بقلم الاستاذ/ الطيب محمد جاده
يعيش السودان وقائع سيئ جداً بين فشل الحكومة وخمول المعارضة الداخلية وفشل المعارضة الخارجية ، ويأس الشعب عن تغيير الواقع ، كل هذه الاسباب تجعل المستقبل الذي ينتظره الشعب مجهول بعد كُل تلك السنوات من الظلم والفساد والقهر والاستهتار والاستفزاز من النظام الحاكم، الذي لا يزال مُمسكًا بمقاليد السُلطة، ومُتحكمًا في أجهزته الرئيسية ، البشير لا قيمة له عند الغرب إلا بوصفه ورقة ضغط ومساومة ، ما يريده الغرب هو مزيداً من تقسيم السودان .
تجاهل الشعب عن دعواة العصيان المدني يشير إلى عبور السودان نحو الطريق الي المجهول ، وهذا الواقع الذي يعيشه السودان الان يكذّب كل الادعاءات السياسية الصادرة عن المعارضة حول حقيقة هذا العصيان ، لان العصيان الفعلي الذي يسقط الحكومة هو العصيان المدني الشامل ، المؤسسات الحكومية والبنوك والشركات ، ولكن عصيان الاماكن التجارية لا يضر الحكومة كثيراً بل يضر المواطن اكثر ، لذلك تجده لا يصمت طويلاً ، والهدف من عملية العصيان المدني في السودان هو اسقاط النظام الذي فشل في ادارة شئون الدولة السودانية ، وهذه الدعوة ليس من المعارضة بل اتت من نشطاء شباب ، ولكن تفاعل الشعب مع الدعوة ليس بالطريقة التي تتمناها المعارضة الفاشلة ، سألت اكثر من شخص من الجنسين لماذا لم تلبو دعوة العصيان المدني ، كانت الاجابات شبهي متقاربة ، ان المعارضين يستمتعون بالاجواء الاروبية والرفاهية ويصرون علي تغيير النظام .
ومن جانب آخر تري بعض النشطاء والزملاء الصحفيين ينشطون وحدهم في المشهد ، وعندما يتحدث احد أو يكتب الحقيقة تنهال عليه بعض الردود الغير اخلاقية ، كتبت مقال بعنوان العصيان المدني السوداني عصيان الكتروني ، رد علي بعض اصحاب الفكر الخاوي بأسلوب لا داعي له ، ولكن الحقيقة مرة ، من ارادة ان يتكلم في الحقيقة فعليه تقبل كل شيئ ، الواقع الذي نشاهده الان في السودان واقع محزن جداً ، كتبت عنه كثيراً حتي جفي قلمي ولكن لا حياة لمن تنادي .
اذا ارادة المعارضة كسب الشعب فعليها أعطائه الثقة ، لان هناك عدم مصداقية بين المعارضة والشعب ، فالشعب اصبح في حالة احباط ويأس ، نقول للمعارضة اخرجو من جحوركم وأكسبو ود الشعب والا السودان الي الطريق المجهول ما معروف حيودي وين ، أضف إلى ذلك أن التركيز في التغيير عايز تمعن في دراسة الواقع ومتطلباته وعمل جدي ، المؤكد أنه حتى المعارضة الحقيقية لا معارضة ترى مصلحتها فقط .
إن السودان على الطريق المجهول في ظل انعدام الصراحة. وما لم تراجع المعارضة وبسرعة – تقييم حالة الشعب ستكون التداعيات كارثية !!!