الف الف مبروووووووووووك للسودان التطبيع مع اسرائيل فمشوار الالف ميل بين السودان و اسرائيل تم قطعها في خطوة واحدة فقط . فمن كان يحلم مجرد حلم ان يتم التطبيع بين السودان واسرائيل بهذه السهولة و السرعة و المرونة و الرضي الشعبي في البلدين . في أقل من رمشة عين بحساب التباعد الكلي في كل المناحي تقاربت الدولتين . فلا مستحيل تحت الشمس و لا غير ممكن في هذا العصر . فخرطوم اللااءات الثلاث اليوم سمن علي عسل و رز بلبن مع أورشليم القدس . كل المسافات البعيدة ما بين تل أبيب وو الخرطوم أضحت اكتر من قريبه .
من الان و صاعداً أني احلم بزيارة كنيسة المهد و كنيسة القيامة و رابية الجلجثة و بيت لحم و اتمني ان اجلس يوماً تحت ظل شجرة الزيتون حيث جلس الرب و المخلص يسوع المسيح قبل نحو الفين سنة . الف الف مبرووووووووووووك للصداقة الشعبية بين الشعب الاسرائيلي و السوداني فلا داعي للعداوت بين الشعوب بأي اسم كان .
فطالما تم تذويب جبال العداوات و كما تم ردم الهوة العميقة السحيقة بين الخرطوم و تل أبيب و تجسير الطريق بين العدويين اللدويين حتماً ستكون العلمانية خارطة طريق لعبور السودان الي الحكم الرشيد . و يرونه بعيداً و نراه قريبا جداً فأرادة الشعوب الحرة لا تقهر و شعبنا الصامد مصمم علي الانتصار و النصر أكيد . فقد كانوا يكفرون من يطالبون بالعلمانية او يتحدثون عنها و يسمونهم بالخارجين عن الدين و الكفار و الملحدين . من كانوا يقولون بأن الدين خط احمر يتأكد لهم بأن ليس فقط الدين الاسلامي خط احمر بل المسيحية و اليهودية و البوذية و غيرها من الاديان عند معتنقيها خط احمر .
و من كان يصدق بأن الحكومة السودانية الانتقالية ان شئتم تسميتها ستقبل بمجرد الجلوس مع الحركة الشعبية في طاولة واحدة في ورشة عمل غير رسمي لمناقشة أمر فصل الدين عن الدولة . أني أحسب مجرد قيام هذه الورشة في حد ذاتها اختراق كبير احدثتها الحركة الشعبية بل هو هدف الفوز و النصر الكبير للحركة الشعبية في مرمي الحكومة السودانية … فالف الف مبروووووووووووووووووووك للحركة الشعبية هذا النصر العظيم جداً .
و لا يمكن تسمية ما خرجت به ورشة قضية فصل الدين عن الدولة بالفشل . فقد نجحت الورشة و أي نجاح … نجحت الورشة بأمتياز و فشل الكباشي و التعايشي فشلاً ذريع . ما الذي كنتم تنتظرون من التعايشي و الكباشي غير اعلان فشلهما . فلا يمكن ان يكون هذا الكباشي في يوم من الايام مناصراً لقضايا النوبة العادلة و هو الذي لم يكتب له الله كلمة حق واحدة و لو حتي كلمة خجولة . و كان الكباشي دائماً شاهداً موافقاً و مأيداً لحروب البشير العبثية ضد النوبة زهاء الثلاثين سنة الماضية فما الذي يمكنكم رجائة من هذا الكباشي في أمر فصل الدين عن الدولة . فمن ناصر و أيد و قبل بقتل و ابادة أهله و تشريدهم و تهجيرهم من أرضهم ووطنهم و أغتصابها لا يمكنه مناصرتكم في أمر الدولة العلمانية فليس للكباشي و لا التعايشي القول الفصل في مثل هذا الامر حتي لو كان هذا القول مجرد كلمة في ورشة غير رسمية . فحميدتي كان الاجدر و الاقرب و الافضل لكم في المناصرة و الصدق و الصراحة من هذا الكباشي حتي حدث ما حدث في ختام الورشة !
و حال التعايشي هو نفس حال الكباشي ليسوا بأصحاب القرار الاخير . سلام جوبا لم يقل القول الفصل في انصاف الضحايا في دارفور من النازحين و المشردين و المهجرين … و سلام جوبا أغفل عن قصد و سوء نية الفصل في أمر تسليم الجناة و مجرمي الحرب و الأبادات الجماعية لشعب دارفور و أمر تسليمهم للمحكمة الجنائية الدولية بلاهاي فأضطرت بنسودا للقدوم الي الخرطوم لحسم هذا الملف بنفسها . فبنسودا ستظل الوفية و الاحرص منكم علي تقديم الجناة في دارفور و انصاف الضحايا .
عن قريب جداً سيصل قادة الحركات المسلحة الي الخرطوم لنيل المناصب و تقسيم الكيكة بينما سيظل أهل دارفور في المعسكرات ووراء الحدود و ستعلو قضيتهم التراب و الغبار ليكون نسياً منسياً لا حواكير و بلدات او قري و مدن .
بالامس القريب شب بيني و صديقي العزيز هيثم عبدالقادر الذي اكن له جل الاحترام و التقدير . شب بيني و بينه نقاش محتدم . فقد بادرني قائلاً عبدالعزيز الحلو ليس برجل سلام و هو لا يمثل النوبة لانه ما نوباوي فأمه و ابوه مساليت . فأجبته علي الفور و بحدة و انفعال قائلاً عبدالعزيز الحلو هو قائد النوبة و زعيمهم و هو خير من يمثل و يطرح قضيتهم العادلة من أي شخص نوباوي أخر لآن ببساطة هو خلف لخير سلف هو يوسف كوه مكي . ليقول بأن اغلب النوبة لا يأيدون الحلو فأاكد له بأن ليس النوبة فقط بل كل السودانيين الاحرار يناصرون الحلو و يصتفون في خندقة للدولة العملمانية لأنها الخيار الافضل لوحدة و مستقبل السودان الجديد في المواطنة الكاملة و الحرية و العدالة . و عبدالعزيز الحلو و عبدالواحد نور هم الوحيدين الحريصين علي قضايا السودان المصيرية العادلة و لاسيما قضايا أهل الهامش السوداني .
الدولة السودانية الدينية هي أس مشاكل السودان و هي التي قسمت السودان بسبب الدين . و الدين السياسي هو الذي حارب كل أهل السودان في الجنوب و جبال النوبة و النيل الازرق و دارفور .
في هذا النقاش المحتدم تداخل أخي اخر هو الزميل محمد الحافظ و هو الاسلاميين فريق يوسف عبدالحي ليقول : يا باش ايليا الحل الوحيد لقضايا السودان هو في الشريعة الاسلامية و مافي حل الا حكم الله .
لأجيبة بأي حكم شنت الحروب في كل السودان حتي انفصل الجنوب . و ما تم في جبال النوبة من حرب جهادية بفتوي صدرت في الابيض بوجوب مجاهدة النوبة المتمردين من المسيحيين و المسلمين الذين يوالونهم والووثنيين و اباحة أرضهم و عرضهم و مالهم .
قلت نعم نحن في جبال النوبة تسموننا كفار لان فينا مسيحيين و وثنيين و لا تعترفون بالمسلمين منا . لكن ماذا عن دارفور بلد الخلاوي و التقابة و أهلها الذين كانوا يكسون الكعبة . بأي شريعة حاربتم أهل دارفور و شردتم أهلها و استبحتم أرضها ؟
نعم كل هذا حدث بأسم الدين السياسي او النعرة العنصرية التي بها تم تقسيم دارفور الي عرب و زرقه و تصفية القبائل الافريقية و استباحة أرواحهم و وجودهم في وطنهم و ارضهم و ممتلكاتهم و عروضهم . نعم … نعم كل هذا لم يكن ليحدث دون أقحام الدين في السياسة لتحقيق المأرب الدنيوية . و الدين الاسلامي برئ من كل ذنب و حرب او جريمة ارتكبت بأسمه .
عليه تكون العلمانية هي الخيار الامثل لحكم السودان المتعدد الاديان و الثقافات و و الانتماءات الايدلوجية و الهويات و القبائل . فالدين لله و الوطن للجميع . نريد مواطنة كاملة الدسم بدون تفرقة و عنصرية أياً كانت نوعها . فلك دينكم و لي دين . و المجد لله في الاعالي و علي الارض السلام و بالناس المسرة .
ايليا أرومي كوكو
[email protected]