عرّف فقهاء القانون الإغتصاب بأنه “اتصال رجل بإمرأة اتصالاً جنسياً كاملاً من دون رضاء صحيح منها” .
تداولت وسائل التواصل الاجتماعي مقطعاً لفتاة سودانية تناوب على اغتصابها أربعة رجال (سودانيون) تحت تهديد السلاح ، في قفزة جديدة نحو امتهان كرامة المرأة السودانية ، الإنسان السوداني ،والإنسانية جمعاء.. في ظل غياب تام لأي نوع من أنواع المحاسبة ، مما ينذر بالخطر القادم الذي يحدق بالمرأة السودانية ، رغم ما ندعيه من تغيير واتفاقيات سلام كانت من أولى أولياتها حماية أعراض الشعب السوداني.
* إن حادثة اغتصاب فتاة النيل الازرق (قرية زندية) التي حدثت بالأمس على أيدي مسلحين قيل انهم يتبعون للجيش السوداني ؛ ليست إلا واحدة من بين عشرات الآلاف التي لم تتجرأ الضحايا على الكشف عنها، لكن ان يتجرأ أولئك الأوقاح المستذئبون على تصوير فعلتهم هذه وكأنها فيلم اباحي مدفوع الثمن ، لأمر يستدعي تحسس كرامتنا وإعادة النظر حولها… إن كانت لنا كرامة أصلا .
*فيا أيها المجلس السيادي، ويا أيتها الحكومة الانتقالية، ويا مجلس الوزراء ، و مجلس شركاء الفترة الانتقالية، إن هذه الواقعة الشنيعة التي يعف عن فعلها الحيوانات ؛ كان بإمكانها أن تقع على أي واحدة من اخواتكم أو زوجاتكم أو بناتكم أو خالاتكم ، أو امهاتكم أو حفيداتكم.. ولا أحسب أنها ستقابل بذات البرود و (التطنيش) والصمت المطبق الذي نراه الآن !
و إنه لعار علينا جميعاً أن يحدث ذلك ، وهو ليس اغتصاب لفتاة النيل الازرق بقدر ما هو اغتصاب لكرامتنا وكرامة أي رجل سوداني .
فتبا لي ولكم ولحكومتنا ولأي ركن من أركان السودان إن لم نسعى لتقديم أولئك الجناة للعدالة.. وسن قوانين تضع حداً لهذه الفعلة المتقيحة الحمقاء .
*ختاماً ، اعتذر بكل خلجات قلبي للأنثى السودانية الشامخة العفيفة الجميلة الصامدة .. ، لأننا _وبكل أسف_ قد فشلنا في حمايتكن، بل صرنا نحن الرجال ألد أعداءكن من الوحوش المفترسة .
لذلك أدعوا جميع نساء بلادي للتسلح بما يضمن لهن سلامتهن وحمايتهن من أي معتد.. إلى أن تنهض سلطاتنا من نومها ، و يحيا ضمير الرجولة في السودان لاستعادة مكانته الطبيعية للقيام بواجب حمايتكن..
والسلام.
احمد محمود كانم
10مايو2020