عثمان نواي
أعلنت مجموعات من الرتب الدنيا من نقيب فما دون فى الشرطة السودانية عن إضراب عام يبدأ من يوم الأحد ولمدة يوم يشمل كامل القطر. وهذا الإضراب سوف يكون حدث هام حيث ان المطالب المنشورة تتضمن إعادة هيكلة الشرطة إضافة الى المطالب المتعلقة بوضعية صغار الضباط وعدم مؤسسية الشرطة التى أصبحت جزء من اذرع النظام القمعية طوال حكمه. هذه البادرة تعد نقلة نوعية حقيقية فى مسار الثورة السودانية. واذا ما تحركت الشرطة فى اتجاه الإصلاح والهيكلة الداخلية بمطالبة مهنية وطنية وروح يقودها الشباب، فان هناك أبواب امل كبيرة مفتوحة لإصلاح حقيقي من الداخل وبارداة وطنية مطلبية مهنية وليس فقط من خلال أرادة سياسية مفروضة على كيان الشرطة من الخارج سواء عبر الدولة او القوى السياسية.
لقد أفسدت الإنقاذ كامل تركيبة القوى النظامية عبر المليشيات والقوى المعسكرة من شرطة شعبية وأمن شعبى وأمن طلابى وغيرها، والتى جميعها كانت تتداخل فى مهام الشرطة الطبيعية فى حفظ الأمن وتطبيق القانون. وعليه فإن هذه المبادرة يجب دعمها لأنها يمكن ان تكون نموذج يبنى عليه فى ان يتم مشاركة فعالة من قبل القوات النظامية وخاصة الشباب فى الرتب الدنيا والوسيطة فى إعادة بناء وهيكلة هذه المؤسسات بشكل وطنى فعال يحمى حقوقهم وحقوق المواطنين . وبقيادة التغييرات من داخل الرتب الدنيا الذين هم جزء من هذا الجيل الثائر الذى يرغب فى تغييرات شاملة، جذرية وفعالة وديمقراطية. حيث ان إدارة النخب المدنية او العسكرية والاجيال الكبرى التغيرات فى السابق هو ما ادى الا ان يتم إزاحة وتهميش الشباب وهم المتضررين الحقيقيين من كل فساد النخب العليا المهيمنة على كل مؤسسات الدولة بما فيها الجيش والشرطة.
#لم_تسقط_بعد
nawayosman@gmail.com