الخرطوم: صوت الهامش
أهابت الحملة الدولية للتضامن مع مسيحيي السودان، بجماهير الشعب وقواه الحية أحزابًا ومنظمات مجتمع مدني وناشطين، لحضور وقائع جلسة محاكمة القساوسة الخمسة التابعين لكنيسة المسيح السودانية المزمعة اليوم الأربعاء في محكمة جنايات الثورة بـأمدرمان.
جاء ذلك في بيان نشرته إدارة الحملة تحت عنوان: “جلسة محاكمة القساوسة” .. “مَن يحاكم مَن؟ .. معًا لإسقاط نظام الاستعلاء العرقي والكراهية الدينية”؛ وقالت الحملة: “نهيب بكم للحضور والتضامن مع إخوتكم المسيحيين وتحويل محاكمة القساوسة إلى محاكمة للنظام الباطش والمستبد”.
هذا، ووجهت إدارة الحملة الدعوة للبعثات الدبلوماسية المعتمدة في الخرطوم لحضور الجلسة، شاكرة إياهم علي متابعتهم اللصيقة لمجريات الحملة المنظمة لانتهاك حقوق المسيحيين في السودان.
ونوه البيان، الذي اطلعت عليه صوت الهامش، عن أن جلسة المحاكمة تعقد في الساعة التاسعة صباح الأربعاء في محكمة جنايات الثورة الحارة الاولى – أمدرمان – شمال مستشفي الأمل بـأمدرمان وذلك بالبلاغ رقم (٢٠١٧/٥٤٧٦) تحت المادة ٧٧ من القانون الجنائي.
وكانت محكمة النظام العام في أمدرمان، أرجأت نهاية الشهر الماضي محاكمة خمسة قساوسة يتبعون كنيسة المسيح السودانية بتهمة الإزعاج العام إلى منتصف الشهر الجاري بسبب غياب ممثل الادعاء العام.
والقساوسة الخمسة هم: أيوب تليان توتو رئيس مجمع كنيسة المسيح السودانية؛ وعلي الحاكم العام راعي كنيسة المسيح السودانية بالثورة الحارة ٢٨؛ وإمبراطور حمّاد بدر؛ والمبشر هابيل ابراهيم الطاهر؛ وعبد الباقي توتو كوري عضو اللجنة التنفيذية لرئاسة مجمع كنيسة المسيح السودانية.
وكانت محكمة النظام العام في أمدرمان قد عرضت شطب البلاغ شريطة أن يتعهد القساوسة بعدم تكرار الإزعام العام، وهو الأمر الذي قوبل بالرفض بشدة.
وفي الـ 22 من الشهر الماضي، داهمت الأجهزة الأمنية كنيسة المسيح وقامت بمنع المصلين وأمرت بإغلاق الهيكل، واعتقلت القساوسة الخمسة.
وتعود تفاصيل القضية إلى نزاع داخلي بين مجموعتين من القساوسة تتنازعان إدارة كنيسة المسيح، الأمر الذي أدى إلى تدخل الدولة متمثلة في وزارة الإرشاد والتي أصدرت بدورها قرار بإلزام القساوسة الخمسة بالصلاة تحت قيادة قساوسة آخرين في الكنيسة أو عدم إقامتهم الصلوات فيها، وهو ما يراه القساوسة الخمسة تدخلا غير مقبول.
ويرى مراقبون أن القضية ما كان لها أن تصل إلى هذا الحد لولا تدخل الدولة في أنشطة الكنيسة. وقد باتت وزارة الإرشاد تواجه اتهامات بتأجيج مشاعر الكراهية الدينية.
وشهدت الآونة الأخيرة تكرارا لمحاكمات لعدد من القساوسة ورجال الدين المسيحي في السودان الذي يحتل المرتبة الخامسة لهذا العام 2017 على قائمة الدول التي تضطهد المسيحيين حول العالم، بحسب تقرير منظمة الأبواب المفتوحة لدعم المسيحيين.