أمين مكي مدني لـ(الايام)
اوضاع حقوق الانسان متدهورة والانتهاكات واسعة
وثيقة الحقوق والدستور الانتقالي حبر علي ورق
بلادنا في مرحلة حرجة وحساسة
البعض فسر التوقيع علي خارطة الطريق بالتراجع عن خيار الانتفاضة
امامنا تحديات عديدة لكننا قادرون علي تجاوزها
لم نتراجع عن خيار الانتفاضة الشعبية
حرمان النازحين من الطعام جريمة
وصف رئيس مبادرة المجتمع المدني الدكتور أمين مكي مدني اوضاع حقوق الانسان بالسودان المتدهورة وقال ان الاوضاع مزرية للغاية بالرغم من وجود الدستور الانتقالي لسنة 2005م الذي يحوي علي نصوص جيدة وبه وثيقة حقوق ممتازة ويتبنى المواثيق الدولية التي تحترم حقوق الانسان خاصة العهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية وكل الحريات المتعلقة بالراي والتجمع والتظاهر ومعترف بها، ومضمن الدستور، لكن اذا نظرنا للاوضاع علي الارض فاننا نجد الانتهاكات (علي قفا من يشيل) الحريات معدومة والصحف تصادر والاحزاب تمنع من مارسة حرية التعبير والمنظمات تتم اغلاقها ن لذا ليس لديك انضمام وبل لديك نص ان الاتفاقيةو الدولية جزء من الدستور ،وبالتالي الكلام في الدستور عن اتاحة الحريات (حبر على ورق) بالرغم من النص الصريح..وقطع مكي بعدم التراجع عن خيار الانتفاضة حال عدم استجابة النظام لسداد استحقاقات الحوار المنتج الخاصة بتهيئة المناخ ووقف الحرب واغاثة المتضررين واطلاق سراح الاسري والمحكومين في قضايا سياسية الي جانب اتاحة الحريات والغاء القوانين المقيدة للحريات وعلي راسها قانون الامن والصحافة والنظام العام واضاف خيارات الثورة الشعبية لجهة التغيير مازال ماثلاُ ، وقال ان خيار الانتفاضة وارد جداً للقضاء على هذا النظام، ليس هناك (فرمل) لتعطيل والغاء خيار الانتفاضة أو تعطيله. واوضح مكي ان خيار الانتفاضة قائم جراء تراجع الاوضاع السياسية والاقتصادية وتدهورها بشكل كبير، وقال امين ان بلادنا في الوقت الحالي تمر بمرحلة حساسة وحرجة ومفتاحية في موضوع التحول الديمقراطية والسلام والتنمية والوضع الاقتصادي والسياسة الخارجية، والقوانين الداخلية، والمساعدات والاغاثات والنزوح واللجوء وتابع(كل هذه المسائل شائكة ومعقدة) واوضح انه في هذا التوقيت تم الاعلان عن اجتماعات اديس ابابا الخاصة بتوقيع خارطة الطريق الامر الذي خلق احساسا لدى البعض بخيبة الامل، لأن حساباتهم تتمثل في أن التغيير يجب أن يتم عبر الانتفاضة وأن موضوع التوقيع على خارطة الطريق تنازل..وكشف امين عن مواجهتهم لصعوبات وتحديات عديدة لكنه عاد واكد ثقتهم في نداء السودان علي تجاوز تلك التحديات. وقال ان حرمان النازحين من الطعام والغذاء انتهاك وجريمة،
حوار :حسين سعد
دكتور أمين توقيع بعض مكونات قوي نداء السودان على خارطة الطريق خلق نوعاً من الخلافات، والارباك وسط اشارع السياسي ؟
حقيقة نحن حالياً في مرحلة حساسة وحرجة ومفتاحية في موضوع التحول الديمقراطية والسلام والتنمية والوضع الاقتصادي والسياسة الخارجية، والقوانين الداخلية، والمساعدات والاغاثات والنزوح واللجوء وكلها مسائل شائكة ومعقدة.. وتم الاعلان عن اجتماعات توقيع خارطة الطريق، الامر الذي خلق احساسا لدى البعض بخيبة الامل، لأن حساباتهم تتمثل في أن التغيير يجب أن يتم عبر الانتفاضة وأن موضوع التوقيع على خارطة الطريق تنازل..
ولماذا تولد هذا الاحساس؟
هذا الاحساس يعكس حالات نفسية وسياسية، وفي تقديرنا من الطبيعي أن تحدث مثل تلك الاشياء، ونتوقع من خلال ما كتب عن المفاوضات في الداخل يساعد علي حالات التشكيك، لجهة استبعاد بعد 27 عام من حكم الانقاذ، أن يتم التوقيع معها، ما يعد نوعا من خط الرجعة عن اهداف السودانيين.. واعتقد أنه وضع طبيعي أن يحدث ذلك بعد هذه المدة خصوصاً بعد ما يقارب ثلاثة عقود لحكم جهة واحدة عسكرية ومنفردة، بايديولوجية ضيقة لا تمثل قطاعات الشعب السوداني كله ولا تمثل تركيبته الثقافية والاثنية والدينية واللغوية وهيمنته عليه طوال تلك الفترة، بالتالي من الطبيعي بعد تلك اللقاءات أن يصاب الكثيرون بخيبة امل، ويصفوا ما يحدث بالتقاعس والهرولة نحو السلطة والبحث عن الاستوزار.. كل هذه صعاب تواجهنا لكننا سنسعى للتغلب عليها من خلال النتائج..
· هل يعني ذلك التخلي عن الخيارات الاخرى؟
الخيارات الاخري الخاصة بالتغيير مازالت ماثلة ولم نتراجع عنها، حال عدم استجابة النظام لسداد استحقاقات الحوار المنتج الخاصة بتهيئة المناخ ووقف الحرب واغاثة المتضررين واطلاق سراح الاسري والمحكومين في قضايا سياسية الي جانب اتاحة الحريات والغاء القوانين المقيدة للحريات وعلي راسها قانون الامن والصحافة والنظام العام
فخيار الانتفاضة وارد جداً للقضاء على هذا النظام، ليس هناك (فرمل) لتعطيل والغاء خيار الانتفاضة أو تعطيله.
· وما الذي يجعله وارد على ضوء المشهد الحالي؟
الانتفاضة كخيار وارد لجهة عدم إنصلاح الامور على صعيد الخارطة أو في الوضع الاقتصادي، والصحة، التعليم والمعيشة والدولار والنازحين واللاجئين وفي السياسة الخارجية، عدم تحسن الوضع في هذا السياق يجعل الانتفاضة اولى الخيارات ولها قصب السبق.. نحن لم نكفر بالانتفاضة أو ولم يخلق معسكر موازي لها،
· هل تتوقع أن يحدث التوقيع على الخارطة تغييرا في المشهد؟
التوقيع مع حكومة لها هذه المدة الطويلة في السلطة من الصعب أن تتخلى عنها بسهولة، ما يفرض جهدا وطاقة وزمن وصبر، لذا لا نتوقع نتائج بعد اربعة عقود من الحكم أن نجلس للتفاوض ثلاثة ايام وينفض السامر ونقول أن الخارطة ستبدأ من اليوم.. كل هذه الصعوبات يجب أن يتم استصحابها.. حالياً نحن سعيدون بأن بعض الاصوات في الاعلام بدأت تنظر الى المسائل بواقعية وأنه ليس نهاية الطريق التوقيع على خارطة الطريق..
كيف تقييم دور المجتمع الدولي؟
المجتمع الدولي يرى الوضع المزري للاجئين ووضع المواطن والخدمات في التعليم الصحة وما تحدثه الامطار ، المجتمع الدولي مستعد للمساعدة وأن ينجذب، اذا تجاوز الناس الخط السياسي للسلطة ومستقبل الحكم ، وستجده يوجه دعمه بدلاً عن الدعم الطاريء الى الحاجات الاساسية..
· انهارت الجولة الماضية من التفاوض عقب تباعد المواقف بين الاطراف كيف تصف اجواء المحادثات قبيل انفضاضها وماهي المطبات والتحديات التي مرت بها ك ؟
بخصوص اجواء التفاوض اعتقد انها كانت ايجابية ، رغم أنني لست من المفاوضين ففي المرحلة الاولى في خارطة الطريق هناك وقف العدائيات ووقف اطلاق النار والترتيبات الامنية والاغاثة وحماية المواطنين، ومن ثم يتجه الامر الى مناقشة شكل الحكم والقوانين والمؤسسات ورئاسة الجمهورية والحكم الفدرالي وتعيين الولاة والقضاة أي تفاصيل الحكم في المراحل القادمة.
· ملف المساعدات الانسانية أساسي في التفاوض.. كيف تقييم ذلك؟
وقف العدائيات يرتبط أو يقود الى نقل الغذاء عبر الحدود، لأن هناك حدودا دولية واقليمية وداخلية في الاقليم الواحد، وهناك اقاليم تسيطر عليها الحكومة واخرى تسيطر عليها الحركات،وحالياً يعملون في التفاوض على توصيل الاغاثة من اقليم الى اقليم.. اي ايقاف اطلاق النار ثم توصل الاغاثة ويناقشون كيفية اجتياز الحواجز الداخلية او الاقليمية أو دولية، لذا لا بد من اتصالات بالحكومات الاخرى والمنظمات الدولية التي تأتي بالاغاثة والمنظمات الناقلة للمساعدات، بالاضافة الى المؤسسات التي تسيطر على الحدود، وهو موضع الاتفاق الذي يريدون التوقيع عليه..
باعتبارك خبير قانوني المسارات الخارجية هل تصطدم بالسيادة؟
الحكومة تتحدث عن السيادة والامن الوطني لأنها ترى الاقليمي الارضي السوداني تحت السيادة وتبع الامن القومي بالتالي العبور طيران أجنبي أو عبور ناقلات اجنبية تحمل فيما تحمل من اشياء داخل هذه الحاملات قد يهدد امنها لأنها ستقول نريد تفتيشه، وقالوا أن الاغاثة العابرة حدود دولية تقف لدينا في الداخل ثم تتجه الى جهتها دوليا ، وهذا تشدد.. فإذا كنت مرسلاً طائرة من اديس الى شمال كينيا لا يوجد سبب لادخالها السودان لأنها عابرة الاجواء السودانية.اتفاقية جنيف الرابعة حماية المدنيين اثناء النزاعات لـ 49 وتنص على أن أي عقبة أو اي شي يمنع ايصال دواء او اكل لبس أو اى احتياجات المتضررين والمحتاج يعتبر خرق، بعذ لك تفسر الوقائع على الارض، وتنظر ماذا تحمل الطائرة، اذا العملية تعني التوافق مع الاتفاقية ومع واقع الحال، حرمان المتضررين من الطعام بحجج واهية هو تعنت في استخدام الحق ونوع من الصلف..
المراقب يلاحظ الدور الكبير الذي ظلت تلعبه مبادرة المجتمع المدني في تذليل الخلافات بين مكونات نداء السودان، لاسيما وانها-اي-المبادرة ليست طرف في الصراع السياسي ؟
موضوع المجتمع المدني، يجب أن نعود الى تاريخه في السودان منذ ودوره، ابتداءا من الجمعيات الثقافية ونادي الخريدين ومؤتمرهم ومن ثم تكونت الاحزاب السياسية، والمنظمات، والنقابات والاتحادات ومن ثم ظهرت المجموعات الفئوية واتحادات العمال والمزارعين وهذه النقابات لعبت دور كبير في الحركة الوطنية السودانية، وهذه الجهات مثل المهندسين والاطباء والمحامين والصحفيين لعبت أدوار قومية ليست في الدفاع عن مصالح فئاتها وجماهيرها فقط واصبحت حسيب على القوى السياسيىة ولديها سلاح الاضراب السياسي وتوقف الحياة تماماً كما حدث في الانتفاضة، وهذه دليل على حيوية المجتمع سواء في الاحزاب أو القوى المجتمع المدني، المظاهرات يمكن أن تقمع كما في سبتمبر.فالنظام عند قدومه انتبه لهذه المسألة وحل كل النقابات ولااتحادات والصحف لأن نقابة الصحفيين، كان لها دوراً مؤثراً مهم جدا لأنها يوميا تجعل الناس تتابع وتحشد في المات ، بالتالي النظام لم يترك شيء واوقف كل ذلك.. وتم اعادةا نشائها على اسس قوانين الانقاذ واصبحت في قبضته وقادتها في قبضته تحت كنتروله في الانتخابات وحدوا من قدراتها ، و90 % من الصحف مسيطر عليها سياسياً بواسطة مؤيدي المؤتمر الوطني.. لذلك نحن نحاول بناء المجتمع المدني كفصيل حيوي ونحاول أن نجمع فيه المنظامت الفئوية والمهنية والنقابية والمجتمعية واخيراً اثير موضوع النازحين واللاجئين وقرر الاجتماع الحالي رؤية كيفية تمثيلهم في نداء السودان، والمتاثرين بالسدود موجودون في المجتمع المدني.
دكتور بخلفيتك الحقوقية الضليعة كيف كيف ترى واقع الحريات في السودان؟
ليس هناك واقع لحقوق الانسان في السودان فالاوضاع مزرية للغاية ورغم أن بلادنا بها الدستور الانتقالي لسنة 2005م الجيد وبه وثيقة حقوق ممتازة ويتبنى المواثيق الدولية التي تحترم حقوق الانسان خاصة العهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية وكل الحريات المتعلقة بالراي والتجمع والتظاهر ومعترف بها، ومضمن الدستور، لكن اذا نظرنا للاوضاع علي الارض فاننا نجد الانتهاكات (علي قفا من يشيل) الحريات معدومة والصحف تصادر والاحزاب تمنع من مارسة حرية التعبير والمنظمات تتم اغلاقها ن لذا ليس لديك انضمام وبل لديك نص ان الاتفاقيةو الدولية جزء من الدستور ،وبالتالي الكلام في الدستور عن اتاحة الحريات (حبر على ورق) بالرغم من النص الصريح..