الخُرطوم-صوت الهامش
اثار ظهورها المكثف في المشهد السياسي والعسكري في السودان ردود أفعال واسعة،لجهة انه لم يكن هناك أحد يعلم عن ماهية”الجبهة الثالثة تمازج” التي باتت الان أحد الفصائل الرئيسية في اتفاق السلام الذي وقع في جوبا،إكتوبر الماضي.
عدد من قيادات الحركات المسلحة الرئيسية ترى أن تمازج ماهي الا صنيعة استخباراتية القصد منه هو إضعاف الحركات المسلحة وتعطيل اتفاق السلام عبر إغراق البلاد في حالة من السيولة الأمنية.
وباتت تحركات تمازج المريبة تشكل مصدر قلق لما تقوم به الجبهة من تجاوزات باسم اتفاق السلام حيث تورط ضباطها في عمليات إجرامية باسم الترتيبات الأمنية ويتحركون بسيارات مخالفة لقوانين المرور حيث يعمد منسوبي الجبهة على تركيب لوحات مرورية خاصة باسم الجبهة.
مصادر شرطية تحدثت ل”صوت الهامش”،أن اللوحات المرورية التي تتحرك بها سيارات تمازج منحت لها من قبل إدارة قوات الشرطة وذلك ضمن مخططات افشال السلام ، وقال مصدر فضل حجب اسمه “ان تمازج متورطة في عدد من الجرائم منها انتحال شخصيات الضباط بجانب عمليات النهب والسلب،بل تعدت تجاوزاتها للإعتداء على منسوبي الأجهزة الأمنية والعسكرية خاصة صغار الجنود الذين يرغمونهم على احترامهم رغم أنه لم يتم تقنين وضعيتهم بموجب اتفاق الترتيبات الأمنية”.
الاستخبارات تتبرأ
الاستخبارات العسكرية لاحقتها اتهامات بأنها من تقف وراء صناعة عدد من الحركات المسلحة التي ظهرت مؤخرا من بين تلك الحركات هي تمازج الا ان مصدر في الاستخبارات فضل حجب اسمه ل”صوت الهامش”، قال أن الاتهامات التي توجه لهم غير صحيحة وصادرة من جهات تريد خلق شروخات وسط الاجهزة الامنية والعسكرية وأقر في ذات الوقت بقوله ان الاستخبارات تقدم دعماً فنيا للحركات المسلحة دون تفضيل أخرى على الثانية.
وأكد على التزامهم بتنفيذ الترتيبات الأمنية كما وردت في اتفاق جوبا للسلام وأضاف”سنؤكد للجميع ان الترتيبات الأمنية سيتم تنفيذها طال الزمن أم قصر،وان الذي يؤخر ذلك هو عدم توفر المال في الوقت الراهن”.
تأكيد التهم
نفي الاستخبارات العسكرية الاتهامات التي لاحقتها بصناعة الجبهة الثالثة تمازج بدت غير مقبولة لدى القيادي في حركة العدل والمساواة وعضو فريق الترتيبات الأمنية العميد حامد حجر وقال بأنها صنيعة للإستخبارات العسكرية،وتتبع لمليشيا الدفاع الشعبي المحلولة.
وقال حجر ل”صوت الهامش” أن اغلب التفلتات التي تحسب ضد قوى السلام نابعة من الجبهة الثالثة تمازج،وأكد بأنها تابعة للاستخبارات العسكرية والدفاع الشعبي.
ولفت بأن الغرض من إنشائها هو تأخير تنفیذ الترتيبات الأمنية،وأضاف قائلاً”تم اخراجهم في مسرحية في فندق بريميت في جوبا وهذا شغل الحكومة”.
وأكد أن تأخير الترتيبات الأمنية مقصود من الطرف الحكومي،لجهة أنه لم يدعو لتشكيل الهياكل وخاصة اللجنة العليا المشتركة للترتيبات الأمنية،وتابع”تشكيل اللجان لا تحتاج الي أموال كما يوحي البعض لكن تحتاج فقط لورقتين A4″.
وأضاف قائلاً”عندما إحتجت الجبهة الثورية السودانية في موضوع التأخير واخرجت البيان المشهور،تحرك الطرف الحكومي لتبرير فعلته وان رد فعله كانت غير جادة”.
حركات مصطنعة
بدوره يقول نائب رئيس التحالف السوداني الفريق سعيد يوسف ماهل أن هنالك حركات مسلحة ظهرت فجأة ولايعرفون لها أي عمل كفاحي طيلة الفترة الماضية،وأكد في تعليق ل”صوت الهامش” أن وراءها بعض من قادة الاستخبارات العسكرية، وهي من أوجدتها، وتلك الحركات هي من تعرقل عملية السلام، وتقوم بتشويه صورة حركات الكفاح المسلح.
وتابع قائلاً”نحن نعرفها جيداً ونتابع نشاطها على سبيل المثال حركة تمازج،وهذه الحركة ما كان لها أن تجد هذا الزخم الذي وجدته، فبحسب الاتفاق أنها كان يفترض أن تتواجد في منطقتين أي اللواء عشرين، واللواء اثنين وعشرون،ولا تتعدى تلك المناطق أي جنوب كردفان، وجنوب شرق دارفور”.
وأضاف”الحكومة تعلم ذلك، ووزيرة الحكم الاتحادي كانت قد أصدرت قراراً بتعريف حركات الكفاح الموقعة على الاتفاق، ومعترف بها من قبل الحكومة،ولا توجد الآن حركة اسمها تمازج،ما يتم الآن هي أفلام مدبلجة، وهي من تدبير بعض قادة الاستخبارات العسكرية”.
ونوه إن الحركات الحقيقية والموقعة على بند الترتيبات الأمنية التي حاربت على مدى سنوات لتغير الواقع السوداني بريئة من هذا،”ومن يقومون ببيع الرتب العسكرية هي تلك الحركات المصطنعة بسند من القوات المسلحة،والاستخبارات العسكرية على دراية تامة بذلك، وأما نحن في مسارات دارفور فحتى الآن لم نرتدي الرتب العسكرية إلى حين صدور قرار رسمي، وأصدرنا توجيهات لقواتنا بأن لا يرتدون رتباً وهم داخل المدن”.
تمازج تتهم
كل الاتهامات التي وجهت لتمازج وتورطها في بيع الرتب العسكرية بجانب عملها في تجارة السيارات الغير مقننة مستغلة علاقاتها الواسعة في الشرطة وقوتها التي تستمدها من قبل الجيش والاستخبارات العسكرية هذه الاتهامات وفقاً للقيادي في الجبهة رضوان جدو لا تعد سوى أنها مكائد واتهامات باطلة توجه للحركة من قبل من وصفهم باعداء السلام.
وأقر في تعليق ل”صوت الهامش” تورط بعض منسوبي الجبهة في جرائم عديدة لعل ابرزها سوء استخدام السلطة،وأكد على أنهم أصدرو تعليمات واضحة لكل الضباط والجنود بضرورة الانضباط والتقييد بالتعليمات العسكرية وعدم ارتداء الرتب العسكرية في المدن .
وحول الاحاديث التي تشير إلى تلقيهم دعماً من قبل الاستخبارات العسكرية اجاب قائلاً”لم نتلقى أي دعم سوي كان مالي او لوجستي من اي جهة وان تمازج تتحرك بمواردها الذاتية”.