الصورة على اليمين المجرم الحقيقي وعلى اليسار اللاجئ المعتقل خطأ بحسب الغارديان
شهود عيان اكدوا انه اعتقل اخر شهر مايو وانه مجرد لاجئ لا حول له ولا قوة
كتب : عمار عوض
شرعت الشرطة الايطالية والبريطانية في تحقيق على وجه عالي من السرعة للتحقق من ما إذا كانوا القوا القبض على الشخص الخطأ في عملية كبيرة لمكافحة تهريب البشر الى أوروبا من افريقيا بعد ان القي السودان القبض على شخص تم تسليمه لايطاليا على أساس انه زعيم عمليات تهريب البشر .
وكان محققون في بريطانيا وايطاليا أحدثوا ضجة كبيرة بأنهم القوا القبض على الارتري مدهني يهديقو ويبلق من العمر 35 والذي ادعى
المدعي العام الإيطالي انه زعيم واحدة من اكبر الجماعات الاجرامية العاملة في في وسط أفريقيا وليبيا لتهريب البشر و أشادت الشرطة البريطانية التي شاركت في التحقيق والقبض على من وصفته بانه احد اخطر المهربين المطلوبين في العالم بعد تسليمه الى ايطاليا من السودان حيث القي القبض عليه .
ولكن بعد ساعات فقط شرعت كل من إيطاليا وبريطانيا النظر في ما إذا كان السودان قد أرسل لهم الرجل الخطأ، بعد تحدث ثلاثة من أصدقائه المقربين لصحيفة الغارديان أفادوا فيها بانه ليس الرجل المطلوب وهناك خطأ في تحديد الهوية.
وقالوا ان الرجل الذي أرسل إلى إيطاليا في الواقع هو (مدهني تيسفا مريم كيدين) ، وهو لاجئ عمره 27 عاما اعتقل في أحد شوارع الخرطوم في أواخر الشهر الماضي. وإنه يشاطر الاسم الأول مع الرجل المطلوب. لكنه لم يكن ابدا في ليبيا، حيث كان من المفترض ان مدهني بهديقو مريد يركز عملياته.
وقال فشيا تسفاي للغارديان من منفاه في صقليه وابن عم مدهني كيدين (الرجل المعتقل بالخطأ) انه كبر وعاش مع كيدين في اسمرا وقال بوضوح “انه الرجل الخطأ ” واضاف : “إنه أمر لا يصدق – انه لا يهرب البشر- انه من عائلتي. كان يعيش في منزل والدي. و غادر إريتريا في عام 2014، وبعد ذلك ذهب إلى الخرطوم قبل نحو سنة. عاش مع إخواني وأخواتي في الخرطوم. لم يكن لديه وظيفة حتى نستخدمها لنرسل له المال “.
وقد أيد حديث تسفاي لصحيفة الغارديان واحد من جيران كيدين في الخرطوم وقال ” انه افضل صديق لي انه بريء.”
وقال احد اللذين كانوا يقطنوا مع كيدين في نفس المنزل ان: كيدين اعتقل اواخر شهر مايو قبل ان يتم نقله للمنزل وتفتيش غرفته ثم اختفى لعدة إيام قبل ان يظهر لسبب غير مفهوم في روما اليوم الاربعاء .
وقال صديق ثالث للغارديان ” لقد حصلت على تاكيدات على انه الرجل الخطأ “وهو عاش في نفس المنطقة. واضاف ” انه ليس مهرب للبشر ولكنه مجرد لاجئ بسيط وكنا كثيرا ما نشرب الشاي معا ”
وكانت ميرون ايستيفانوس احدى المذيعات في واحدة من المحطات الاذاعية المعروفة في الشتات الارتري في السويد اول من دق ناقوس الخطر عندما قالت ” انا اعرف هذا الرجل وانه نشأ معي وهناك مايقارب 400 شخص كتبوا لي قائلين ” هذا هو هو الشخص الخطأ”
وقالت السلطات الإيطالية والبريطانية انها تحقق في هذه الادعاءات ، على الرغم من أنهما لم يعترفا علنا عن أي أخطاء.