القاهرة – صوت الهامش
يواجه اللاجئين السودانيين في جمهورية مصر، أزمات في الغذاء والخدمات الضرورية وانعكس ذلك على اوضاعهم المعيشية البائس، وأعرب اللاجئين عن قلقهم إزاء الأوضاع الإنسانية، حيث أضحى الحصول على لقمة العيش يمثل، تحدي يومي لهم، في خصم حاجتهم للدعم الانساني بصورة عاجلة لإنقاذهم، على خلفية الحجر الصحي في المنازل.
وقالت منسقية اللاجئين السودانيين في مصر، وإن حال اللاجئين السودانيين، ينزر بالخطر، حيث أن جميعهم يعملون في الاعمال اليومية ويدفعون ثمن جميع الخدمات في منزل، وفي الاثناء ان المعسكرات تابعة للأمم المتحدة لم تقدم فيها خدمات السكن والمياه والغذاء.
واتهمت المنسقية في بيان اطلعت عليه ”صوت الهامش“ الأمم المتحدة، بترك اللاجئين لوحدهم يواجهون ”الكارثة“، ومشيرة الي ان الكثيرين من اللاجئين الان عاطلون عن العمل، مما ينزر بوضع كارثي، ويتطلب التدخل العاجل لإنقاذهم.
وطالبت المنسقية الأمم المتحدة، ومفوضية شئون اللاجئين، وبرنامج الغذاء العالمي، بالتدخل العاجل لوضع حد لـ ”مأساة“ اللاجئينا السودانيين بجمهورية مصر، وإنقاذ حياتهم وحل مشكلاتهم عبر مكاتبها مع الجهات المعنية، وداعية جميع محبي الانسانية والعمل الإنساني، الوقوف معهم.
وفي هذا الإطار، وجه الكاتب الصحفي عثمان نواي، نداء للسودانيين القادرين في الداخل وحول العالم، لإنقاذ اخوتهم اللاجئين بمصر، البالغ عددهم 45 ألف لاجئا، ومعظمهم ضحايا الحروب والنزاعات في السودان، ويحتاجون لمساعدات إنسانية بصورة ماسة.
وأشار إلي أن أغلب اللاجئين من فئة النساء والأطفال، و لا يحصلون على أي مساعدات من الأمم المتحدة أو من الحكومة المصرية ويعيشون على العمل فى القطاعات غير الرسمية.
وشدد نواي على أن أغلب النساء يعملن فى المنازل المصرية، وبعد الحجر الصحي العام بمصر، توقف العمل بصورة شبه كاملة، هناك الالاف من الاسر للاجئين فى مصر فى خطر الطرد من المنازل لأنهم بلا عمل وبلا دخل وغير قادرين على توفير الإيجار.
وتابع قائلا: ان اللاجئين يعيشون فى الأحياء العشوائية الفقيرة فى مدينة القاهرة، وان معظم أصحاب المنازل هم أيضا فقراء ويعتمدون على الإيجارات فى المعيشة، وان العشرات الأسر من اللاجئين، يواجهون فقرا مدقع.
وأضاف انه في الوقت الذي تطالب فيه السلطات المصرية الناس بالبقاء فى المنازل فإن حياة آلاف اللاجئين السودانيين مهددة بالخطر، وان الضغط مستمر على الأمم المتحدة للتحرك، ولكن فى ظل هذه الظروف العالمية فإنهم يحتاجون للتضامن والتحرك السريع خاصة ان هناك حوجه عاجلة للمعونة بالمواد الغذائية.
ويواجه العالم بأثره، وباء فيروس ”كورونا“ المستجد، واتخذت عدة دول، تدابير احترازية للحد من انتشاره، بتضافر الجهود والتكافل، واتباع خطوات كالحجر الصحي المنزلي وإغلاق المؤسسات الخاصة والعامة، وفرض حظر التجوال، الأمر الذي أفرز وقعاً جديداً لا يقل خطورة من كورونا للفقراء ولا سيما اللاجئين.
وتوقع نواي خلال حديثه لـ ”صوت الهامش“ أن يمر السودانيين في مصر بظروف قاسية،، واضاف قائلا: إما الان فحانت ساعة تقديم العون للأخوة والاخوات اللاجئين.
لافتاً إلي أن ثمة لجان من اللاجئين أنفسهم، من الممكن التواصل معها لتقديم الدعم المباشر ويمكن التنسيق معها، وأردف بالقول: ”يجب حماية إخوتنا اللاجئين فى مصر وهم فى إحدى أخطر بؤر انتشار المرض ومعرضين لأخطار صحية كبرى، وعلينا مساعدتهم للبقاء أصحاء والمساهمة فى التقليل من معاناتهم“.
من جانبه، اتهم معتصم أحمد مفوضية شئون اللاجئين بمصر، بالتخلي عن دورها تجاه اللاجئين في توفير الحماية الدولية، والأمن والخدمات الأساسية.
موضحا ان أغلب فئات اللاجئين، أسر تضم نساء أرامل، ومطلقات، والاعتماد الأساسي يقع على عاتقهم لرعاية اسرهم ، بالعمل في المنازل المصرية، وهن النسبة الأكبر وتمثل أكثر من 60 في المئة، وان جزء منهن يعملن في الشركات ومحلات الكوافير.
ولفت الي ان النساء العاملات ، يتحصلن على أجور بين ثلاثة ألف وأربعة آلاف ، وخمسة آلاف ، وذلك حسب نوعية العمل، وفي الاثناء يبلغ ايجار الشقق من 1500 ألف ونصف الالف الي 3000 ألف، وهذا حسب نوعية الشقة والخدمات التي فيها.
وأردف قائلا: ان الملاحظ أن جميع الأعمال غير ثابته بالتالي ان العمل غير ثابت وبصورة غير قانونية، وبالتالي يدفع ذلك الكثير من النساء عرضة للتحرش الجنسي، والاغتصاب والاعتداءات والمحاكمات والابتزاز والاستغلال.
وقال احمد إن جميع المنظمات الشريكة، تتعاطي مع وضعية اللاجئين كسوق واستثمار، وان بعد اجتياح فيروس كورونا العالم، أصبحت المفوضية في حالة غياب، وتابع قائلا: وبعد ان أعلنت الحكومة المصرية، حالة الطوارئ، أدى ذلك الي توقف الجميع عن العمل، عدا بعض الشركات، ولا تستطيع المرأة السودانية العمل فيها.
ونبه الي ان الخطر أصبح يهدد نسبة كبيرة من اللاجئين السودانيين، وهم معرضون للطرد من المنازل، وذلك لعدم قدرتهم علي دفع الايجار الشهري، وان وبعض من النساء طردن من المنازل.
ونوه الي ان بعض الجهات بادرت لمساعدة اللاجئين، غبر انها وظفت في العمل السياسي، لقتل قضية إنسانية، وان الدولة ظلت تتعاطي معها بهذه الصورة وأضاف قائلا: لا يمكن لأي مبادرة خرجت منها ان يجني للاجئين ثمارها.
وأضاف أن الدعم كان لأسرة قليلة واغلبها غير لاجئة، وأن العينات كانت عبارة عن وجبه واحد للأسر التي تتكون من 7 أفراد، وان ما تم توزيعه كان سلبيا بسبب بعض أعضاء هيئة اللاجئين.
مشيرا الي ان بعض من السودانيين قدموا مبادرات بشأن اللاجئين، غير انها تتطلب مزيد من التنسيق، وتوضيح حجم المشاكل التي يعاني منها اللاجئين السودانيين بمصر، وطالب الجميع بتقديم مبادرات أكثر وضوحا، وذات فوائد حتى يستفيد منها اللاجئين.