يعتبر العام الحالي الأسوأ في الاقتصاد السوداني وخصوصاً في اوضاع الشباب وعدم توظيف الخريجين ، وذلك كأثر مباشر وغير مباشر لتبعات الفشل والحروب الدائرة الآن ضد الغلابة خاصة الحرب في دارفور وجبال النوبة والنيل الازرق ، وتعد مشكلة الخريجين من المشاكل المستعصية التي يعاني منها السودان حيث أن هناك ارتفاع كبير وحاد لأعداد الخريجين العاطلين عن العمل وبلوغهم لنسب كبيرة إذ تعتبر الأعلى عالمياً .
إن الشباب السوداني من سن 16 إلى 40 سنة وفي قلبهم الخريجين يمثلون نصف المجتمع وهم المورد المهم في الدولة ، التحديات التي يجابهها الشباب السوداني وخاصة الخريجين وفي مقدمتها البطالة والفقر تضغط بقوة لمضاعفة الجهود لمعالجة هذه المعضلة الخطيرة والاهتمام بتطلعات وطموح الشباب السوداني من اجل مزيد من استنهاض طاقاته
، وتعتبر بطالة الخريجين وخاصة خريجو الكليات المهنية أحد أهم العناوين الخطيرة للكارثة الإنسانية التي يعاني منها السودان .
مشكلة بطالة الخريجات والخريجين في السودان ناجمة عن ضآلة فرص العمل نتيجة للعنصرية والقبلية الشديدة التي يعاني منها السودان على استيعابهم، وإغلاق باب التوظيف في وجوههم منذ (يونيو) 1989م. وتتفاقم المشكلة مع ازدياد عددهم السنوي والذي بلغ في العام 2015–2016 الي ما يقارب الاف بل ملايين مناصفة تقريباً بين الإناث والذكور.
إن خطورة هذه المشكلة تتلخص في أن التحصيل العلمي المرتفع لا يحمي من البطالة وأن الشهادة ليست مفتاح العمل. وهو ما يجعل البطالة بشكل عام وبطالة الخريجين بشكل خاص أشبه بالقنبلة الموقوتة، نظراً للتداعيات السلبية لوجود مئات الآلاف من الشابات والشبان دون عمل وإنتاج.
إن مكافحة البطالة والفقر، ومن ضمنها بطالة الخريجين تتطلب على المستوى السوداني خطة اقتصادية واجتماعية متكاملة وبديلة، تسعى لتحقيق أقصى درجة ممكنة من التقدم الاجتماعي، طبعا هذه الخطة البديلة ينبغي أن تأخذ بعين الاعتبار عدم التميز العنصري والقبلي .
سلطة الحكم القائم في السودان لا تملك رؤية لحل المشاكل .
الطيب محمد جاده