بثينة صلاح
باحثة في الشأن الأفريقي
نالت شهرة دولية واسعة كأول أمرأة تنتخب رئيسة لدولة أفريقية، إذ أنهت حربا أهلية استمرت في بلادها 14 عاما وحظيت بالإشادة من جميع الجهات لحفاظها على الاستقرار وإحلال السلام والترويج للتطورالاقتصادي والاجتماعي وتعزيز وضع النساء، كما سعت لتعزيز علاقة بلادها بالولايات المتحدة والصين؛ إنها إيلين جونسون سيرليف رئيسة ليبيريا والتي لقبها مؤيدوها بـ “المرأة الحديدية”.
نشأتها وحياتها
ولدت إلين جونسون في مونروفيا عام 1938،ودرست العلوم الاقتصادية من عام 1948 وحتى عام 1955 في كلية غرب أفريقيا في مونروفيا. وتزوجت من جيمس سيرليف عندما كانت في سن 17 عاما وسافرت معه إلى الولايات المتحدة في عام 1961 لمواصة دراستها في مجال الاقتصاد والعلوم السياسية. وحصلت على شهادة في المحاسبة من جامعة ويسكنسن ماديسون ودرجة البكالوريوس في الاقتصاد من جامعة كولورادو في بولدر. وفي عام 1971 عادت إلى وطنها للعمل في حكومة وليام تولبرت.
وبدأت سيرليف مشوارها في الحكومة الليبيرية في منصب مساعدة وزير المالية. ، لكنها استقالت بعد خلاف على الإنفاق، ووصلت إلى منصب وزيرة المالية أثناء حكم تولبرت من عام 1979 حتى الانقلاب العسكري في السنة التالية الذي نفذه صموئيل دو حينها غادرت البلاد.
عملها خارج ليبيريا
انتقلت سيرليف إلى واشنطن حيث عملت في البنك الدولي كخبيرة اقتصادية، ثم انتقلت إلى نيروبي في كينيا لتشغل منصب نائب رئيس المكتب الإقليمي الأفريقي لسيتي بنك.
في عام 1992، عملت سيرليف كمدير مساعد ثم كمدير لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في المكتب الإقليمي لأفريقيا.
وأثناء وجودها في الأمم المتحدة، كانت سيرليف ضمن سبع شخصيات معينين دوليا من قبل منظمة الوحدة الأفريقية للتحقيق في الإبادة الجماعية في رواندا، واختيرت أيضا لتقديم تقرير عن أثر النزاع على المرأة ودور المرأة في بناء السلام.
وسيرليف عضو أيضا في مجلس القيادات النسائية العالمية، وهي شبكة دولية من النساء الرؤساء الحاليين والسابقين ورؤساء الوزراء ومهمتها حشد أعلى مستوى من القيادات النسائية على مستوى العالم للعمل الجماعي حول القضايا ذات الأهمية الحاسمة للمرأة والتنمية العادلة.
الانتخابات الرئاسية
لدى عودة سيرليف للبلاد للسعي لمنصب نائب الرئيس عام 1985، وضعت تحت الإقامة الجبرية وحكم عليها بالسجن عشرة أعوام بتهمة التحريض على الفتنة، وتم إطلاق سراحها تحت ضغوط دولية، لكنها حرمت من التقدم للمنصب، وشاركت بدلا عنه في الانتخابات البرلمانية إلا أنها رفضت المقعد بسبب اتهامات التزوير التي طالت العملية الانتخابية.
مع اندلاع الحرب الليبرية الأهلية الأولى عام 1989، دعمت سيرليف تمردا قاده تشارلز تايلور لكنها انضوت لاحقا في صفوف المعارضة، وتقدمت في رئاسيات 1997 لمنافسة تايلور إلا أنها أخفقت في ذلك.
كررت سيرليف محاولتها عام 2005، فتمكنت من هزيمة منافسها النجم السابق لكرة القدم جورج ويا الذي تخلى في نهاية المطاف عن شكوى من حصول تزوير.
ومنذ تسلمها الرئاسة عام 2006، لتصبح أول امرأة تنتخب لرئاسة دولة أفريقية بطريقة ديمقراطية، تعهدت سيرليف بخفض الديون وأنشأت لجنة للمصالحة تهتم بنزاعات خلفتها عشرون عاما من الحرب الأهلية في بلادها، وساهمت في إحلال السلام في ليبيريا والترويج للتطور الاقتصادي والاجتماعي وتعزيز وضع النساء، وسعت لتعزيز علاقة بلادها بالولايات المتحدة والصين.
وفي يناير/كانون الثاني 2010 ، أعلنت سيرليف انها ستخوض ولاية ثانية في انتخابات الرئاسة عام 2011 وسط انتقادات لكونها تعهدت في حملتها السابقة بالترشح لولاية واحدة.
حصولها على جائزة نوبل
حصلت رئيسة ليبيريا إيلين جونسون سيرليف على جائزة نوبل للسلام لعام 2011 بمشاركة مواطنتها ليما غبوي والناشطة اليمنية توكل كرمان، “لكفاحهن السلمي من أجل سلامة النساء وحقوقهن في المشاركة الكاملة في أعمال تحقيق السلام“. وقالت حينهاان الجائزة اعتراف بنضال بلادها “المستمر منذ سنوات طويلة من أجل العدالة والسلام وتعزيز التنمية” بعد حرب أهلية وحشية. وأكدت للصحفيين خارج مسكنها الخاص في العاصمة الليبيرية “اعتقد أننا (جبووي وأنا) قبلنا هذه (الجائزة) نيابة عن الشعب الليبيري.. الفضل يعود للشعب الليبيري.”
وصنفتها مجلة “فوربس” من أكثر 100 شخصية نسائية تأثيرا على مستوى العالم، حيث رسمت المرحلة الأبرز في تاريخ بلادها بفوزها في انتخابات 2005 التي أنهت حربا أهلية استمرت لـ14 عاما، وتشكيل حكومة شاملة تداوي جراح الحرب، وتلقيها إشادة دولية واسعة لعملها من أجل إعادة إعمار ليبيريا.
مكافحتها ضد الفساد
أوقفت رئيسة ليبيريا ايلين جونسون سيرليف ابنها و45 مسئولاً آخرين عن العمل لعدم إعلان أرصدتهم لسلطات مكافحة الفساد في أول خطوة كبرى تتخذها لمحاربة الفساد في إدارتها.
وجرى إيقاف تشارلز سيرليف وهو واحد بين ثلاثة من أبناء الرئيسة جرى تعيينهم في مناصب حكومية عن عمله كنائب محافظ البنك المركزي. وينظر للفساد على أنه عقبة كبيرة أمام التنمية في ليبيريا التي مازالت واحدة من أفقر دول العالم بعد نحو عشر سنوات من انتهاء الحرب الأهلية التي استمرت 14 عاماً.
وقال البيان الذي أصدرته الرئيسة في وقت متأخر من مساء الاثنين (20 أغسطس 2012) «أوقفت الرئيسة ايلين جونسون سيرليف عن العمل 46 مسئولاً حكومياً على أن ينفذ هذا القرار على الفور».
المصدر : المركز العراقي الأفريقي للدراسات الاستراتيجية