كل الشعب مخدوع بمظهر التدين الأجوف لدى الكيزان وصيام الاثنين والخميس و لكن ما يفعلوه سرا يحتار فيه ابليس ، يعيش الشعب السوداني في حالة من الذهول والاستغراب وقد أصابه اليأس والحزن حتي أصبح الحزن فرح يعيش في داخله لذلك أصبح الكثير منا ينتظر ان يحصل التغير من تلقاء نفسه ، والأكثر من ذلك ننتظر ان يأتي الأمام المنتظر ليحكم بالعدل ويملئ السودان قسطا وعدلا جميع تلك الأمنيات أدت بنا ان نصبح اتكاليين ، نتهرب من التغيير ، نلقي باللوم على بعضنا البعض حتى شعاراتنا التي نرفعها في مواقع التواصل الاجتماعي كلها انتقادات وليس إلا ، لأن الفيس بوك أصبح ساحة النضال به ما يقارب الف مجموعة كل مجموعة تقوم بألقاء اللوم على الأخرى برغم من الهدف واحد وهو تغيير نظام أصحاب المشروع الحضاري الذين فشلوا في أدارة الدولة السودانية . أغلب الحديث يتلخص في عملية تغيير النظام ، في حين ان هذا التغيير بأمكانه أن يتحقق تلقائيا ان كنا متفقين ، ولكن نحن ننتظر المعارضة لكي تغير هذا النظام ، المعارضة بشكلها الحالي لا يمكنها تغيير النظام ، ونضال الفيس بوك من خارج السودان لا يؤثر على حكومة السفاح البشير ، الخيار بيد الشعب لكي يمتلك زمام الأمور بيده ويكون هو صاحب القرار ، من حق الشعب ان يحدث التغيير المنشود وأن انتظار سقوط النظام من تلقاء نفسه هو هروب ومطالبة المعارضة المتأرجحة تارتاً مع تغيير النظام وتارتاً مع المشاركة بتحديد مواقفها هو هروب أيضا لذلك يجب ان نتحمل مسؤولياتنا ، فأن اخطأنا نعترف ونعمل على تصحيح الخطأ وأن نجحنا نكون قد تقدمنا خطوة في الاتجاه الصحيح لنغادر أحلامنا المميتة ونترك الاتكالية ونتعامل مع واقع نعيشه فعلاً ان أردنا ان نصنع حياة كريمة لنا ومستقبل مشرق لأجيالنا القادمة ولا نتعكز على أمل لا نعلم متى وأين يتحقق فبعض الأمل موت.
الطيب محمد جاده