بقلم/ محمـد داؤد سليمان
الثورة الشعبية السودانية التي انطلقت في 13 ديسمبر 2018م، والتي ادي الي اسقاط راس نظام الجبهة الاسلامية القومية ( الانقاذ) في 11 ابريل 2019م، انه ثورة ابناء وبنات الشعب السوداني بكافة مكوناته الثقافية، وفي سبيل الوصول الي تلك الهدف سقط اكتر من مائة شهيد من خيرة ابناء وبنات الوطن، هذه الثورة المجيدة زرع الامل في نفوس كثير من الاجيال الحالية، وانه شكل ملحمة وطنية نادرة لتماسك وتكاتف بين كافة اطياف الشعب السوداني.
ان تاريخ السادس من ابريل هو التاريخ الفاصل التي حدث فيها تحول في موازين القوة ما بين قوة النظام الاستبدادي وقوي الثورة، بعد تدفق الملايين من المواطنين الي القيادة العامة العامة والاعتصام امامها، مما اجبر القوات المسلحة وخاصة صغار الضباط الي التدخل لحماية المعتصمين امام القيادة العامة لقوات الشعب المسلحة، بالرغم محاولات مليشيات النظام وكتائب ظله المتكررة علي فض الاعتصام، تفاني الشعب ومعهم صغار الضباط في الدفاع عن الاعتصام والمعتصمين، وهذا الموقف من صغار الضباط اجبر كبار الضباط الذين يوالون النظام ولائا مطلقا، ومعظمهم من هم شاركوا النظام في جرائمه طيلة عمر النظام، وفي محاولة للسيطرة علي الاوضاع قام الضباط الانفة الذكر بعزل راس النظام، وتعيين مجلس عسكري بقيادة ابن عوف المتهم بارتكاب الجرائم في دارفور، مما اثارة حفيظة المتظاهرين والمعتصمين ليخرجوا باعداد مضاعفة الي الشوارع، مما اجبر ابن عوف علي التنحي من رئاسة المجلس العسكري، لياتي بعده مجلس عسكري جديد لا يختلف كثيرا عن مجلس ابن عوف، برئاسة عبدالفتاح البرهان المتهم ايضا بارتكاب جرائم في دارفور عبر اشرافه علي مليشيات الجنجويد السيئة السمعة في دارفور، وياتي قائد مليشيات الجنجويد محمد حمدان دقلوا حميدتي كنائب لرئيس المجلس العسكري، بالاضافة الي وجود ضباط اسلاميين في المجلس العسكري، في محاولة الي اعادة النظام البائد بوجه تاني، ويتضح هذا جليا من خلال عمل المجلس العسكري عبر الاجتماعات المكوكية التي يعقدها مع سواقط النظام السابق من الاسلاميين، وشركاءه في الحكم، وائمة المساجد الذين ظلوا يطبلون وياتون الشرعية علي كل افعال النظام الساقط، والترويج لهم بانهم جزء جزء من العملية السياسية الحالية والمستقبلية، مع تجاهل تام لمطالب الشارع التي يمثلها تجمع المهنيين وقوي اعلان الحرية والتغيير، هذا الموقف من قبل المجلس العسكري ما هي الا محاولة للالتفاف حول الثورة.
علي المجلس العسكري عليه ان يعلم ان من قام بالثورة هو الشعب السوداني وليس سواقط النظام البائد من الاسلاميين والمنتفعين والانتهازين الذين اذاقوا الشعب السوداني الويل وكل صنوف العذاب والانتهاكات التي لا يمكن ان يتقبلها الضمير الانساني عن طريق بقاءهم في سدة الحكم خلال ثلاثة عقود السابقة، وان محاولتة المجلس العسكري الالتفاف حول مطالب المتمثلة في تسليم السلطة السياسية للحكومة المدنية التي يتم اخيارها من قبل تجمع المهنيين مطلب لا يمكن التنازل عنه، بالاضافة الي اعتقال رموز النظام السابق وكافة الفاسدين والمفسدين من الذين خدموا تحت امرة النظام السابق امر لا مفر منه، وهذه المطالب ضرورية للانتقال الي المرحلة الانتقالية، وان اي محاولة التفاف حول المطالب الثورية من اجل شراء الوقت عبر لف اللف والدوران، سيدخل البلاد الي مزيد من الازمات السياسية والاقتصادية، وان المجلس العسكري سوف يتحمل تبعات الازمة، وليعلم المجلس العسكري ان من قام يالثورة هو الشعب السوداني وليس المجلس العسكري ليفعل ما يريده في مستقبل البلد، وان الشعب السوداني هو من سيضع مستقبل بلده وليس احد غيره.
Mohamedj209@gmail.om
22-4-2019l