احمد محمود عثمان
تتسارع الايام والسنين تتري لترسي بنا عل مرافئ الذكري المائة لاغتيال السلطان ,, علي دينار زكريا محمد الفضل ,,
آخر سلاطين دارفور الذي لطالما اطمأنت اليه شعوب دارفور بعد ان استعاد السلطنة من ايدي قوي الاستعمار التركي التي اغتصبت ارض دارفور بعد مقتل سلطانها ,,ابرهيم قرض ,, بمعارك منواشي الشهيرة كأبشع غزوة يشهدها العالم باسم الدين وقتئذ ، قادها تاجر الرقيق السوداني ,,زبير باشا رحمه ,, في حملة اسماها الدكتور / ابكر ادم اسماعيل في كتابه,,جدلية المركز والهامش _ حملة الهمباتا _ عام 1874 ليقوم بتسليمها لاسماعيل باشا ايوب حيث قام الاخير بضمها الي الحكومة التركية باعتبار ان سلطان تركيا خليفة للمسلمين لتبدأ بذلك موجة انتهاب ثروات دارفور .
ولد السلطان علي دينار بقرية ,, الشاوايه ،، _غربي نيالا حالياً_عام 1856 ، وبعد ان شب وقف مع ابن عمه السلطان / ابو الخيرات في ثورة ابي جميزة ، واعلن سلطانا لدارفور بعد استشهاد السلطان الثائر {ابو الخيراتْ } .
انضم للثورة المهدية ليقدم بعدها الي الفاشر عاصمة دارفور عام1891 حيث استقبله الامير عبدالقادر دليل
بحفاوة .
وفي عام 1892 زار السلطان علي دينار امدرمان لمبايعة الخليفة{عبد الله التايشي } فعمل في قوات المهدية محارباً شرسً ، وشارك في حملة اسكات حركة علي جيلي المناوئة تحت قيادة ابراهيم الخليل .
وفي سبتمبر 1898 عاد الي الفاشر واستعاد عرش اجداده ، فوقف صدا منيعاً في وجه الاحتلال الانجليزي ، الي ان استشهد مدافعا عن الكرامة والاستقلال في السادس من نوفمبر 1916 .
يعد السلطان علي دينار من اشهر السلاطين الذين حكموا دولة دارفور ووقفوا مع الثورة المهدية في دحر المستعمر الخارجي ، كما قام بنشر الدعوة المهدية في عهد الخليفة التعايشي .
عرف عنه انه كان يقوم بإرسال المحمل سنويا الي الاراضي المقدسة ، كما اقام بالفاشر مصنعا لصناعة كسوة الكعبة التي ظل يكسوها كل عام طوال فترة حكمه ، وينسب اليه حفر ,, ابيار علي ,, ميقات اهل المدينة للاحرام للحج والعمرة جوار المدينة المنورة ، والتي اضحت الي اليوم معلماً بارزاً شاهداً لعظمة هذا السلطان العملاق .
الا ان باغتياله اسدلت آخر ستار في وجه اهل دارفور ليبدأ سطر جديد من اوجاع دارفور علي صفحات تأريخها المتأرجح ،
فبعد ان انقضت قوي الاستعمار الخارجي علي السلطنة الدارفورية، اتبعتها بدمج دارفور كالقطيع الي السودان الحالي ، بلا اية التفاتة الي استشارة مواطنها المكلوم ، ليتفتق بذلك جراحات شعب دارفور الذي ما انفك يرزح تحت الاستعمار الخارجي لعقود قبل ان يسلم أمره الي الاستعمار الداخلي الوحش .
مات السلطان علي دينار ثائراً مدافعاً عن الكرامة والارض والعرض ، ولا يزال العابثين يبعزقون بما تبقي من ارض وعرض شعوب سلطنته .