بسم الله الرحمن الرحيم
أصدر وزير الإعلام السوداني، أحمد بلال عثمان، في إطار احتفالات البلاد بأعياد الاستقلال، قراراً قضى بإطلاق أسماء رموز إعلامية على قاعات الوزارة، منها القاعة الكبرى باسم عبدالدافع الخطيب، الذي قضى 14 عاماً وكيلاً للوزارة.
وشمل القرار قاعة أخرى باسم المهندس عبدالرحيم سليمان، الذي يشغل الآن منصب الأمين العام لاتحاد إذاعات الدول العربية، فيما سُميت قاعة الناطق الرسمي باسم المهندس الطيب مصطفى، لإسهاماته المتعاظمة في تطوير وتأهيل التلفزيون القومي الذي شهد في عهده التحول إلى فضائية.
وقال أحمد بلال إن اختيار هذه الأسماء جاء وفق معايير ودراسة، وهذا لا يعني إسقاط الآخرين ممن لعبوا دوراً مؤثراً في الإعلام السوداني بمختلف أشكاله ووسائطه.
شخصياً لا أعترض على اطلاق اسم شخص ما أبدع في مجال من المجالات على شارع عام أو مطار أو مدرسة أو جامعة أو غيرها كتحفيز ومكافأة وتشجيع ودافع وحافظ له لمزيد من العطاء ولمزيد من البذل ولمزيد من المحافظة على الصفة أو الخاصية المكرم من أجلها.
نعم ، لا اعترض على مبدأ التكريم سيما لو تعلق الأمر بالعلماء والمبدعين والباحثين وغيرهم في المجالات المختلفة التي أسهموا فيها ..لكن ما تستوجب الانتباه لها أنه ليس مهم أن يكون الشخص المكرّم يستحق التكريم بل أن تكون الجهة المكرمة تستحق أن تكرّمه.
عزيزي القارئ ..ان يتم تكريم الطيب صالح أو الفنان الراحل محمد وردي أو الموسيقار محمد الأمين على أعمالهم الأدبية والفنية ، فلا نعترض عليه اطلاقا ..لكن أن يتم تكريم الأزوادي الطيب مصطفى مؤسس منبر السلام العادل وصاحب صحيفة الصيحة وقبلها “الإنتباهة” العنصرية ، فلنا في هذا التكريم رأياً اعتراضياً.
يقول وزير الإعلام السوداني، أحمد بلال عثمان ، ان اطلاق تسمية قاعة الناطق الرسمي باسم المهندس الطيب مصطفى، لإسهاماته المتعاظمة في تطوير وتأهيل التلفزيون القومي الذي شهد في عهده التحول إلى فضائية ، وإن اختيار هذه الأسماء جاء وفق معايير ودراسة ..لكن عزيزي القارئ ، نسى سيادة الوزير أن يذكرنا بالمعايير التي طبقها في اختيار المدعو الطيب مصطفى ..كما نسى أن يذكر السودانيين بأن عمر البشير هو الذي عينه مديراً لشبكة الإتصالات (يعني الحكاية فيها واسطة ومحسوبية) ،وليس لأنه كان آهلا لهذه الوظيفة المهمة جداً ..ثم ما الذي قدمه هذا العنصري في المجال الذي عين فيه ليستحق اطلاق اسمه ولو على (مرحاض)؟.
الفترة التي تولى فيها الطيب مصطفى ادارة شبكة الإتصالات السودانية ، تحولت الشبكة إلى وكر للتجسس على السودانيين والتصنت على مكالماتهم التلفونية ، خاصة الإتصالات من الدول التي صنفها نظام الإنقاذ دولاً معادية -كالولايات المتحدة الأمريكية ،الدول الأوربية ، مصر ، اريتريا ، السعودية ،وغيرها، في الوقت الذي كان يعج السودان بالإرهابيين الإسلاميين والدوليين -من أمثال بن لادن والزواهري والغنوشي وكارلوس وغيرهم. وهل التجسس والتنصت على السودانيين يحسب انجازاً وعملاً يستحق التكريم يا وزير الإعلام؟.
يقول وزير الإعلام ، إن قاعة الناطق الرسمي سميت باسم المهندس الطيب مصطفى، لإسهاماته المتعاظمة في تطوير وتأهيل التلفزيون القومي الذي شهد في عهده التحول إلى فضائية ..لكن هل هذا القول فيه أي حقيقة؟.
ليس هناك أي حقيقة في كلام الوزير ،لأن التلفزيون السوداني حتى هذه اللحظة لم يتطور ويتأهل الى مصاف التلفزيونات القومية على الأقل كا(المصري والتونسي والجزائري مثلا). أما تحول التلفزيون الى فضائية في عهد الطيب مصطفى ، فهذا نتيجة طبيعية لثورة الإتصالات(الأقمار الصناعية) التي شهدها العالم في نهايات القرن الماضي ..يعني ببساطة شديدة لا علاقة للطيب مصطفى بموضوع التطوير والتأهيل.
عزيزي القارئ..
يبدو أن معنى التكريم قد تغيرت مفاهيمه وقواعده وأساسياته في عهد نظام الإنقاذ ، فأصبح مستحقا لمن يزعق بأعلى صوته ويشتم ويسب بني البشر بكلمات نابية وكريهة. والطيب مصطفى الذي تم تكريمه بإطلاق اسمه على قاعة الناطق الرسمي ، شتم الجنوبيين وتمنى لهم الفناء والهلاك جميعا ..وشتم النازحين الى العاصمة القومية من مناطق الهامش السوداني وطلب من حكومة ابن خاله بطردهم منها حفاظا على نظافتها ..يعني هؤلاء النازحين حسب الطيب مصطفى مجرد وساخة يجب ازالتها وبالسرعة ..والطيب مصطفى ما زال حتى اليوم يصف الراحل/الدكتور جون قرنق وهو في قبره بالهالك المقبور ، ,ولا أعلم إلى متى وهذا الناعق يزعق ويشتم ورغم هذا يكرم.
للأسباب السالفة عزيزي القارئ ، لا يستحق الطيب مصطفى أن يطلق اسمه حتى ولو على مبنى مهجور ، لأنه من غير الطبيعي أن يُكرم شخص على بذاءة لسانه وكراهيته لبعض السودانيين. كما عُرف عنه طوال فترة ادارته للإتصالات السودانية بالتقصير والتهاون في مهامه، وهو بالتالي لا يستحق هذا التكريم بأي معيار.
الطيب مصطفى نموذج للأخلاق السيئ جدا ، قام بإثارة كثير من المشاكل طوال مشواره العملي في شبكة الاتصالات وما بعدها. إن تكريمه هو تكريم للبذاءة وسوء الأخلاق ، وعدم الاخلاص للسودان كوطن واحد لجميع مواطنيه ، وهو دليل على ان الإنقاذ تنسى الأوفياء والمخلصين من أبناء السودان الحقيقيين بينما تمنح التكريم للذين لا يستحقونه من أمثال الطيب مصطفى.