واشنطن: صوت الهامش
كشفت صحيفة واشنطن تايمز، استلام السودان للدفعة الأولى من طائرات مقاتلة روسية متطورة وضمّها إلى ترسانته العسكرية.
ونوهت الصحيفة الأمريكية عن أن هذه الخطوة تأتي بعد أسابيع من تخفيف إدارة الرئيس ترامب بعضًا من أقسى العقوبات السياسية والاقتصادية المفروضة ضد أية دولة.
ورفض مسؤولون في الجيش السوداني التعليق على عدد المقاتلات الروسية من طراز (سوخوي-35) التي تسلمتها السودان أمس الأول الاثنين، أو التعليق على عدد الطائرات المقاتلة إجمالا التي اتفقت الخرطوم على شرائها في صفقة مع موسكو أُبرمت في شهر مارس الماضي.
وصرح صلاح الدين عبد الخالق سعيد، نائب قائد سلاح الجو السوداني، بأن الطائرات المقاتلة ستستخدم في “المساهمة في تعزيز دفاعات السودان وتوفير حماية لها من أي تهديد”.
وبحسب الواشنطن تايمز فإن السودان بذلك بات الدولة العربية الأولى التي تُدخل الطائرات المقاتلة الروسية الصنع في الخدمة بجيشها.
ولفتت الصحيفة إلى أن أنباء استلام المقاتلات الروسية تأتي قبل ساعات من زيارة الرئيس السوداني عمر البشير الدبلوماسية الأولى لموسكو منذ رفع العقوبات الدولية.
وصرح فتحي مادبو، نائب رئيس لجنة العلاقات الخارجية بالمجلس الوطني السوداني، بأن “الزيارة ستشهد توقيع اتفاقيات مهمة في مجالات النفط والتعدين والاستفادة من التقنية الروسية كما ستفتح الباب أمام روسيا لمزيد من الانتفاع بمواردنا المتنوعة.”
ونبهت الصحيفة إلى أن انفتاح الخرطوم على روسيا يأتي بعد اتخاذ البيت الأبيض خطوة مهمة بإنهاء العقوبات المفروضة على السودان منذ عام 1996؛ وقد جاء القرار الأمريكي بعد سنوات من الضغط دفعتْ به الخرطوم صوب رفع العقوبات المرتبطة باتهامات وجهّتها المحكمة الجنائية الدولية بارتكاب جرائم حرب وإبادة جماعية بحق سكان إقليم دارفور.
ولفتت الصحيفة إلى أن السودان لا يزال يقبع على القائمة الأمريكية للدول الراعية للإرهاب، غير أن ثمة تقارير تواترت مؤخرا عن أن البيت الأبيض ينظر رفع اسم السودان من تلك القائمة أيضا خلال الأشهر المقبلة.
وقد سعت الخرطوم قبل قرار الإدارة الأمريكية إلى تصوير نفسها كحليف رئيسي في حرب الولايات المتحدة على الإرهاب عبر تمرير معلومات استخباراتية مهمة لواشنطن ووكالات استخباراتية حليفة بخصوص أنشطة تنظيم الدولة الإسلامية في ليبيا ومصر والصومال ومناطق أخرى في شمال وشرق أفريقيا.
وبينما كان الحديث يجري مع الولايات المتحدة حول رفع العقوبات عن حكومة السودان، كانت آلاف القذائف تسقط في نفس الوقت فوق رؤوس المدنيين في السودان، مشردة مئات الآلاف منهم.
ويقول ريان بوييت، رئيس فريق (نوبة ريبورتس) الإخباري: ” أنا وفريقي شاهدنا آلاف القذائف تسقط في جبال النوبة؛ لدينا صورًا لعمليات القصف تلك، وكل صورة موسومة بإحداثيات الموقع الذي وقع فيه القصف؛ ولم نوّثق القذائف التي لم نستطع التأكد منها في هذا الصدد… علمًا بأن هذا لا يتضمن منطقتي النيل الأزرق ودارفور.”