الخرطوم – صوت الهامش
وصفت الحركة الشعبية قطاع الشمال، تصريحات عضو المجلس السيادي ورئيس وفد الحكومة المفاوض، شمس الدين كباشي، بشأن إتفاق ”حمدوك والحلو“ بالطائشة والمستفزة .
وأشارت إلي إنها تفتقر للقدرة على مخاطبة العنصر الأخلاقى، لتطمين الثوار الذين يتفاوض معهم أنهم ذو قيمة سياسية محفزة لبناء الحد الأدنى من الثقة كشرط ضرورى لإستمرار ونجاح أى مفاوضات يراد لها أن تنتهى بتسوية تؤسس لشراكة سياسية معهم.
وقالت الحركة: إن الحكومة، تتفاوض بوفد يفتقر للإنسجام، يتمتع فيه الكباشى بحق الفيتو لدرجة إلغاء ما وافق عليه أعضاء وفده و يقوم بإخراسهم جميعا، وأنه كشف المستور لتأكيده أن مؤسسات الدولة ترفض فصل الدين عن الدولة، ويعنى ذلك وضوح أن الدولة العميقة لا تزال موجودة و لم يطالها أى تغيير حقيقى.
وأوضحت أنه بناء على الوقائع على الأرض وتطورات المشهد، وما يجرى فى الظلام من تكتل لقوى الهبوط الناعم وقوى الثورة المضادة، إن تصريحات كباشى ليست مجرد تكتيك أو مناورة سياسية، فهناك إصطفاف وإعادة فرز سياسى مدعوم من بعض الدول لإجهاض الثورة وقطع الطريق أمام التغيير الجذرى.
ووصف القيادي بالحركة الشعبية، الجاك محود الجاك، في مقال طالعته (صوت الهامش) الدولة العميقة بالخازوق يسندها الذين لا يزالون لهم اليد الطولى فى التحكم والسيطرة على مفاصل الدولة وتصريف أمورها بما يضمن لهم الهيمنة الكاملة والإستمرار فى تعريبها وأسلمتها بالقوة شاء من شاء، و بى من أبى.
معتبرا أن الكباشى، يلعب دور الحرس الآيديولوجى المخلص والمدافع الشرس عن المشروع الإسلاموعروبى، ويتقمص دور الحامى لمصالح الرأسمالية الطفيلية المتأسلمة وهو مرسوم ليلعبه أبناء الهامش الذين نجح المركز فى إستيعابهم وأدلجتهم وإعادة إنتاجهم فصاروا وكلاء أخطر من المركز نفسه.
وأشار إلى أن الحركة الشعبية، قدمت تنازلا كبيرا في إتفاق 3 سبتمبر، أثبتت من خلاله جديتها فى تحقيق سلام عادل شامل ومستدام يمكن أن يحافظ على وحدة ما تبقى من البلاد، وأنه شكل ولا يزال فرصة أخيرة لحقن دماء السودانيين وإنقاذ ما يمكن إنقاذه وينبغي إغتنامها قبل فوات الأوان.
ودعا الجاك، الشعب وقواه الحية دعم إتفاق (حمدوك الحلو) بقوة لتفويت الفرصة على دعاة أجندة قوى الردة والظلام ودعاة الحرب، ويختار بين دولة المواطنة والدولة الدينية التى تفرق بين المواطنين السودانيين على أساس الدين والعرق والنوع وتهدد وحدة البلاد.
لافتا إلى أن حديث الكباشى تتسم بروح ونبرة كيزانية عالية وأنه أسلوبه موغل فى العجرفة والتهكم والغرور تضخيم الذات لدرجة مغالطة الوثيقة الدستورية، الأمر الذي يوحى أنه مدفوع ومسنود من جهة نافذة رسمت له مهمة لعب دور الكمبارس.
وأردف “إتضحت عجلة وتهكم الجنرال من خلال تنمره على دولة رئيس الوزراء، عبد الله حمدوك، لدرجة وصفه بالخارج على مؤسسات الدولة فى حين أن حمدوك دستوريا وكرئيس للوزراء، يعتبر الرجل التنفيذى الأول، فى الدولة ويتعين إحترامه بغض النظر عن حجم الخلاف معه”.
وفيما يتصل بتصريحات كباشي التي قال فيها إن الإتفاق الذي تم توقيه بين حمدوك والحلو، في أدس أبابا بـ ”عطاء من لا يملك لمن لا يستحق“ وصفها الجاك بالكلام الغير مسئول، وتتسم بالتطاول مع إفتقارها للكياسة والنضج السياسى، وتنطوى على إحتقار وإستفزاز شديد للملايين من الذين يمثلهم القائد عبدالعزيز الحلو، وإستفزاز للسودانيين الذىن جاءوا بحمدوك رئيسا لوزراء حكومة الثورة.
وأضاف أن مثل هذا الكلام، ينبغى ألا يخرج من شخص يفترض أن يتحدث كرجل دولة ومفاوض محنك مناط به العمل على بناء الثقة بين الأطراف المتفاوضة معه بدلا من التفوه بكل ما من شأنه هدم هذه الثقة والتشكيك فى إرادة ومصداقية المفاوض الحكومى.