لندن _ صوت الهامش
أفادت صحيفة “الغارديان” البريطانية بأن حكومة “عمر البشير” قد أطلقت العنان في السودان لحملة وصفتها بأنها “مثيرة للقلق” ضد الصحفيين القائمين على تغطية الاحتجاجات القائمة ضد النظام منذ أسابيع.
وكشفت “الغارديان” عن احتجاز أجهزة الأمن الوطنية السودانية لخمسة صحفيين على الأقل، حيث تم اقتيادهم إلى أماكن لم يكشف عنها حتى اللحظة، كما ألقي القبض على عشرات آخرين واحتُجزوا قبل أن يطلق سراحهم في وقت لاحق.
وفي السياق ذاته، ألغت الخرطوم تصاريح العمل للمراسلين العاملين في شبكتين إخباريتين إقليميتين باللغة العربية بهدف منعهم من العمل في البلاد، حيث قال “خالد أحمد” أحد أعضاء “شبكة الصحفيين السودانيين”: “نتوقع أن يزداد التعتيم وتزداد الانتهاكات من قبل السلطات ضد وسائل الإعلام مع استمرار الاحتجاجات”.
وتأتي حملة القمع الحكومية ضد وسائل الإعلام، بالتزامن مع زيارة قام بها الرئيس السوداني المطلوب لدى المحكمة الجنائية الدوليةبتهم تتعلق بجرائم ضد الإنسانية، إلى دولة “قطر” الاربعاء الماضي، بهدف طلب الدعم في مواجهة الاحتجاجات في الداخل ضد حكمه الذي استمر لـ 29 عاما.
والتقى “البشير” بأمير قطر الشيخ “تميم بن حمد آل ثاني” لمناقشة المساعدات المحتملة للسودان، والتي تعاني من مشكلات اقتصادية عميقة كانت أحد الأسباب الرئيسية في اندلاع تلك الاحتجاجات.
ولفتت “الغارديان” النظر إلى أنه في الوقت الذي كان للسودان سمعة سيئة في ما يتعلق بحرية التعبير والإعلام منذ فترة طويلة – حيث تحتل المرتبة الـ 174 من بين 180 دولة في حرية الصحافة – ترتبط هذه الحملة القمعية الأخيرة بشكل صريح بالاحتجاجات ضد “البشير” والتي اندلعت شرارتها في الـ 19 ديسمبر الماضي.
وقد أوردت “الغارديان” أسماء الصحفيين المعتقلين الخمسة وهم: “قرشي عوض” و”كمال كرار ” من صحيفة “الميدان” ، و”عادل إبراهيم” من “الجريدة” و”عقيل نعيم” من “المجهر السياسي”.
وقد أصدرت السلطات السودانية أوامر بالقبض على 38 صحفياً آخر – 28 منهم من خارج البلاد- حيث وجهت إليهم تهم “التحريض ونشر أخبار كاذبة”، والتي تنطوي على عقوبة محتملة بالسجن لمدة ثلاث سنوات وفق “الغارديان”.
وبالإضافة إلى العاملين في وسائل الإعلام السودانية، تقول “الغارديان” أن الصحفيين العاملين في وسائل الإعلام الصادرة بالعربية هم أيضاً محل استهداف من قبل السلطات السودانية، كتلفزيون “العربية” و”شبكة الجزيرة” التي تتخذ من “قطر” مقراً لها.
وفي بيان صدر في وقت سابق من هذا الأسبوع ، قالت “شبكة الجزيرة” أن مكتبها في الخرطوم قد أُبلغ بأن أوراق اعتماد الصحفيين العاملين لديها قد ألغيت، حيث نددت الشبكة بالخطوة باعتبارها “تعسفية” و “تفتقر إلى أي مبرر موثوق به”