الخرطوم ــ صوت الهامش
إتهم قادة في الحركات المسلحة، المكون العسكري بالحكومة الانتقالية في السودان، بعرقلة تنفيذ بند الترتيبات الأمنية، والعمل على تشظيالحركات الموقعة على إتفاق السلام فيما برر العسكريين تأخر تنفيذ الاتفاق إلى نقص في التمويل.
ونص بند الترتيبات الأمنية في الإتفاق، بدمج وتسريح قوات الحركات المسلحة على أن يتم الشروع في الخطوة، خلال 90 يوماً من توقيعالإتفاق.
ولا تزال الأوضاع الأمنية في المناطق التي شهدت صراعات مسلحة تعاني حالة من عدم الاستقرار الأمني، حيث ارتكب انتهاكات واسعةلحقوق الإنسان، وينص إتفاق السلام الموقع في الثالث من اكتوبر 2020 بمدينة جوبا، على تشكيل قوة مشتركة لتوفير الأمن وحفظ السلامفي دارفور وكردفان والنيل الأزرق.
مماطلة العسكر
وفي السياق، لم يستبعد الناشط الحقوقي، محمد أحمد ناضلا، مماطلة المكون العسكري في الحكومة في تنفيذ بند الترتيبات الأمنية،وإعتبر أن قوات الحركات الموقعة على السلام تنافس وتقسم من نفوذ الجيش والدعم السريع.
أضلاع الإتفاق
وإعتبر ناضلا، في حديثه لـ (صوت الهامش) أن الترتيبات الأمنية هي ”أهم أضلاع الإتفاق وعدم تنفيذه قد يعقد الوضع الأمني“.
وذكر أن تنفيذ الترتيبات الأمنية يقلل من مستوى الثقة بين الجيش والحكومة والحركات، ولجهة أن الجيش يمثل لاعب سياسي في المشهدالسياسي، وقد يحرص على تفكيك الحركات المسلحة، بالاحتواء أو الإقصاء أوالانقسامات، وشدد ناضلا على أن تلك الردود أيضا تقللمستوى الثقة بين شركاء الإتفاق.
توتر الأمن
من جهته قال أستاذ الإعلام في الجامعات السودانية، عبدالله فتحي، إن قوات الفصائل الموقعة على إتفاق السلام، تقاطرت إلى العاصمةالقومية، وارتكزت في مناطق مدنية لا تصلح لاستيعابها لتزيد الوضع الامني المتوتر توتراً، وأن وصفها بعتمة الأفق الاقتصادي، تلقي بظلالهاعلى عدم إكمال الترتيبات الأمنية، من دمج وتسريح وتوفيق أوضاع لتكون حيز التنفيذ.
وتابع بقوله أن الأمر يحتاج ميزانية منفصلة قد لا تتوفر حالياً بخزينة الدولة السودانية.
التأثير على السودان
وقال فحتي لديه حديثه لـ (صوت الهامش) إن القلق والتذمر بدأ يدب بين القادة فنشأت الانقسامات بين الحركات بصورة ”مؤسفة“ نتيجةلصراع حول مكسب لم يلوح بعد، وزاد بقوله : ”مالم يتم معالجة الأمر بصورة عاجلة فستحدث تفلتات يصعب السيطرة عليها وستؤثر علىصورة السودان الخارجية والداخلية، فيكون هناك ردود فعل داخلية وخارجية يصعب التكهن بحدود تأثيرها“.
التركيز على السلطة
أما الصحفي، حاتم درديري، الذي استنطقته (صوت الهامش) فيرى، أن الحركات المسلحة الموقعة على إتفاق جوبا، ركزت على تقاسمالسلطة مع المكون العسكري، وتخلت عن قضايا العدالة والقصاص وتركتهم يواجهون رحمة غول الحياة المعيشية، كما أن الثورية، نست أنتحصل على ضمانات لدمج قواتها وعملية التسريح، وتبارى قادتها على مدح المكون العسكري والثناء عليه وإغاظة القوى الثورية الرافضة لهوخاصة سكان المعسكرات الذين لديهم قضايا عادلة المتمثلة الحواكير ومصير البشير.
آثار سالبة
وأياً كانت السيناريوهات،
لفت درديري، إلى أن الآثار التي يمكن أن تترتب على الإتفاق برمته بسبب هذه الاتهامات، وردود العسكريين التي تبدو غير مقنعة للحركاتالمسلحة ستكون سلبية على الأرض.
قلق أممي إزاء التأخير في التنفيذ
وأعرب رئيس بعثة الأمم المتحدة المتكاملة لدعم المرحلة الانتقالية في السودان (يونيتامس)، فولكر بيرتس: إلى شعوره بالقلق إزاء “عدم تنفيذأو التأخير في تنفيذ” فقرات مهمة في اتفاق جوبا للسلام، لاسيّما الترتيبات الأمنية، على حد تعبيره، بما في ذلك إنشاء قوات مشتركة لحفظالأمن، تشارك فيها القوات المسلحة والشرطة السودانية وقوات الدعم السريع والتنظيمات المسلحة.
كما أعرب عن قلقه إزاء آليات وقف إطلاق النار كما هو منصوص عليها في الاتفاق.
وقال: “سألنا عن هذا الموضوع وعن أسباب التأخير في تنفيذ هذه القرارات المشتركة السودانية، وجدنا إجابات تتعلق بنقص الموارد ونقصالإرادة السياسية – وقد يكون الأمران معا“. حسبما ذكره موقع المنظمة .
وشدد على أنه إذا تم إنشاء ونشر القوات المشتركة في دارفور، فهذا سوف يثبت قدرة السودان والإدارة المشتركة لحماية المدنيين أو المواطنينالسودانيين.