مايكل ريال كرستوفر
تكرر فى ولايات البلاد التى تعرضت للتدمير عقب الاحداث الاخيرة مشهد الانتهاكات الجسدية بحق السكان المحليين من قبل افراد من قوات الحماية الدولية التى ارسلت لتوفيرالامن والحماية حسب التكليف ولكن بعدما وصلوا بالقبعات الزرقاء والعيون الخضراء للأسف عملوا على استباحة الوطن، فيما لم يتم التركيز دوما على انتهاكات قوات الحماية التي ترتكب تلك الانتهاكات بحق المواطن تحت زريعة حمايتهم لما يقارب لأكثر من ستة أعوام متتالية وحتى اليوم والكثير من أفعالهم القزرة ظلت في باب المسكوت عنه، وبعد إتساع دائرة الحريق التي تسببت في تشرد ونزوح اعداد كبيرة من اهلنا من مناطق ( جونقلي ، بانتيو ، ملكال ، واو، ياي ) والتي بنت فيها اليونميس معسكرات لافتاتها تحمل اسم الحماية والأمن والرعاية، وهو ما يخالف ما يدور في تلك القواعد التي صارت محطات للمتعة الجنسية في ابشع صورها وإنتهكات للحقوق الأساسية للانسان وظلت طي الكتمان وإستغلوا ضعف الانسان وصمت الحكومات، ما يدعو للاستغراب حقاً هو أن انتهاكات قوات الحماية الاممية تجاوزت كل الجرائم الإنسانية من عمليات( تحرش جنسي ، اغتصاب ، ابتزاز ) واحدث دليل ادانة ظهر في ولاية واو التى اقرت المنظمة الدولية بعظمة لسانها وتحدثت عن تورط عدد من جنودها و ضباطها فى جرائم مماثلة ، بالإضافة إلى صمتهم اثناء قيام ميليشيات التمرد بعمليات خطف استهدفت قاصرين بهدف تجنيدهم في صفوفها، دون الاكتراث بالمواثيق والعهود الدولية التي تمنع الزج بالأطفال والقاصرين في الصراعات المسلحة، ولم تضمن ذلك في تقريرها.
ومن المؤسف أن هنالك صمت مريب من الجهات الرسمية التى تخرج بتصريحات هزيلة ومواقف ضعيفة وإدانات بعيدا عن الاجراءات الصارمة التى يفترض أن تتخذها الحكومة ضد عناصر وحدات الحماية الذين ارتكبوا تلك الانتهاكات بحق أهلنا البسطاء الذين لجأوا إلى تلك المخيمات عن طيبة خاطر بحثا عن الحماية والامان وما كانوا يدرون انهم وفق ارادتهم الشخصية حملتهم ارجلهم الى وكر الشيطان ذاته ،فأهدرت كرامتهم وأستبيحت حرماتهم وانتهكت اعراضهم رجالا ونساءا واطفال، ويبدو أن قوات الحماية الدولية التى جاءت بهدف الحماية تسير على ذات نهج جماعة داعش التى سوقت شعار “العنف الجسدي ” بحق المدنيين العزل الذين اصبحوا بين مطرقة المتمردين و سندان افراد قوات بعثة اليونميس الذين اصبح وجودهم فى البلاد مصدر قلق و تهديد للامن الاجتماعي .
وبعد ارتفاع نسبة الانتهاكات من قبل منسوبي بعثة الامم المتحدة حدث تحرك بطئ ولا يرتقي الى مستوى الجدية من قبل الممثل الخاص للامين العام للأمم المتحدة ورئيس بعثة الامم المتحدة في البلاد ديفيد شيرار الذى امر بإستدعاء وحدة من ضباط الشرطة الغانية المتواجدة بولاية ( واو) الي عاصمة البلاد جوبا بعد ان ثبت تورطهم فى القيام بإساءات جنسية ضد مدنيين في مواقع حماية المدنيين بمعسكر اليونميس بواو حيث يعد سلوك التحرش الجنسي هذا خرقا واضحاً لقواعد وسلوك بعثة الامم المتحدة في جنوب السودان التي تحذر من إقامة العلاقات الجنسية مع افراد من الشرائح الضعيفة بما فيهم المستفيدين من المساعدات و يتنافى مع سياسات البعثة التى يتحتم عليها واجب ضمان حقوق الضحايا وكرامتهم في المقدمة، وضمان وجود شفافية والمساءلة عن مثل هذه الاعمال البربرية التى اصبحت مسلسل متكرر والحلقة التي اكتشفت في واو فقط، فهل بحثنا قزاراتهم في قواعدهم الاخرى في ملكال وبانتيو وياي وبور واكوبو، وما يجعلنا نصرخ مناشدين حكومتنا الممثلة في وزارة الخارجية ماذا فعلتم لحماية شرفنا وعرضنا واخلاقنا ونسائنا ؟ اللواتي اهدرت كرامتهن في بلدنا!.