يبدو ان الأوضاع في الحركة الشعبية قيادة عقار عرمان ليست بخير و البحث عن اقصر الطرق للعفو و الاستسلام يمر عبر إنجمينا مجددا ، تشاد تحاول المساهمة في إيجاد حلول لعدم الاستقرار في دارفور التي تمثل البوابة الرئيسية لها، كما ينظر اليها دبي ايضا بحساسية مفرطة نتيجة للتداخلات المعقدة في حدود تلك المنطقة و منذ ان برزت الأزمة السودانية في المناطق المتأخمة لتشاد حاول دبي القيام بأدوار ليست قليلة لرأب الصدع و لكن لم تنجح تلك المحاولات لعدة عوامل، منها ما يتعلق بشخص الرئيس دبي تحديدا و ذلك لعدم تمثيل الرئيس التشادي لدوره كأي وسيط محايد بين الأطراف المتنازعة و التدخل في تفاصيل تهم فقط الأطراف المتفاوضة مثالا و ليس حصرا ضرورة عدم مواجهة نظام البشير عسكريا اضافة لاشياء اخري أفسدت دوره كوسيط.
إنجمينا كطرف إقليمي لم تكن ذات أهمية في ملفي الحرب و السلام في السودان منذ الحرب الأهلية التي اشتعلت في جنوب السودان و امتدت الي جنوب كردفان و النيل الأزرق و الشرق و حتي الأنظمة التي عاصرت تلك الحرب لم تولي اي اهتمام لأنجمينا بخصوص هذه الملفات و إنما كانت الدول المحيطة بالجنوب هي من تقوم بتلك الأدوار إضافة للدور المصري رغم بُعد المسافة بينها و مناطق النزاع الا ان ملف النيل و دور مصر في الاتحاد الأفريقي له خصوصية اخري.
عطفا علي ما سبق هل قرأت الحركة الشعبية قيادة عقار عرمان ما سبقتهم به أطراف اخري كان لها وجود في إنجمينا بغرض التفاوض؟ لان كل الشواهد اثبتت عدم جدوي اي منبر يمثل فيه دبي دور الوسيط مع نظام البشير، فأكثر ما يستطيع دبي القيام به ان يحصل لك علي عفو من نظام رئيسه مطارد دوليا وفق مذكرةاعتقال من المحكمة الجنائية و ان يرسلك برفقة احد جنرلاته الرفيعين الي الخرطوم ليقول لك إقامة طيبة و يعود الي إنجمينا و مهما كثرت المبررات للذهاب الي إنجمينا فقد سبقكم الذين من قبلكم و لم يكن لهم سواء التغريد خارج السرب و من ثم لم يسمع بهم احد.
الحركة الشعبية لديها التزامات مع قوي المعارضة بشقيها المسلحة و المدنية و هو ما يسمي بقوي نداء السودان و كذلك لديها حلفاء اخرين و و قعت معهم تفاهمات في عدة أصعدة خاصة التفاوض و اي لقاء مع وفود النظام حتي و ان كان بغرض التشاور ، و لكن حتي كتابة هذا المقال لم يصدر اي بيان بخصوص تواجد قيادة الشعبية جناح عقار عرمان بخصوص ما رجّحت عن مصادر متطابقة ان وفدهم يتواجد بفندق فخم بوسط العاصمة إنجمينا سبق و ان استقبلت فيه وفود اخري كانت محطتها الاخيرة الخرطوم، بيد ان امين اعلامهم اصدر بيانا تحدث فيه عن اشتباكات مع رفاقهم السابقين اثناء تواتر المعلومات بخصوص تواجدهم هنالك، و لكن يبدوا ان هنالك تكتم علي هذا الامر الذي لم يعد خافيا علي احد. و ما يزيد الامر ريبة و يطرح تسأولات عدة هو اللقاء الذي سيجمع البشير و ادريس دبي خلال هذا الأسبوع بولاية غرب دارفور لا اعتقد ان الصدفة وحدها هي التي تجعل زيارتهم لانجمينا تصادف لقاء كهذا مع العلم ان لقاء دبي و البشير قد اعلن عنه قبل ذهابهم الي انجمينا، هذا يقودنا الي التصريح الذي أدلي به عقار قبل انطلاق الاحتجاجات الاخيرة بعدة أسابيع ان الحركة الشعبية ربما ستشارك في انتخابات ٢٠٢٠ و هذا يؤكد أمرا واحد لا يتنازع فيه اثنان و هو ان عقار و عرمان لا توجد لهما اي ارضية او أنصار في جنوب كردفان او النيل الأزرق و ان الحركة الشعبية لم تنشق بل خرج منها شخصان لن يؤثرا علي مسيرة نضال رفاقهم السابقين.
ادم يعقوب