وتدين النظام ومليشياته على إرتكاب هذه الجرائم البشعة
إطلعت الحركة الشعبية لتحرير السودان خلال اليومين الماضيين على التقارير المصحوبة بالصورة والبيانات المنقولة من منطقة السنادرة – تقلي العباسية، كما إطلعت على البيانات الصادرة من تنظيمات مواطني المنطقة المختلفة، وكانت تدقق في التقارير الواردة إليها عن الحادثة وماورد فيها من معلومات وذلك قبل الشروع في إصدار الأحكام والبيانات حول حادثة السنادرة – تقلي العباسية البشعة والتي وقعت في الثالث من سبتمبر 2016م.
وقد وجدنا إن هنالك مشاكل حقيقية في المنطقة بين المزراعين والرعاة وهي مشاكل في كل السودان ومتعلقة بتضارب المصالح فيما بينهم، هذه المشاكل في حاجة ماسة وإرادة حقيقية للحلول وإلتزام كل طرف بتعهداته وحدوده المتفق عليها، ولكن ظلت الأجهزة الحكومية في المنطقة تتجاهل بشكل تام ومتعمد لبلاغات المواطنيين حول هذه المشاكل الي أن تفجرت في منطقة السنادرة – تقلي العباسية (10كلم غرب مدينة العباسية)، ولكن هذه الحادثة تمثل تطور نوعي خطير في الأحداث حيث قامت مليشيات الدفاع الشعبي الحكومية على مرآى ومسمع الأجهزة الأمنية الآخرى بالإعتداء على المواطنيين العزل في القرية مستعملة كل أنواع الأسلحة الخفيفة والثقيلة ومستغلة المواتر والعربات، قتلت وجرحت أكثر من (18) مواطنا أعزلاً ومثلت بجثثهم ونهبت القرية بعد حرقها وشردت المئات الي القرى المجاورة، وهذه المشاكل إذا لم تتخذ الإجراءات الضرورية التي تحافظ على السلام والتعايش الإجتماعي في المنطقة فإنه سوف تتطور الي مستويات يصعب السيطرة عليها، فمنطقة تقلي العباسية ومواطنيها ظلوا دوما عرضة للإستهداف المنظم من قبل القوات الحكومية ومليشياتها وبدواعي مختلفة ومتعددة سيما بعد إندلاع الحرب في جبال النوبة / جنوب كردفان في 2011م وذلك لإنتماء الآلاف من أبنائها الي الحركة الشعبية والجيش الشعبي لتحرير السودان.
الحركة الشعبية تجدد موقفها الثابت الذي يتمثل في مع عدم الإعتداء على مزارع المواطنين وكذلك مواشي الرعاة في المنطقة، وتحمل الحكومة المسئولية الكاملة لما يدر في المنطقة من تجاهل متعمد وتحامل لبعض الأطراف وتقيسمهم على أسس عرقية ودينية، وقتل مواطني قرية السنادرة – العباسية بدم بارد وتدعو للقصاص ومحاسبة الجناة عن هذه الجريمة النكراء.
ولكن في خضم هذه الأحداث إطلعنا على بيان مهترئ ومليء بالمغالطات والتحامل العنصري من حزب البعث العربي الإشتراكي (الأصل)، البعث السنهوري الذي يعزز أجندة النظام ولا يختلف عنها في شئ، والرافض للتنوع الذي تحفل به منطقة جبال النوبة /جنوب كردفان والتي يتعايش فيها المسلمين والمسيحيين وكل القبائل بمختلف إصولهم ولهم علاقات قديمة وراسخة حتى قبل ميلاد هذا السنهوري وبعثه الكذوب الذي يقسم المواطنيين على أسس عرقية وجهوية.
الحركة الشعبية تدعو للتعاون بين كآفة المواطنيين في منطقة العباسية لما يحفظ السلام والتعايش السلمي بينهم ويأمن مصالحهم، ولا يفرق بينهم تحت أي معايير إثنية كانت أو دينية أو على أساس الكسب الإقتصادي.
مبارك أردول
المتحدث بإسم ملف السلام
الحركة الشعبية لتحرير السودان
05/09/2016م