قالت الأمم المتحدة في تقرير يوم الثلاثاء إن سلسلة من عمليات القتل والاغتصاب والتشويه والسلب والتعذيب ارتكبتها حكومات متعاقبة وجماعات مسلحة في جمهورية أفريقيا الوسطى خلال الفترة بين عامي 2003 و2015 قد تمثل جرائم ضد الإنسانية.
والتقرير الذي يقع في 368 صفحة وأعده مكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان يستند إلى أكثر من 1200 مصدر سري وعلني ويهدف لمساعدة السلطات في تحديد الحالات بينما تنشئ محكمة جنائية خاصة لعقد محاكمات في أسوأ الجرائم التي ارتكبت في البلاد.
وقال أندرو جيلمور مساعد الأمين العام للأمم المتحدة لحقوق الإنسان لرويترز “المغزى هو أن نبعث بإشارة إلى ’الأسماك الكبيرة’ على وجه الخصوص بأننا وثقنا جرائمهم وسنواصل توثيق جرائمهم”.
وأشعلت الأزمات السياسية المتتالية الصراع في جمهورية أفريقيا الوسطى منذ عام 2003. واندلعت أحدث أعمال العنف في عام 2013 عندما أطاح تحالف من المتمردين يغلب عليه المسلمون بالرئيس وقتئذ فرانسوا بوزيزي مما دفع ميليشيات مسيحية لتنفيذ عمليات انتقامية.
وتصاعدت أعمال العنف المتبادلة مجددا على الرغم من النجاح في إجراء انتخابات رئاسية العام الماضي. وفي الأسبوعين الماضيين أسفر القتال بين الجماعات المسلحة عن مقتل نحو 300 شخص وتشريد 100 ألف فيما تمثل أسوأ موجة نزوح منذ عام 2013.
وقال تقرير الأمم المتحدة إن الجناة كانوا يحظون بوضع يقترب من الحصانة الكاملة طوال الفترة المذكورة بسبب استمرار الانفلات الأمني وضعف النظام القضائي وهو ما أذكى موجات من الانتهاكات.
وقال التقرير إن إنهاء 15 عاما من الحصانة لن يتحقق بسهولة. وحتى قبل أحدث موجات العنف كانت الجماعات المسلحة تسيطر على أكثر من نصف البلاد مما يصعب على الضحايا الإبلاغ عما حدث لهم وعلى الشهود الإدلاء بشهاداتهم .
المصدر: رويترز