نيويورك – صوت الهامش
في تقرير مطول، حول الهجرة غير الشرعية، والانتهاكات المتعلقة بحقوق طالبي اللجوء في السودان، أصدرته منظمة ” المركز الافريقي لدراسات العدالة و السلام” ، أوصى فيه كلاً من الاتحاد الأفريقي، والبرلمان الأفريقي، والسلطات السودانية، بضرورة اتخاذ إجراءات حاسمة، لوقف الهجرة غير الشرعية .
كما أكد التقرير على وجوب أن تلتزم الحكومة السودانية بالتطبيق المناسب للقانون، وتتوقف عن ترحيل طالبي اللجوء إليها، و أن تكف عن استخدام الميليشيات، لمكافحة الهجرة غير الشرعية.
وجاءت تلك التوصيات في نهاية تقرير المنظمة، و المكون من ١٥ صفحة، يسرد فيه قصصاً حول معاناة طالبي اللجوء سواءاً إلى السودان، أو من السودانيين الفارين من جحيم الحروب و الاقتتال، أو من شبح الأزمة الاقتصادية الضارية.
و يقول التقرير، الذي أطلعت عليه (صوت الهامش) ، أنه قبل وبعد انفصال جنوب السودان في يوليو 2011 ، كان السودان وما زال أحد الوجهات للمهاجرين غير الشرعيين ونقطة عبور لطالبي اللجوء .
وأشار إلي أن الحدود المشتركة للسودان مع تشاد وجمهورية أفريقيا الوسطى والكونغو وأوغندا وإريتريا وإثيوبيا ومصر وليبيا، تستخدم كبوابات متقاطعة لمواطني العديد من البلدان متوجهين إلى وجهاتهم النهائية في أوروبا، بيد أن 10٪ من هؤلاء المهاجرين يستقرون في السودان، في حين يستخدمها 90٪ منهم كمعبر.
و يشير التقرير إلى أن التوترات السياسية السابقة في (إثيوبيا) والتوترات السياسية الحالية في (إريتريا)، جعلت من (شرق السودان) منطقة حركة كبيرة من اللاجئين الإريتريين ( أكثر من 200،000 لاجئ إريتري ) طوال الـ 41 سنة الماضية.
ووفق التقرير، فإن اللاجئون في هذه المنطقة، و خاصة (الإريتريين) منهم، يواجهون انتهاكات، تتمثل في العنف المفرط من قبل الشرطة السودانية، بالإضافة إلى استغلال عصابات الاتجار بالبشر.
و يجسد التقرير مسارات الهجرة غير الشرعية التي يسلكها اللاجئون و عصابات الإتجار بالبشر على حد سواء، حيث كانت الهجرة غير الشرعية، وحركة عصابات الاتجار بالبشر في (شرق السودان) متفشية بين عامي 2007 و 2014 .
ولفتت أن تلك العصابات أستخدمت طريقًا صحراويًا هادئًا إلى (مصر) و(إسرائيل)، حيث كانت هناك العديد من المواقع في صحراء (سيناء) تفرض فيها الفدية على المهاجرين الذين تم الاتجار بهم من قبل العصابات، ومع ذلك، نجحت التغيرات السياسية في (مصر) عام 2014 جزئياً، في قمع أنشطة الاتجار بالبشر في (سيناء)، ما حدا بعصابات الاتجار بالبشر، لتحويل مسارات الاتجار بالبشر، إلى مسار الصحراء في (شمال السودان) نحو الحدود (الليبية) ثم إلى (أوروبا) في نهاية المطاف.
و بعد أن واجه المهربين صعوبات في (شرق السودان)، تغيرت مسارات الاتجار بالبشر من الحدود الليبية، و بدأت تتخذ مسارات أخرى عبر(كمبالا) في (أوغندا) و (جوبا) في (جنوب السودان) و (الخرطوم) في (السودان) و (ليبيا) عبر بوابة (مصر) أو غيرها من الحدود، كما أصبح طريق تجارة السيارات بين (ليبيا) و(السودان) عبر (دارفور) طريقا آخر للمهاجرين غير الشرعيين للوصول إلى (ليبيا).