابراهيم من المستحيل اقصائهم، الدليل الواضح أن الاسلاميين يحكمون، حتى بعض ذهاب نظام عمر البشير، ابرزهم العسكر يسيطرون على مفاصل الدولة، وفكرة المصالحة التي طرحتها الجبهة الثورية، جاءت علي لسان قيادي اسلامي بارز دكتور جبريل ابراهيم، لذا فكرة اقصائهم من المشهد السياسي من سابع المستحيلات على حد تعبير جيفارا.