بقلم عثمان نواي
من اللافت الحالة المتردية التي وصلت إليها المؤسسة العسكرية في السودان تحت حكم الكيزان. ورغم أن الجيش السوداني هو في الأساس كيان معطوب ومشوه ومبنى على قتل مواطنيه منذ الاستقلال إلى الان. إلا أنه وصل الان الى مرحلة يصعب وصفها. فمن جهة يقتل عشرات الجنود (الأطفال) في حرب أرتزاق في اليمن، ومن ناحية أخرى يتغول الجنجويد على مهام الجيش حتى في قتل الشعب السوداني، وتتحول العمليات العسكرية الداخلية إلى فوضى رعناء بعيدة عن أي أسس للقتال العسكري المهني.
وبين الأرتزاق في اليمن وبين استيلاء الجنجويد على المؤسسة العسكرية وإنزال الفوضى العارمة بساحات القتال في الداخل، يكون البشير قد وضع البلاد في سياق جديد من التفتت لآخر مؤسسة متماسكة إلى حد ما وكانت علي سلبياتها تمثل شيء من مظاهر وجود الدولة. ولكن مع حالة الجيش الحالية فإن البشير ينفذ مخطط متكامل بتحويل السودان إلى حديقة خلفية للخليج، بحيث يصبح مجرد عزبة يمتلكها الخليجيون، دون أن يدفعوا حتى الثمن المجزى مقابل استغلالها.( ولمن سيدفعون الثمن وملاك الأرض اما نازحين أو لاجئين) ‘لذلك يذهب كل ما يدفع إلى جيوب سماسرة البيعة البشير والفريق طه ورهطهم . ويبدو أن التسريبات الأخيرة لإعداد الجيش السوداني المقتولين في اليمن هي جزء من التذمر داخل الجيش. كما أن الترويج للدعم المصري للقتال الأخير في دارفور لا يعدو أن يكون محاولة أخرى لجر البلد إلى معارك لا تخصها. وموقف البشير السمسار في بيع الأراضي و الدماء السودانية يبدو ملتبسا بين زيارته الأخيرة لقطر وعلاقته الحميمة التي لازالت مستمرة بتنظيم الإخوان، وبين استثمارات الخليج المتدفقة.
والسودان أصبح على أيدي هؤلاء السماسرة الخائنين للوطن من البشير وتابعه الفريق طه (السعودي)، أصبح ملعبا لصراعات المنطقة. ‘رغم أن هؤلاء السماسرة يعتقدون أنهم أذكياء وبانهم سيخرجون (بالكوميشنات) من الجانبين في الخليج المنقسم الان بين قطر الإخوانية وإعداءالاخوان في السعودية والإمارات. إلا أن هذه اللعبة سوف تنقلب على هؤلاء السماسرة. لكن الخاسر الأكبر هو الشعب السوداني الذي أصبح جيشه لا يحمي الأرض ولا العرض، بل أصبح مجرد مليشيات مرتزقة للخليجيين في الخارج وفي الداخل سلم حماية الحدود وحتى القتال الداخلي لايدي قطاع الطرق والمجرمين. وبين هذا وذاك لا يزيد مستقبل هذا الشعب وهذا الوطن الا ضبابية وظلاما.
Email : Osm.naway@gmail.com