عبدالغني بريش فيوف
في عموده بصيحفة (الصيحة) الصفراء ، وتحت عنوان (الحلو بين العنصرية والشيوعية). كتب الأزوادي خال السفاح السوداني الطيب مصطفى مقالاً استهبالياً يقول فيه وبوقاحة زائدة (نقول للحلو ولبقية الإقصائيين إن الفرق بيننا وبينكم أننا نعتز بأفريقيتنا ذلك أن الزنوجة تجري في دمائنا وأبنائنا وآبائنا وأجدادنا وأهلينا، لكننا كذلك مسلمون وذوو ثقافة عربية تلهج بها ألسنتنا وينطق بها قرآن ربنا سبحانه، ونعتز بكل مكوناتنا، ونعتز بسودانيتنا التي تجمع بين كل هذه الخصائص الإثنية والثقافية والحضارية)..
ما يهمني عزيزي القارئ في ردي لمقال الطيب مصطفى الإستهبالي هو إكتشافه المفاجئ لأفريقيته وزنجيته بعد ان سلط طوال عمره ، لسانه العاري من الأخلاق، واعتمد استراتيجية الإساءة لكل ما هو غير عربي وإسلامي في سودان السفاح عمر البشير.
ولكي لا يتهمني أحدهم بالعنصرية ، سأورد بعضا أو نماذجاً من اساءات وشتائم الرجل للزنوج ولعموم القبائل الأفريقية في السودان منذ 1989م.
1/استخدم الطيب مصطفى منذ وصول نظام الإسلاميين للسلطة ، الشتائم والألفاظ البذيئة، في كثير الأحيان، للتعبير عن مقته لشخص الراحل الدكتور جون قرنق بنعته بأشد الأوصاف قبحا لمجرد أنه نادى بالعلمانية وبسودان جديد ..وهو القِرد الأفريقي والعميل الإسرائيلي ، والجنوبي الهالك الكاره للعرب والإسلام ، وغيره من الأوصاف والنعوت التي تخجل منها حتى الشموس والأقمار.
2/ عندما رحل الدكتور جون قرنق عن دنيانا في حادث تحطم طائرته ، وخرج ملايين من محبيه في شوارع الخرطوم للتعبير عن حزنهم العميق. وصف الطيب مصطفى ذاك اليوم بيوم (الإثنين الأسود) ،وطالب السلطات الأمنية بالعاصمة القومية التعامل مع تلك الجموع الحزينة الحاشدة بالرصاص الحي.
3/ لا يخفي الطيب مصطفى عنصريته وحقده وكراهيته لكل ما هو (زنجي أفريقي أسود)، ويظهر ذلك من خلال قول المتكرر مثلاً بأن (الجنوبيين والنوبة والفور ووالخ ، ما بشبهونا).
4/ تطاوله المستمر على قيادات الهامش واحتقارهم لها متناسيا قول الله تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلَا نِسَاء مِّن نِّسَاء عَسَى أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ} الحجرات.
ورغم كل هذه الإساءات والشتائم للجنس الزنجي الأفريقي الأسود دون أي ذنب مبرر ، جاء الرجل ليقول وقبل أي اعتذار (إن الفرق بيننا وبينكم أننا نعتز بأفريقيتنا ذلك أن الزنوجة تجري في دمائنا وأبنائنا وآبائنا وأجدادنا وأهلينا، لكننا كذلك مسلمون وذوو ثقافة عربية تلهج بها ألسنتنا وينطق بها قرآن ربنا سبحانه، ونعتز بكل مكوناتنا، ونعتز بسودانيتنا التي تجمع بين كل هذه الخصائص الإثنية والثقافية والحضارية).
إلآ أن الطيب مصطفى المكتشف لأصله الجديد ، يقول إن الزنجية والأفريقية تجري في دمه ودم أباءه وأبناءه. لكنه من ناحية أخرى يهاجم منظمة (بان أفريكانيزم) ويقول ان الكلام عنها يفقع مرارته ويجعله يتحسس مسدسه. فلماذا هذا العداء لبان أفريقان التي تعني ببساطة:
1-Pan-Africanism
Pan-Africanism is an ideolog and movement that encourages the solidarity of Africans worldwide. It is based on the belief that unity is vital to economic, social, and political progress and aims to “unify and uplift” people of African descent. The ideology asserts that the fates of all African peoples and countries are intertwined. At its core Pan-Africanism is “a belief that African peoples, both on the continent and in the Diaspora, share not merely a common history, but a common destiny”.
أي أن “بان أفريكان” منظمة تجمع الزنوج والأفارقة داخل القارة والذين انتقلت معهم مشاعر الولاء والانتماء وحب الأوطان من القارة الأفريقية إلى الأراضي البعيدة وما وراء البحار والمحيطات. وتعمل المنظمة على تشجيع تضامنهم في جميع أنحاء العالم من أجل الحرية وإنهاء الهيمنة والتبعية، وتستند في مبادئها على الاعتقاد بأن الوحدة عامل حيوي للتقدم الاقتصادي والاجتماعي، والسياسي ، ووالخ ..وما العيب في هذه الأهداف والمبادئ حتى يهاجمها الطيب مصطفى الذي اكتشف زنجيته المزيفة مؤخرا؟.
أهداف (بان أفريقان) لا تتعارض البتة مع (السُوداناوية) التي ينادي بها البعض. وعليه إذا كانت زنجية السيد الطيب مصطفى زنجية حقيقية وليست مضروبة أو مزيفة ، يجب أن يعترف ببان أفريقان كجسم زنجي أفريقي ، يشجع المجتمعات الزنجية والأفريقية المختلفة على التقدم الإقتصادي والإجتماعي والثقافي والسياسي وووالخ ، وأن لا يقارن بان أفريقان بجامعة الدول العربية التي تشترط الإسلام واللغة العربية كشرطان ضروريان للإنضمام إليها.
(الأفريكانيزم) ليس ضد أحد لأنها تعايشت مع شعوب كثيرة في كل أنحاء العالم ، ومع كافة الديانات السماوية والأرضية ، دون ان نسمع كلمة واحدة عن الإقصاء والتهميش ..فلماذا لا يخرس الطيب مصطفى ويبقى في دينه الإسلامي وقوميته العربية العنصرية التي دافع ويدافع عنها بكل الطرق والأساليب ويترك الزنوج والسُود لوحدهم؟ّ!!.
تعليق واحد
ياخي العنصرية اتفشت في البلد بسبب السياسات الرعناء وتولي امورومقاليد الدولة من سياسيين وصحغيين متقلبين الاراء