بسم الله الرحمن الرحيم
عبدالغني بريش فيوف
منذ صدور قرارات مجلس تحرير جبال النوبة/جنوب كردفان التي أطاحت بالجنرال مالك عقار اير من رئاسة الحركة الشعبية والسيد ياسر سعيد عرمان من الأمانة العامة. انبرى الكل من ذات اليمين ومن ذات اليسار وما بينهما وهم (بالضرورة) من الشماليين لإسداء النصائح بحجة حرصهم الشديد على وحدة الحركة ، لكنهم للأسف الشديد خالفوا ثوابت وآليات وتقنيات اسداء النصائح، لأنهم انبروا للنصح في المسألة من تلقاء أنفسهم. كما ان معظم الذين انبروا لإسداء النصح ليس لديهم تجربة عميقة في شأن الحركة الشعبية.
نعم ، هؤلاء اتبعوا النصح المتلوّن وفقا لما تقتضيه مصالحهم الذاتية ضاربين عرض الحائط بجميع الأسباب الحقيقية التي أدت إلى طرد عرمان من الحركة الشعبية ، وفي المحصلة يمكننا القول أن إسداء النصائح ينبغي أن يخضع لمقتضيات الواقع على الأرض وليس لمنطق الأوهام.
مقالات في مواقع كل من سودانايل والراكوبة حريات ومجموعات التواصل الإجتماعي ، تتحدث وبعناوين كبيرة (الحركة الشعبية في مفترق الطرق) ، (تسونامي داخل الحركة الشعبية شمال) ، (انقلاب الحلو) ، (الحركة الشعبية إلى أين؟) ، (تقزم الحركة الشعبية) ، (على قادة الحركة الشعبية إعمال العقل) ، وغيرها من المقالات التي تتحدث عن وحدة الحركة ، إلآ انها في حقيقة الأمر تبكي ياسر سعيد عرمان الذي أوهم الشماليين السذج الذين لا حول ولا قوة لهم ، بأنه تشي جيفارا ونيلسون مانديلا وووالخ ، ويمكنه الوصول إلى السلطة من خلال الحركة الشعبية لتحرير السودان وجيشها الشعبي لتخليص السودان من نظام البشير والإسلاميين عموما ، لكن قرارات مجلس التحرير وضعت حدا لهذه الأوهام لتنبري أقلام مؤيديه ومريديه في الهجوم على قرارات المجلس ووصفها بالعنصرية.
من تلك المقالات المقززة المهترئة ، مقال بعنوان (الحركة الشعبية .. في مفترق الطرق !!). قال كاتبه الدكتور عمر القراي ..ما تمر به الحركة الشعبية لتحرير السودان شمال، اليوم، أمر يستدعي التضامن معها، والنصح لها، والوقوف بجانبها، حتى تتجاوز أزمتها.. وهو أمر ما كان ينبغي أن يقابل بالتجاهل، وعدم الإهتمام، من الاحزاب السياسية، ومنظمات المجتمع المدني، وكافة مجاميع المثقفين السودانيين. وذلك لأن الحركة الشعبية حركة وطنية، نشأت على مقاومة الظلم، وحملت على عاتقها قضايا أهل الهامش، منذ مطلع الثمانينات، وعاشت آمال وأحلام هذا الشعب، وناضلت من أجله لسنوات عديدة.
وأضاف ، نحن لا نعلم كل ما يدور داخل أروقة الحركة الشعبية، من نقاش داخلي، ولكننا قرأنا إستقالة القائد عبد العزيز آدم الحلو، التي قدمها في مارس 2017م. ورأينا في الأسافير، نقده لرئيس الحركة مالك عقار، وأمينها العام ياسر عرمان.
إذن الحركة الشعبية لتحرير السودان شمال في مفترق الطرق وتريد حسب الدكتور القراي نصحاً رغم أنه لا يعلم كل ما يدور داخل أروقة الحركة الشعبية من نقاش سوى قراءته لإستقالة الحلو لمجلس تحرير جبال النوبة/جنوب كردفان في مارس 2017م عبر الأسافير.
وبما أن الرجل يزعم اسداء النصح في مقاله ، إلآ أنه خالف ثوابته وآلياته ليفتي في أمور لا يعرف عنها شيئا، بل أخذ جانب المعزول ياسر عرمان ليهاجم موقف الحلو كما سيتضح لاحقا في هذا المقال.
ولكي لا يتهمناالذن يمنعون المساس بالدكتور عمر القراي أو نقده أو الاقتراب منه تحت أي مبرر، ولا حتى مناقشته والاختلاف معه في الرأي، سنورد شطحاته وتحيزه الأعمى للسيد عرمان في النقاط التالية:
أولاً/ قال القراي ..أول ما يلاحظ في استقالة الحلو، من منصبه كنائب لرئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان شمال، أنه قدمها الى مجلس تحرير اقليم جبال النوبة، ولم يقدمها الى رئيس الحركة الشعبية، في إشارة واضحة، إلى عدم اعترافه برئاسة الحركة الشعبية، قبل أن يغادر موقعه فيها !! وهذا خطأ فادح، لا يبرره إرتكاب قيادة الحركة الشعبية، لأي أخطاء، ما دامت هذه القيادة، لا زالت هي القيادة الشرعية، خاصة وأن الحلو شريك في تلك الأخطاء، بحكم منصبه في تلك القيادة، ولهذا يحمد له أنه ختم خطاب استقالته، باعترافه بارتكاب أخطاء قيادية وإدارية!!
والقراي الذي لا يعرف شيئا عن الحركة الشعبية ، يفتي هنا في أمرها دون خجل بالقول ان عبدالعزيز الحلو كان عليه ان يقدم استقالته لمالك عقار وليس لمجلس تحرير جبال النوبة ، ويعتبر خطوة الحلو خطأ فادح ، لا يبرره قيادة الحركة الشعبية لأي أخطاء، وهنا نلحظ الإنحياز غير المبرر لعرمان ونستغرب كيف يكون تقديم استقالة الحلو لمجلس تحرير جبال النوبة/جنوب كردفان خطأ وهو الجهاز الإقليمي الوحيد الموجود بعد ان قام مالك وعرمان بحل الأجهزة الأخرى!؟
ثانياً/ يواصل القراي تدخله في أمور الحركة الشعبية عن جهل بالقول .. ومن حق القائد عبد العزيز آدم الحلو، أن ينقد آداء زملائه في الحركة الشعبية، بل من واجبه أن يفعل ذلك، متى ما كان ضرورياً، ومن حقه أن يطالب بأن يكون للحركة ” منفستو” واضح، ومن حقه أن يطلب من قاعدة الحركة الشعبية، سحب الثقة في القيادة، وعزل عقار وعرمان .. ولكن كل ذلك يجب ان يتم بصورة ديمقراطية، تتفق مع دستور الحركة الشعبية نفسه.
يتحدث القراي عن الدستور والديمقراطية ومش عارف ايه ، لكن الحقيقة التي يجب ان يعرفها من الآن هي ان استقالة الحلو كان أصلاً تدور حول عدم وجود دستور للحركة الشعبية وانفراد الثنائي عرمان ومالك بكل شئ باسلوب ديكتاتوري استبدادي ورفضهما اقامة المؤتمر العام للحركة رغم ملاءمة الظروف لذلك ، وعليه كان لابد ان يقدم الحلو استقلته لتبرئة نفسه من الأخطاء التي ارتكبتها القيادة المكلفة.
ثالثاً/ يستمر القراي في تبني وجهة نظر ياسر عرمان والتريلة مالك عقار بالقول ..أما أن تجتمع مجموعة كبيرة أو صغيرة، من أعضاء مجلس تحرير جنوب كردفان /جبال النوبة، والذي عينة القائد عبد العزيز الحلو نفسه، ليصدر هذا المجلس الإقليمي، قراراً بحل المجلس القيادي للحركة الشعبية، والتي تضم إلى جانب حركة جبال النوبة، حركة النيل الأزرق، وعضوية الحركة الشعبية في جميع أنحاء السودان، وخارج السودان، فإن هذه مفارقة للأسس الديمقراطية، ما كان ينبغي للقائد عبد العزيز الحلو أن يتورط فيها، خاصة وأنه قد إنطلق في إدانته لصاحبيه من الحرص على المؤسسية والديمقراطية، داخل الحركة الشعبية .. يضاف الى ذلك، أن مجلس تحرير جنوب كردفان/ جبال النوبة، لا يمكن من الناحية القانونية الإجرائية، أن يحل المجلس القيادي للحركة الشعبية، الذي هو سلطة أعلى، قامت بتكوين هذا المجلس نفسه، ومنحته صلاحيته. ثم لا يمكن أن يبعد الحلو صاحبيه، ويصبح هو الرئيس، وكأنه لم يشاركهما القيادة.
يا سلام لهذا الدرس المجاني من الدكتور عمر القراي عن الحركة الشعبية رغم قوله انه لا يعلم شئ عنها ، إلآ انه أظهر ما كان يخفيه هو وغيره من الجلابة المستهبلين من حقد تجاه مجلس تحرير جبال النوبة والقائد عبدالعزيز الحلو.
فوكس..
عبدالعزبز آدم الحلو لم يعين مجلس تحرير جبال النوبة كما يدعي عرمان ومؤيديه ، بل ان هذا المجلس موجود منذ تسعينيات القرن، وهو ذات المجلس الذي أطاح بدانيال كودي كنائب لولي جنوب كردفان احمد هارون انذاك واتى بالفريق الحلو بدلاً عنه في عام 2009 ..فكيف يكون الحلو هو من قام بتعيينه؟
ما قام به هذا المجلس من اجراءات ضد القيادة المكلفة تدخل ضمن اختصاصه 100% ، وهو إذن لم يغير شيئا داخل الحركة، بل كل ما قام به هو اقالة (شخصين) من رئاسة الحركة لإنحرافهما عن الأهداف المرسومة للحركة. فالمجلس بهذا القرار يعتبر الحركة الشعبية تنظيما ثوريا نضاليا لا يتأثر بذهاب فلان أو علان من التنظيم. مات جون قرنق ولم يمت التنظيم ، وبذهاب مالك عقار وياسر عرمان ستكون الحركة الشعبية أقوى مما كانت عليه ،وعلى أمثال عمر القراي الإبتعاد عن أمور الحركة لأنها قادرة على تجاوز أزماتها كما فعلت في مناسبات سابقة.
رابعاً/ يسترسل القراي في كلامه الفارغ بالقول ..كما أن الحلو قد ذكر في خطاب استقالته، أنه لن يصبح رئيساً للنوبة، لأنه لست نوبياً!! وإذا تجاوزنا الملمح العنصري، لهذه العبارة، تجئ إشكاليتها، من أن الحلو لم يلتزم بها، وأصبح الرئيس، بعد أن أطاح بزميليه !! لهذا إعتبر القائد عقار، ما فعله الحلو مجرد إنقلاب، فرفضه، وكتب (وإذا كنا نقبل بانقلاب عبد العزيز لقبلنا بانقلاب البشير)!!
القائد عبدالعزيز الحلو عندما قدم استقالته لم يذكر ابدا ابدا ما يردده القراي عن انه “لن يصبح رئيسا للنوبة لأنه ليس نوبيا”، بل تحدث عن المؤامرة التي يحيكها ياسر سعيد عرمان ضده كون والده من المساليت ووالدته نوباوية حيث استطاع عرمان اقناع بعض أبناء النوبة بهذه الحجة لدحرجة وازاحة الحلو من قيادة الحركة ،وهي المؤامرة التي تصدى لها شرفاء النوبة وأحرارهم وقطعوا الطريق على ياسر عرمان لإحداث فتنة نوباوية نوباوية.
عبدالعزيز الحلو لم يطيح بأحد ولم يصبح رئيساً كما يدعي الدكتور عمر القراي ، بل مجلس تحرير جبال النوبة صاحب الإختصاص هو من اقال مالك عقار من رئاسة الحركة وعرمان من الأمانة العامة ، وهو من رفض استقالة الحلو وعينه رئيساً للحركة. إذن لماذا التلفيق والإصرار على الكذب!؟.
خامساً/ يقول القراي ..لقد كان الدكتور جون قرنق، رحمه الله، زعيماً مبصراً، ورجلاً عالماً بالسودان، ولذلك حين طالب للجنوب بحق تقرير المصير، طالب لجبال النوبة والنيل الأزرق ب”المشورة الشعبية” ..ولعل السبب في هذا الاختلاف، بين وضع الجنوب، ووضع وجبال النوبة والنيل الازرق، هو أن هذه المناطق تقع جغرافياً في وسط السودان، وترتبط ثقافياً، وتاريخياً، بمختلف قبائله، وتتزاوج معها.. ولم تكن في يوم من الأيام، مناطق مقفولة يمنع منها بقية السودانيين، كما كان الجنوب. ولهذا فإن الحديث عن تقرير المصير، تمهيداً لفصلها عن بقية السودان، إنما هو شرك تدفعها إليه حكومة الإخوان المسلمين، التي حاولت من قبل، أن تدفع اليه حركات دارفور، ولكنها أفلتت منه.
والرجل هنا أيضا لا يعرف عن ماذا يتكلم لأن جون قرنق هو الذي كان يصر ان يكون للمنطقتين حق تقرير المصير. وعندما كان هذا المطلب يهدد بانهيار كامل عملية السلام السودانية بين نظام الخرطوم والحركة الشعبية ، قبل النوبة “بالمشورة الشعبية” التي نقضتها الخرطوم واعلان الحرب على الجيش الشعبي في 2011م ، فمن أين يستقي القراي معلوماته المضللة؟
أما قول القراي..ان سبب عدم مطالبة جون قرنق بحق تقرير المصير لجبال النوبة والنيل الأزرق هو أن هذه المناطق تقع جغرافياً في وسط السودان، وترتبط ثقافياً، وتاريخياً، بمختلف قبائله، وتتزاوج معها. هذا الكلام غريب ورغم غرابته نود أن نذكر السيد قراي بأن جنوب السودان قد انفصل عن شماله منذ عام 2011م ، ولم تعد مناطق جبال النوبة والنيل الأزرق تقع في وسط السودان بل هي مناطق الجنوب الجديد ، كما ان العوامل التي أدت الى انفصال الجنوب لم تنتفي بعد ، فالحركة الشعبية إذن من حقها ان تعيد طرح حق تقرير المصير مجددا أراد الآخرين أم لا؟.
سادساً/ قدم الدكتور عمر القراي نفسه كناصح كما قلنا في الأعلى لكن سرعان ما كشف عن وجهه الحقيقي بتحيزه الأعمى لإبن عمه ياسر عرمان بالقول ..ولعل الحل الأمثل، لأزمة القيادة في الحركة الشعبية، هو ما اقترحه القائد مالك عقار، وذلك حيث قال : وكان من وجهة نظرنا شخصي والأمين العام أن تترجل القيادة الثلاثية وأن تتولى التحضير للمؤتمر قيادة مؤقتة تتكون من الرفيق اللواء جقود مكوار رئيساً للحركة واللواء أحمد العمدة نائباً للرئيس واللواء عزت كوكو رئيساً لهيئة الاركان … وان يتولى الرفيق محمد احمد الحبوب موقع الأمين العام …. كما أكدنا أننا لن نترشح لأي موقع بأي حال من الأحوال في المؤتمر القادم وكنا نتمنى من الرفيق عبد العزيز آدم الحلو أن يحذو حذونا.
كيف يدعي الدكتور عمر القراي في بداية مقالهبأن ما تمر به الحركة الشعبية لتحرير السودان شمال، اليوم، أمر يستدعي التضامن معها، والنصح لها، والوقوف بجانبها، وفي منتصف ونهاية المقال يتخذ جانب عرمان بالقول ..ولعل الحل الأمثل، لأزمة القيادة في الحركة الشعبية، هو ما اقترحه مالك عقار.. كيف يكون هذا نصحا وليس تحيزاً أعمى لياسر عرمان؟
على دكتور عمر القراي وحيدر إبراهيم وعمرو وزيد ومعاوية وكل الجوقة الشمالية التي تساند المعزول ياسر عرمان ان تعرف ان الحركة الشعبية لتحرير السودان شمال كما قال القائد عبدالعزيز آدم الحلو في خطاب استقالته لا زالت تعمل من أجل بناء سودان علمانى ديمقراطى موحد على أسس العدالة والمساواة والحرية. وإذا تعذر ذلك وتمسك المركز بثوابته المتمثلة فى تحكيم قوانين الشريعة الإسلامية وكل القوانين الأخرى التى تفرق بين السودانيين على أساس العرق والدين واللون والثقافة واللغة واستمرار الإبادة بشكليها الثقافى والحسى، فإن شعب النوبة، قد سبق أن طالب بحق تقرير المصير فى مؤتمر كل النوبة فى عام 2002 عندما تأكد من أن الاتفاق الإطارى لمشاكوس لم يلغى الشريعة الإسلامية فى الشمال والذى يمثل أداة الاضطهاد الأولى. وذلك المطلب بحق تقرير المصير ليس منقصة أو عيب أو جريرة يقوم بها شعب مضطهد فى وطنه، بل هو حق ديموقراطي للشعوب ومنصوص عليه فى كل المواثيق والمعاهدات الدولية ومورس بواسطة عشرات الشعوب بما فيها السودان فى العام 1955 من داخل البرلمان للتحرر من الاستعمار. وهو أداة للتحرر حتى من المركزية الداخلية عندما تفقد عقلانيتها وتتحول لمستعمر كما تم فى حالة جنوب السودان.
تعليق واحد
Dear Bresh,
It is really known how much the shock has deepened the disarray of the stupid in that sense of saying the floaters in the Northern Sudan, who usually live on the history of the wrong people who have found the turmoil chronic excessive crisis of this dead country, pleasing the other new invading culturally nations in the name of Arabism. You see they internally think that they are the super race, knowing everything including saying yes to their masters to let them invade this country under the umbrella of Al-Qaida, ISIS – DAISH, Booko Haram and many other extremists and like wise opening the doors of the country for that in the exchange of the money given to them. Nuba Mountains Region they know who are they and what they used to do even before the Turkish Empire domination and the lesson was given to them by Adam Amdaballo, the king who was betrayed and killed by Almahdi himself through that plotting scenario.
Dear these terrorists associates will; never ever get the lesson, because they don’t believe that without them there is anybody from these two regions, from Darfur and similarity of the case can lead them. It is their problem and will remain their inferiority turned to superiority complex mentality for ever and ever any time to come. Let them talk, let them write, let them dream and let them cry, but the reality remains the same; which the upcoming victory of the kind, because they were fighting us and brought every sort of the external terrorists, but they could do nothing than terrifying the innocent people in these regions.