لاهاي: صوت الهامش
تحتفل المحكمة الجنائية الدولية اليوم بعامها الخامس عشر؛ ويمثل يوم الـ 17 من يوليو تحولا تاريخيا على صعيد التعاون الدولي لوضع حد لجرائم مروعة؛ وفي مثل هذا اليوم قبل 19 عاما وقعت 120 دولة على معاهدة دولية هي (نظام روما الأساسي)، ولم تمض أربعة أعوام حتى تم تفعيل هذا النظام عبر تدشين المحكمة الجنائية الدولية بتصديق من 60 دولة؛ وتضم المحكمة الجنائية الدولية اليوم 124 دولة عضوة في نظام روما الأساسي، في كفاح لا يلين لتحقيق مزيد من العدل حول العالم.
وفي إطار احتفالها هذا العام، دشنت الجنائية الدولية حملة رقمية على موقعها الإلكتروني وصفحاتها على وسائل التواصل الاجتماعي فيسبوك وتويتر وتمبلر وفليكر ويوتيوب، في محاولة للوصول إلى الجماهير حول العالم، مرحبة بالمشاركات عبر قصّ حكايات تحت عنوان (#عندما كنت في الخامسة عشرة)، على أن تتناول تلك الحكايات كيف أسهمت الوقائع التي حدثت إبان شباب هؤلاء المشاركين في تشكيل شعورهم بالعدالة.
وعلى رأس المشاركين في الحملة، رئيسة المحكمة الجنائية الدولية، سيلفيا فرنانديز دي غورماندي؛ التي أجابت على سؤال “ماذا كان العدل يعني بالنسبة لك؟” قائلة: “عندما كنت في الـ 15، كان العدل في الأساس بالنسبة لي يعني الثواب والعقاب.. المكافأة أو العقاب .. إعطاء كل شخص ما يستحق”.
كما شاركت المدعية العامة للمحكمة، فاتو بنسودا؛ التي أجابت على سؤال “هل الظلم يسبب أذى”، قائلة :”لا أدري حقيقة، إنما أنا متحمسة جدا بهذا الشأن .. متحمسة للعدالة .. متحمسة للتعامل مع الناس بكرامة.. متحمسة جدا للمساءلة”.
أما “هرمان فون هيبيل”، رئيس قلم المحكمة الجنائية الدولية؛ فقال: “إن الأمر يتعلق بالمعيشة في نفس البيئة .. يتعلق بالحماية من العنف .. يتعلق بعمل ما تؤمن به .. يتعلق بالذهاب للمدرسة والتعلم والعمل في وظيفة تستطيع خلالها تنمية مهاراتك .. هذه كلها عناصر أساسية لما تعنيه العدالة بالنسبة لي، والعدالة مهمة بحيث ينبغي أن يحصل الجميع عليها عبر تحقيق تلك العناصر”؛ جاء ذلك ردا على سؤال “لماذا العدالة مهمة بالنسبة لك؟”.
كما شارك في الحملة أيضا “سانغ هيون سونغ”، الرئيس السابق للمحكمة الجنائية الدولية؛ الذي أجاب عن سؤال “هل فكرت في العدالة في شبابك، إبان اشتعال الحرب الكورية؟”، وقال سونغ: “لماذا يقتتل البشر؟ على ماذا؟ ظل هذا السؤال يراود مخيلتي لسنوات .. في الحقيقة، تجربة الحرب الكورية دفعتني إلى اختيار دراسة القانون”.
أما الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس فقال في تلك المناسبة: “نشأت في البرتغال إبان ديكتاتورية سالازار، الذي اضطهد الناس في بلادي، إضافة إلى بلاد وشعوب – شعوب إخوة لنا في أجزاء أخرى من العالم، وقد تمخض ذلك عن سياسات غير ديمقراطية في الداخل وحروب دامية في المستعمرات؛ وكـديمقراطي، شعرتُ برابطة قوية مع الناس في أنحاء البرتغال ممن أرادوا وضع نهاية لتلك الديكتاتورية، ومع الناس في بلاد أخرى ممن أرادوا التحرر من الاستعمار؛ وكان العديد من أصدقائي في ذلك الوقت قد اعتقلوا أو تمّ نفيهم قسرا؛ لكن أحلامنا بالديمقراطية لا يمكن أن يقتلها العنف أو الاضطهاد؛ وقد تعلمتُ من النضال أننا يجب أن نكافح أكثر من أجل الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان في كل مكان لكل الناس؛ وأن العدل يجب أن يسود في عالمنا؛ وفي ذلك تكمن الأهمية البالغة للمحكمة الجنائية الدولية والقضاء على الإفلات من العقاب”.