انتصار محمد
إن مفهوم النوع الإجتماعي او الجندر مفهوم يطلق على الأدوار والعلاقات التي يحددها الجنسين وهو يعني الف وقلت الاجتماعية التي يشكلها المجتمع نفسه، وهو ليس كمغهوم الجنس اذ انه يشير الى الأداء او الوظيفة البيولوجية أو الغريزة البيولوجية، وان مفهوم الجندر يشير الى الاداء الإجتماعي وأنه يؤثر في وضع وحقوق وواجبان ومكانه للاشخاص ولكنه أحيانا قد يتقاطع مع العلاقات الإجتماعية الأخرى.
إن معظم المجتمعات تقيم النساء والرجال على حسب نجاحهم وأدائهم إلا ان المجتمع السوداني يقيم النوع على حسب الجنس وأنه يفضل نوع على الاخر (الرجال &النساء) في جميع الأدوار الإجتماعية والسياسية والإقتصادية …الخ.
ونجد أن الجنس الانثوي قد يشكل غيابًا في المناصب الوزارية كثيرا وجل الاحصائيات تشير الى شح تمثيلها وكالعادة في جميع الاتفاقيات لا يتعدها تمثيلها ٤٠℅ والتنفيذ قد يصل٥℅فقط .هذا في الجانب السياسي.
أما في الجانب الإقتصادي كالتجارة والتسوق نجد انعدام دور المرأة وان وجدت قد تمثل ١٪ من الاحصائيات والغالبية العظمى من الرجال.
في الجانب الإنجابي رغم عناء المرأة من حمل وولادة وتربية الأبناء إلا ان هذا الدور هو مشترك مع الرجال أيضًا (الام+الاب).
من اكبر المشاكل التي تواجهها المرأة من المجتمع السوداني هو التمييز والتفرقة الإجتماعية القادمة على أساس الجنس وتفضيل أدوار بعض عن بعض حياد النظر عن النوع الأخر وإقصاؤه عن الحقوق بحجة بيولوجية.
إذا ما هي الحلول؟
إن اول الحلول هي توعية المجتمع بمفهوم الجندر بصورة عامة وشرح الفرق بينه وبين مفهوم الجنس والتوعية بأن المفهوم الجندري لا يقصد به الفروقات الجسدية وأن هذه الفروقات هي ثابتة وأبدية وان مفهوم الجندر يمثل الأداء و والادوار والقيم أي بمعنى انا مفهوم وظيفي.
أيضا من الحلول هي تحقيق المساواة الجندرية اي التوزيع المتساوى للفرص المتاحة للرجال اوالنساء وتحاشي انهم ولدو ذكورًا ام اناثًا والتوزيع المتساوي للمقدرات بشتى انواعها بصورة عامة.
أخيرا من الحلول العدالة الجندرية أي التعامل مع كلا الجنسين واحترام إحتياجاتهم دون تفضيل بعض على بعض والمساواة في الحقوق والمكتسبات والحريات المدنية.
و كذلك التحليل وجندرة الأتجاهات السائدة أي مراعاة إدخال الرجال والنساء في كافة عمليات التخطيط والتشريعات والسياسات والبرامج وإستفادتهم استفادة متساوية والتوعية ببرنامج التحليل الجندري.
إن توافقت كل هذه الشروط وتوفرت هذه الحلول فإننا قد ننعم بمجتمع مثالي خالي من الشذوذ والتفرقة الجسمانية، مجتمع يحترم التنوع البيولوجي والجندري ويفرق بينهم، وبحل هذه الإشكاليات قد تجد المرأة خصوصًا مكانتها الإجتماعية وتجد من يقدر مجهودها كجندر قبل ان تكن أنثى ضعيفة كما يظنها بعضهم ويصفها بناقصة عقل وقوة، ويمكنها ان تشكل جميع الأدوار بهمة وقوة وثبات.