شعر: شهاب الدين عبدالرازق عبدالله
وانطلقت أعذب زغروده
إيذانا بالموكب
واندلقت فينا كالعطر
يحرر كيمياء الثورة
يشعلها في الروح حماسا
انطلقت تستدعي تاريخ بلادي
نوباتيا وبعانخي ترهاقا وأماني
وكل الأجداد ملوك النيل العظماء
انطلقت تستحضر تاريخا
تستجمع جذوته
وتثير حماسة حاضره
ليثور علي الظلم
يثور كريح الهبباي
ينفجر كهبة مارد
أو ثورة بركان
لشباب بصدور عارية
إلا من حق
وأياد مشرعة بالنصر
تظللها رايات السودان
وخيارات واضحة
لاتقبل وسطا أو تجزئة
إما وطنا حرا أو كفنا
هل سجلت حضورا ثوريا؟
ورايت الثوار أضاءوا الساحات
وتحدوا القهر وليل الذل
وغنوا للفجر وصدحوا
إما وطنا حرا أو كفنا
هل غسلتك حرارة تلك الأجواء؟
وكأن الشمس علي الرأس تماما
وجلست علي الأسفلت
وعيونك تبحث عن حرف من ظل
تلتقط الأنفاس عليه
هل عشت الثورة في الميدان ؟
ورأيت الظلم يدوي
من قنبلة صوتيه
ويصم الآذان
وطلقات الرصاص الغادر
تختطف الثوار
كقطف الأزهار
هل استنشقت (البمبان)؟
وكيف اختنق الصدر
وغطي الدمع العينين
وفاض علي الخدين
وعز علي الرئيتين هواء
واقترب الموت ولم تجزع
فالموت علي الحق حياة
هل استنشقت( البمبان)؟
وفقدت علي الدرب عزيزا
وعرفت معاني الثورة
وخبرت مصارعها
وتعلمت أن لا تستسلم
أو تسقط أو تنهزم لجلاد
وتعلمت وعلمت
بأن الظالم ثعبان سام.
2/ يوليو/٢٠١٩الخرطوم