الخرطوم : صوت الهامش
تحلّ اليوم الذكرى الثامنة والعشرين لانقلاب “تجربة الإنقاذ” العسكري بقيادة عمر البشير، والذي ضرب دولة السودان صبيحة 30 يونيو 1989، واستباحها منذ ذلك التاريخ لحدّ الآن.
وفي هذه المناسبة، رصدت (صوت الهامش) بعض التصريحات والتدوينات لـساسة سودانيين ، ل(أخبار الوطن) منهم جبريل إبراهيم محمد، رئيس حركة العدل والمساواة السودانية، والذي أكد أن تجربة الإنقاذ التى امتدت إلى ما يقارب الثلاثة عقود أثبتت أنها لم تكن أكثر من سراب بقيعة ومقبرة لآمال أهل الهامش فى دولة عادلة ومنصفة؛ مضيفا أنه إن كان فى انقلاب الإنقاذ ثمة خير فهى القناعة التى وصل إليها كل عاقل أن الديمقراطية مهما يشوبها من عيوب ونواقص فهى أرحم من حكم انقلابي، و أن الدكتاتورية لا تحرم الناس الحرية فقط و لكن تحرمهم الحياة و الخبز.
أما عمر الدقير رئيس حزب المؤتمر السوداني فيقول: ” ثمانيةٌ وعشرون عاماً، اندفع فيها قطار الحكم ‘الانقاذي’ بقوة القهر حاملاً معه أختام الأحزان المديدة وجالباً معه سيلاً من الدمار والخراب، يجرف الفرح ويجتاح الأمل ويأسر الأشواق ويصادر الحرية ويغتال الكرامة، يزرع البؤس والغمة والكمد وينشر الفقر والخوف والعناء والشقاء” ويضيف: “القائمة طويلة وموجعة، لكنَّ ذلك كله لا يعني هزيمةَ الإرادة الشعبية أمام تحدي التغيير .. فما تاريخ الشعوب إلاّ جدلٌ محتدمٌ بين التحدي والاستجابة، وما مِن شعبٍ ظلّ مقهوراً للأبد .. والليل مهما تطاول فهو زائل والطغيان مهما تعاظم فهو عابر، وإرادة الشعوب مهما عصفت بها موازين القوة العمياء فهي باقية وقادرة على شقِّ الدروب نحو المستقبل المحمَّل بالحرية والعدالة والعيش الكريم”.
وهذا يقول إبراهيم الشيخ الرئيس السابق لحزب المؤتمر السوداني : “فلنجعل من ذكري اليوم المشؤوم ذكري الـ30 من يونيو مناسبة سانحة للثورة عليها مستدعين سنينها العجاف الى الذاكرة لشحذ العزائم و استنهاض الهمم استشرافاً لغد واعد وتطلعاً لمستقبل زاهر لبلادنا، زادنا في ذلك ثورتي أكتوبر وابريل والربيع العربي الذي هز أركان الطغاة .. المجد للآلاف تهدر في الشوارع كالسيول .. المجد لشعبنا صانع الثورات وحتماً حتماً بلادنا علي موعد مع القدر والصبح الجديد”.
واعتبر الناطق الرسمي باسم حزب المؤتمر السودانى محمد حسن عربي، أن الإنقاذ تخطو نحو عامها التاسع و العشرين وهي تسعى للملمة أشتاتها، وللاستقواء بحلفاء إقليميين ودوليين تستعيض بهم عن عزلتها الداخلية، وأنها طوال ثمانية وعشرين عاماً لم تؤكد إلا حقيقة انه لا مستقبل للبلاد إلا بإسقاطها، وأن ذلك يتطلب إعادة ترتيب البيت الداخلى للمعارضة…إن أيادي حزبنا ممتدة للكل فى هذا الإطار؛ إن شعبنا بحاجة للثقة فى قواه السياسية وللأمل فى المستقبل وتمنى أن تحقق القوى السياسية التطلعات المشروعة لشعبنا فى قيادة تثق فيه و بريقاً من الأمل فى غد أفضل.
أما القائد مني أركو مناوي رئيس حركة جيش تحرير السودان فيقول: “إن الثلاثين من يونيو هو يوم مصادرة إرادة الشعب والإعلان عن نهاية ميلاد السودان، إذ فرض النظام هوية أحادية وارتكب القتل وجرائم الإبادة ومارس الانتهاكات لحقوق الإنسان، كما أبدى القائد مناوى أسفه من تضامن المجتمع الدولي اعتباراً من مجلس الأمن ومنظماته الإقليمية والدولية مع النظام، و اعتبر مناوي قرار مجلس الأمن الخاص بتخفيض بعثة اليوناميد وتغيير مهامها مشاركة للنظام فى احتفاله بالذكرى الثامنة والعشرين، ومباركة للتغيير الديموغرافي والعنصرية فى دارفور والسودان أجمع”.
ويرى الاستاذ يحي الحسين القيادي بحزب البعث السوداني ونداء السودان أن ما حدث في العام 1989 لم يكن إنقلاباً تقليدياً، وانما كان زلزالاً أدى لتهشيم البنى التحتية للدولة السودانية، وليس أمام الشعب السوداني ممثلاً في قواه السياسية والفئوية والفصائل المسلحة ومنظمات المجتمع المدني المعارضة سوي الالتفاف حول برنامج يعبر عن وحدتها من اجل إزالة هذا النظام وإعادة ترميم حطام الدولة وبناء ركائزها ومؤسساتها العدلية والقوات النظامية والخدمية من جديد.
واعتبر مبارك اردول القيادى فى الحركة الشعبية – شمال، أن إنقلاب الإنقاذ هو بمثابة سرقة من الحركة الإسلامية للحكم باسم الدين والحضارة، وقال أردول إن “نتاج ذلك إشعال الحروب الجهادية فى الجنوب وجبال النوبة والنيل الأزرق، وأنهم قتلوا وشردوا الملايين، وفصلو الجنوب، وأبادوا مئات الآلاف من أبناء الشعب السودانى فى دارفور، وأنهم أدخلوا البلاد فى مصير مظلم الآن، وسدوا كافة آفاق الحلول السياسية وما زالت الحروب مستمرة، ولا سبيل للخلاص إلا بإسقاط النظام وهو الهدف السامي الذى يجب على الكل أن يعمل من أجله”.
وأكد القيادى بالحركة الشعبية لتحرير السودان – شمال عمار نجم الدين أن محصلة حكم النظام دولة فاشلة، وأنها أصبحت عبئا على المجتمع الدولي وعلى مواطنيها، واعتبر نجم الدين استشراء الكوليرا دليلاً على الفشل التام للنظام الذى لا يجيد إلا القتل فى دارفور وجبال النوبة والنيل الأزرق وكافة أنحاء السودان، وأضاف يجب على هذا النظام العنصري الذى أحال حياة المواطنين لجحيم أن يرحل فورا.
واعتبر طارق عبدالمجيد القيادي بالحزب الشيوعي السوداني، ذكري 30 يونيو بمثابة تتويج موضوعي لفشل بناء الدولة الوطنية الديمقراطية بمفهومها الشامل منذ الإستقلال، وبذكري الإنقلاب المشؤوم تتجلي الحقيقة واضحة وهي سيطرة الناهمين من طفيلية رأس المال بخصخصة كل البنى التحتية والانتاجية ونشر قوائم الصالح العام في اكبر تصفية لمشروع دولة في عصرنا مع ضخ مقولات وشعارات فكر ظلامي تعيس ، بديلا لادارة تنوع غني ومثمر. واختتم طارق حديثه موضحاً: أنه باستيلائهم علي السلطة فُتحت بلادنا للتنظيم الدولي للإخوان المسلمين ومن شايعهم من سلفيين، وأنه يظل لا خيار غير العمل الجماعي المنظم الذي يؤدي لإسقاط هذا النظام والاتيان بالبديل الديمقراطي.
وقال محمد الأمين عبد النبي رئيس دائرة الإعلام بحزب الأمة القومي: “إن سياسات النظام الفاسدة والفاشلة منذ بيانه الاول قد استهدفت ممسكات الوطن وكرامة المواطن” وأردف قائلاً: لذلك ظللنا ننادي بنظام جديد يحقق السلام والتحول الديمقراطي ويحقق المحاسبة والعدالة ويوفر للمواطن حاجاته الأساسية في العيش الكريم ويحافظ على ما تبقى من الوطن موحداً ومستقرا وأمنا، وكل هذا لن يتم إلا عبر وحدة العمل المعارض ومحاصرة النظام بجرائمه وسياساته وأصدقائه حتى يستجيب طواعية إلى الإنتقال والتحول وتصفية دولة الحزب لصالح دولة الوطن أو اقتلاعه عبر انتفاضة شعبية كاسحة تحقق نظاماً جديداً”.
واعتبر أسامة سعيد نائب رئيس الجبهة الشعبية المتحدة للتحرير والعدالة، 30 يونيو بمثابة يوم مشؤوم في تاريخ السودان الحديث حيث انقلبت فيه حركة الاخوان المسلمين علي السلطة الشرعية المنتخبة، وأن هذا الانقلاب أنتج نظاماً شمولياً ارتكب أبشع جريمتين في العصرالحديث، هما فصل الجنوب والإبادة الجماعية بدارفور؛ وأكد أسامة انه لم تتوقف مقاومة شعبنا لانقلاب الإنقاذ فى الأرياف والمدن؛ وأضاف من هنا ندعوا جميع أطياف المعارضة لتوحيد جهودها ورص صفوفها لإنجاز مهمة التغيير تلبيةً لطموحات وتطلعات شعبنا في حياة حرة وكريمة في وطن حر ديمقراطي .
وهذا الناطق الرسمي باسم حزب البعث العربي الاشتراكي محمد ضياء الدين يؤكد: تمر علينا اليوم الذكرى 28 لإنقلاب حزب الجبهة الإسلامية القومية الذي عمل على تقويض النظام الديمقراطي ليفرض على شعب السودان وقواه السياسية أيدولوجية وبرنامج الإسلام السياسي الذي أدى لتعميق وشمولية الأزمة الوطنية، والتي برزت تجلياتها في فصل الجنوب واستعار الحرب وتفاقم الأزمة الاقتصادية نتيجة الانحياز للفئات الرأسمالية الطفيلية الاسلاموية ومصادرة الحريات وقهر القوى السياسية ؛ 28 عاما قضاها النظام الديكتاتوري متسلطاً على البلاد والعباد؛ إن الواجب الوطني يتطلب من القوى الوطنية الديمقراطية المؤمنة بإسقاط النظام عبر كافة وسائل النضال السلمي الديمقراطي أن تعيد رص صفوفها في جبهة قوى الانتفاضة من أجل إسقاط النظام الديكتاتوري العميل وإقامة البديل الوطني الديمقراطي التقدمي، الذي يحقق طموحات شعبنا في السلام والحرية والوحدة والعدالة والتقدم .
أما الناشطة الحقوقية والمحامية منال عوض خوجلى، فقد استذكرت فى هذا اليوم شهداء 28 رمضان ومن بينهم شقيقها الشهيد مصطفى عوض خوجلى، قائلة: “إن أسر الشهداء متمسكة بحقها فى معرفة مكان دفن أبنائها وبحقها فى العدالة وأنه وفي كل ذكرى لانقلاب الإنقاذ تؤكد أسر الشهداء أنها ماضية على درب أبنائها اللذين تصدوا للنظام بسلاحه من أجل استعادة الديمقراطية”.