قد ثبت بالدليل القاطع أن الذي دمر حياة الشعب السوداني ومزق وحدته وأضاع هويته وبدد ثرواته هم الكيزان ، لم يكن الشعب السوداني معذورا في سكوته ثمانية وعشرون عاما على حكم الكيزان ، صحيح أن بطش النظام قد تخطى الحدود إلا أن ذلك ليس سببا للاستكانة والقبول بالذل والظلم والفساد ، قد أصبح الشعب السوداني معجزة القرن بسكوته في وجه الحاكم الذي خرج من خانة الآدمية ودخل خانة الحيوانات المفترسة في القسوة والهمجية والاستهتار ، كما أن شعبنا غير معذور أيضا في صمته المحزن الحالي على ما جرى ويجري في السودان رغم أن جميع مكوناته تساوت في الشكوى من فشل النظام وديكتاتوريته وتخلفهم ومتاجراتهم بابناء الشعب السوداني رفعهم للشعارات الوطنية المزورة حكومة كانوا أو معارضة مع الأسف الشديد ، لكن الحق يقال لا ننكر أبدا أن هناك شرفاء من أبناء الشعب السوداني يحاولون إشعال الثورة ضد نظام الإنقاذ إلا أن أمراض الشك والخوف والقبلية توطنت في نفوس الشعب السوداني حتى صارة كل قبيلة تري نفسها هي الأحق بحكم السودان مما زاد من فرقتنا واحترابنا، وجعل كل قبيلة من قبائل السودان تقاطع الأخرى وتتفرج على مصائبها وتفرح لحزنها وتحزن لفرحها ، حيث أصبح الساسة السودانيون طامعين في الوصول إلى كرسي الحكم بأي ثمن أنهم سياسيون انتهازيون مستعدون لبيع أهلهم حتى صار السودان مجاميع متناحرة متقاتلة قبيلة في وجه قبيلة .
الطيب محمد جاده