واشنطن – صوت الهامش
يتولى عدد من أعضاء الكونغرس من الحزبين الجمهوري والديمقراطي حشْد زملائهم بالكونغرس للانضمام إلى التوقيع على عريضة موجهة إلى وزير الخارجية ريكس تيلرسون تطالب بتبني معايير ملموسة وانتقالية في سياسة واشنطن تجاه السودان في سبيل إنهاء الفساد وانتهاكات حقوق الإنسان.
وتضمنت الدعوة، التي وقع عليها خمسة أعضاء من الكونغرس على رأسهم جيمس مكجفرن، تنويهًا عن قيام إدارة ترامب، في أكتوبر الماضي بإلغاء عقوبات اقتصادية ومالية كانت مفروضة على السودان بموجب قرارات تنفيذية بالأساس اتخذها الرؤساء كلينتون وجورج بوش الإبن وأوباما.
ومنذ ذلك الحين والإدارة لم تدشن بعد معايير واضحة تكون أساسا للعلاقات الأمريكية مع السودان يمكن عبرها التصدي للفساد وانتهاكات حقوق الإنسان وغيرها من دواعي القلق الاقتصادية والاجتماعية والسياسية.
وأعرب أصحاب الدعوة عن أملهم في الانضمام إلى توقيع العريضة الموجهة إلى تلرسون من أجل تدشين معايير واضحة في هذا الصدد.
ونصت العريضة، التي اطلعت عليها (صوت الهامش)، على التنويه لوزير الخارجية تلرسون عن سجل البشير المزري فيما يتعلق بالعنف والقمع ضد أبناء شعبه في سبيل البقاء في السلطة هو وفئة قليلة من النخبة مستحوذين على ثروات البلاد.
وأكد أصحاب العريضة على قلقهم البالغ من أن تتبنى واشنطن سياسة قد تفتح الطريق لمزيد من التطبيع في العلاقات مع نظام البشير الذي دأب على انتهاك حقوق مواطنيه الأساسية وعلى دعم المتطرفين وقمع الأقليات الدينية وسرقة ثروات البلاد بينما معظم أبناء الشعب السوداني يتضورون جوعا.
وناشد أصحاب العريضة تلرسون بوضع تلك الحقائق في الحسبان لدى صياغة سياسة واشنطن تجاه الخرطوم؛ وبأن تضع وزارة الخارجية وغيرها من الهيئات المعنية معايير سياسية واجتماعية وحقوقية انتقالية؛ وأن تكون تلك المعايير مرتبطة بمحفزات حقيقية وضغوط مالية قوية كفرض عقوبات على شبكات عمل واتخاذ تدابير مناهضة لغسل الأموال تستهدف المسؤولين عن العنف والفساد في السودان.
ونوه أصحاب العريضة على إمكانية الاستفادة من النصوص المتعلقة بالفساد وانتهاكات حقوق الإنسان الواردة في القرار التنفيذي رقم 13818 المتعلق بقانون ماغنتسكي العالمي – لدى وضع معايير ملموسة تستهدف الأفراد والهيئات المتورطة في عمليات فساد وانتهاكات حقوقية مستمرة في السودان.
ولفتوا في عريضتهم إلى أن الفساد وسوء الإدارة من جانب النظام السوداني قد تركوا الشعب السودان معدما، بينما فئة قلية تكدس الثروات الطائلة.
ولطالما ألقى نظام البشير باللائمة في تجويع شعبه على العقوبات الأمريكية والدولية بدلا من الاعتراف بفشله في الاستثمار في الإنسان السوداني.
غير أن التظاهرات الحديثة التي عمت أرجاء السودان احتجاجا على الأحوال الاقتصادية والحقوقية المأساوية في البلاد قد أسقطت قناع أكاذيب النظام الذي يخصص نسبة 75% من الميزانية للأمن والدفاع.
ونوه أصحاب العريضة عن كفاح النشطاء السودانيين على مدى عقود في سبيل تغيير هذا النظام الذي يهدم الكنائس ويسجن السياسيين ويستخدم الغذاء كسلاح ويقمع الأقليات الدينية والعرقية.
ولفتت العريضة علي انه يتعين على السياسة الأمريكية أن تدعم هذه التطلعات الديمقراطية لهؤلاء النشطاء المكافحين وأن ترفض المزيد من تخفيف العقوبات عن ذلك النظام فضلا عن السير في طريق تطبيع العلاقات معه ما لم يتم علاج عدد من القضايا أمثال الحرية الدينية وقمع المواطنين وإخراس الصحافة واعتقال النشطاء والحقوقيين والسياسيين والصحفيين.
ونبه أصحاب العريضة إلى أن الكونغرس والشعب الأمريكي على مدى أكثر من عقد، قد دعموا التطلعات الديمقراطية للشعب السوداني.
وأكدوا أن البحث عن سودان يحترم التنوع ويحمي الحقوق الإنسانية لكافة السودانيين طالما كان ولا يزال هدفا ينشده أعضاء الكونغرس من الجمهوريين والديمقراطيين والليبراليين والمحافظين على السواء.
واختتموا عريضتهم قائلين: “مستر تيلرسون، نحن وإذْ نكّن وافر الاحترام، نناشدكم بوضع سياسة تقف على أساس تاريخ السودان وسياقه، وتستهدف تغييرا جوهريا … سياسة مدعومة بضغط مالي قوي ومحفزات حقيقية. وإننا لنثق في أن مثل هذه العريضة جديرة بأن تلقى دعما قوية من أعضاء الكونغرس.”