ما يهمنا ان يقف نزيف الدم وأن ننهى مسلسل الاقتتال حتى لا تتكرر الصراعات المفتعلة , كنت اتوقع من البرهان أن يأتى بحل يؤدى الى استتباب الامن و يأتى بآليات جديد دون مجاملة لكى يفرض فيها سيادة الدولة اى وجود الدولة من عدمها بالطبع لا نتوقع شى من البرهان مؤسس مليشيات الجنجويد ان زيارة البرهان للجنينة تؤكد ما ذكرة فى مقال سابق و هو (أن دور حكومة الفترة الانتقالية فى التعامل مع مشكلة الجنينة بالتأكيد هو نفس المشهد القديم بعد اسبوع او يومين من الصراع سوف تبعث بوفدها لمحادثات خجولة وحلول مؤقتة من ثم العود الى الخرطوم) والقتل مستمر فى ظل غياب تام للدولة والعمل بسياسة (القوى يحمى نفسه).
ان عدم وجود حل شامل للأزمات المتكرره فى دارفور (الجنينة . معسكر كلة ومناطق اخرى) يدل على ان حكومة الفترة الانتقالية ليس لديها برنامج وطني شامل لإخراج البلاد من مخلفات النظام البائد بل انتهجوا العنف السياسي مع غياب خطاب وطني جامع يضع الحوار نهجا لحل الخلافات القبلية مع فرض هيبة الدولة لان السلام الذى يأتى تتويجا للامن والاستقرار مازال مفقودا والصراع ما زال مستمر, واسبابه نتاج لمصالح قيادات فى الدولة اكتسبت سلطتها بسبب استمرارية الحروب والتعصب الجهوي والقبلي والسعي للسيطرة على الارض و تسليح ابناء العمومة.
إذا كان الهدف من السلام هو بناء مجتمع يقبل الاخر وقادر على التعايش مع بعض فى ظل دولة القانون اذا لا زال بعيد المنال وقف الواقع المعايش فى الارض من الناحية العملية وان تحدثنا بتجرد وموضوعية نجد مشروع اتفاق السلام حقق هدف المحاصصة وتقسيم المناصب السيادية دون سلطات وصلاحيات تهدف على حماية المطهضين الذين قامت من اجلهم الثورة و دفعوا ثمنها فى الحرب والان يدفعون ثمنها فى حالة السلم والسبب فى ذلك ان هذه المليشيات لا تفهم حالة السلم والحرب و لا تواجه الا بقوه رادعه لفرض الأمن والسلم الاجتماعى.
كل الوفد السابقة التى ذهبت الى الجنينة بعد الاحدث قامت بعمل لجان وصرف دون حل واضح , واليوم البرهان مع وزير الداخلية والفد المرافق لة يكرر نفس الوعود بتكوين لجان مع العلم اللجان السابقة لم تحل ولم تنتهى صلاحيتها كل هذا يدل على انتهاج الحلول المؤقتة ( لكن البندول ما شغال مع ناس الجنينة) . ان بعض قيادة الدولة تدعم اشتعال الحرب و المؤسف جدآ لقد ابتليت البلاد بسياسين فيهم كثير من الجهوية والقبلية وصل بعضهم الى السلطة بطرق دعمهم للنظام البائد واكبر دليل على ذلك ان قيادة المليشيات التى ترتكب الانتهاكات بشكل متكررهو نتاج عن طريقة تكوينها من القائد الى الجندى لان فى الغالب عناصرها لا تعرف حقوق الانسان والكرامة الوطنية وابناء الوطن الواحد متساوين.
الصراع فى الجنينة وصل مراحل غاب فيها دور الدولة تحتاج قيادة البلاد لتفعيل دورها بوطينة وتجرد تام لحماية هؤلاء المضطهدين فى الارض عبر قوة رادعة لحماية المواطنين, بلا شك لا يوجد حل آخر خلاف جمع السلاح بكل أنواعه الذى يشكل خطرا للاستقرار وتحتاج الدولة لتحقيق مشروع نزع السلاح واستحداث طرق أخرى أكثر فاعلية لوقف الحرب داخل مدينة الجنينة وازالت أسباب الصراع والتعامل مع المشكلة بجديّة أكبر من أجل إيجاد حلّ توافقي عاجل يوقف الصراعات المسلحة في البلاد ويلبّي طموحات السودانيين ونشر قوة تحمى المواطن من شبح القتل اليومى. وان قيادة الدوله اذا لم تعى الدرس جيدآ وتحسم فوضى الميليشيات سوف يتكرر هذا السناريوا مجددآ فى ستين يوم وسوف نكون في دوامة القتل .
صلاح الدين ابوالخيرات بوش