ايليا كوكو
تذكراً دائما و انت تسافر بأن العفش داخل البص تحت مسئولية الركاب .. و لا تنسي عبارة واقفين تحننوا و راكبين تجننوا . هنا نرسل تحية للسواقين الجنود المجهولين فهم ركن رئيسي في حياة البشر من روابط اجتماعية و اقتصادية و سياحية و حضارية في النقل و الترحال و التوصل و السياحة .
نجهل بعض الناس حتي نفقدهم لندرك اخيراً كم كانوا فاعلين و مؤثرين في حياتنا . يمون الانسان و تبقي ذكراه حية بسحب من قدم و ساهم في هذه الحياة الفانية . عليه كونوا فاعلين للخير ما دمت احياء و اتركوا أثراً يخلد لذكركم بعد الرحيل و الانتقال.
في ذمة الله موسي الباشا الشهير ب لوكري والد غاندي لوكري الذي توفي يوم الاربعاء الموافق 6ل / 1 / 2-012 م بأم درمان . التعزية الروحية للأخ غاندي و اخواته و كل الاسرة الكريمة و الاهل جميعاً . يعد المعلم لوكري واحد من الرعيل الاول من جيل السواقين الرواد في مناطق هيبان الذين ربطوا مناطقنا بالمدن السودانية . و من جيله الراحلين من السواقين كل من اسماعيل دودو و خميس انقلو فضل الشهير ب جبدي و عبدالله بايدور و عوض تكو و العم عيسو و محمد حمار محي الدين جابر الشهير ب ابو الروس و جمعه انقلو و عبدالله باديكو و شقيقه عبدالرحمن باديكو هؤلاء و اخرين هم اناس اعزاء علينا و من بعد جيل كوكو قمر و اخوانه أمد الله في عمرهم .
فقد عملوا كلهم و شكلوا وجداننا الجمعي في أداب السفر و الترحال و السياحة في تلكم الزمن الجميل حين كان للسفر لذته و متعته و خصوصيته كما كان لصوات العربات و هي تدخل هيبان من الشمال تطلق البوري المموسق بالالحان الشجية فيخرج كل أطفال هيبان متسابقين مشتاقين مبتهجين سعداء باستقبال العربات في الخور نمره واحد و الخور نمره اتنين ممنين أنفسهم برؤية اقاربهم القادمين من الخرطوم و الابيض و عطبرة و بورتسودان و باقي المدن و من كادقلي غرب عند مدخل أتني ومن تالودي و المناطق الجنوبية . و كان للقادمين من المدن القصية قدسية و خاصيبة سامية من الاعجاب و الانبهار في قلوب الجميع . و هكذا كانت لساعات اللقاء او الفراق و الرحيل و السفر و طعم و مذاق حلو و رائحة عطرة . و كان للواداع طقوسه من ألم الفراق بكاء الحرائر و الامهات لفلذات اكبادهن حزن و دموع. و كانت هيبان ملتقي الاحبة و الاحباب و أرض المحنة و التحنان و الالفة . كانت ساحة تغلب فيها العواطف الالباب و تقصم الافئدة لقاءات و في الفراق . .
دعونا هنا ان لا ننسي اصحاب العربات من الاهالي و التجار البحارة او الجلابة و جلهم من المراحيم الحاج التوم المقبول و حسن المقبول و اخوانهم و الراحل انقلو محمود صاحب اول عربة من اهل المنطقة ان كنت علي صواب و من ثم كندة طيار و عربته الشهير ة ب حواء دليني و موسي كندة و سيد البربري و عوض اسماعيل و شريكة جمعه انقلو و يونس كوكومان و حمري انجلو و غيرهم كانوا من المستثمرين الاوائل في العربات و النقل و الترحيل في سبعينيات و و اوائل ثمانمئات القرن الماضي . نأكد فعاعليتهم و نقلهم و جلبهم للحضارة و السواح و السياحة الي مناطقنا السياحية الجميلة الغلابة بمناظرها و طقسها الشبه الاوروبي المعتدل . كما رفدهم لقيمنا من التراث و الثقافة و القيم النبيلة الي الفضاء السوداني و العالمي و ما وراء البحار و المحيطات .
اطال الله في عمر الاحياء منهم و رحم من مات و رقد فقد ساهموا جميعاً مساهمة كبيرة في رفد المنطقة بمختلف انواع و الوان البشر بأفكارهم و ايدلوجياتهم و مذاهبهم . و نقلوا البضائع و السلعة و نقلوا من هنا المحاصيل الزاعية و الفواكه بالاخص منقة هيبان الشهيرة التي تعد من اجود انواع المانجو و كانت تصدر الي السعودية لان السعوديين كانوا يحبونها بالذات . لم يقتصر جهدهم في نقل البشر و البضائع بل كانت مساهماتهم فاعلة في نقل العلم و التعليم و المعلمين و الحضارة و الثقافة و المدنية الي ريفنا الحبيب .
فلهم منا جميعاً التحية و التجلة و الايثار لهم العرفان الجميل و التقدير . . لكل الراحلين منهم الرحمة و المغفرة فلله ما أعطي و لله ما اخذ و الرب اعطي و الرب اخذ فليكن اسم الرب مباركاً . و انا لله و انا اليه راجعون . للأحياء منهم الصحة و العافية و طول العمر و لمن لم تسعفنا الذاكراة بذكر اسمائهم و مأثرهم العفو و المسامحة و الغفران .